مبدعون
محمد أبو الغار يكتب: فريدة فهمى و65 عامًا من البهجة
صدرت قبل ساعات النسخة الإنجليزية، من مذكرات أيقونة الرقص الشعبى الاستعراضى فريدة فهمى، تحت عنوان «Farida: A Memoir»، بمقدمة لناشرته، الراقصة الأسترالية كيتى شريف، وذلك من خلال حفل خاص فى أكاديمية لوس أنجلوس للرقص الشرقى بولاية كاليفورنيا الأمريكية، تضمن ندوة لمناقشة أبرز ما جاء فيه، إلى جانب عرض رسالة فيديو خاصة من فريدة فهمى، تحدثت فيه عن هذه المذكرات.
وفى عيد ميلاد فريدة فهمى الـ٨٤، يوم ٢٩ يونيو المقبل، تنظم كيتى شريف حفلًا آخر فى مصر، باعتبارها المؤسس المشارك والراقص الرئيسى لفرقة رضا، يلى الحفل بـ٢٤ ساعة عقد ندوة لمناقشة الكتاب المؤلف من ٢٠٨ صفحات، اقتنى نسخته الإلكترونية الدكتور محمد أبو الغار، والتهمه فى أقل من 48 ساعة.
وقدم قراءة واعية ومختلفة لمذكرات واحدة من أيقونات الرقص الشعبى والاستعراضى فى مصر والعالم، فماذا قال؟.
صدرت بالإنجليزية، النسخة الإلكترونية من الكتاب، هذا الأسبوع واقتنيتها فور الصدور، وسوف يظهر الكتاب فى طبعة بنفس اللغة، ومعها طبعات أخرى بعدة لغات، وقد ساهمت فى الصياغة الراقصة الأسترالية، كيتى شريف، ناشرة الكتاب، التى أخرجت فيلمًا مدته ٩٠ دقيقة عن فريدة فهمى، التى حضرت افتتاح الفيلم فى أستراليا.
أنا من جيل تمتع بأمجاد فرقة رضا وكنا نشعر بالفخر بوجود هذه الفرقة المتميزة، وكانت فريدة ومحمود رضا نجمين رائعين، ومع الفريق كله أسعدوا ملايين المصريين، فلهم الشكر والتقدير.
تقول فريدة، إنها لم تفكر أبدًا فى كتابة قصة حياتها، إلا أنها اكتشفت أن الشباب فى مصر لا يعرفون عن الفن الذى قدمته فرقة رضا.
الفنانة فريدة فهمى
وفى هذا العام ٢٠٢٤ تأتى الذكرى الخامسة والستون لأول عرض قدمته فرقة رضا فى ٦ أغسطس عام ١٩٥٩ وكانت فريدة، الراقصة الأساسية فيه لمدة ٢٥ عامًا. وللأسف أهمل التليفزيون المصرى فى أرشفة وحفظ الحفلات التى سجلها.
ولدت فريدة باسم ميلدا فى ٢٩ يونيو عام ١٩٤٠ فى منزل صغير بحديقة صغيرة فى مصر الجديدة. الأب حسن فهمى أستاذ بهندسة القاهرة والمهتم بالحدائق والزهور، والأم ماى الإنجليزية (خديجة بعد الزواج)، تعرف عليها الأب حين كان عمرها ١٣ عامًا فى رحلة للكشافة، وامتدت الخطابات سنوات حتى تم الزواج وأنجبوا البنت الأولى نديدة قبل فريدة بست سنوات.
الفنانة فريدة فهمى
كانت العائلة تذهب فى الصيف إلى معسكر كلية الهندسة الذى أقامه أبوها فى بلطيم، وتذكر قرية الشيخ مرتضى، خلف المعسكر والفلاحات الجميلات، وكانت الأم تقوم بحياكة ملابس البنتين. وشعر والدها بالحس الفنى عندها فأخذ ينميه ويشجعه واهتم بتعريفهن بالوطن وتاريخه.
تقول فريدة: «تعلمت من والدى أنه من المهم أن تنصت ولا تكون متكلمًا دائمًا والجدية فى العمل هامة فى الحياة، ويجب أن نعرف ثقافة الاعتذار، وقال لها أبوها إنها كانت معروفة بأنها بنت حسن فهمى، و«أصبحت أنا الآن معروفًا بوالد فريدة فهمى». وكانت الأم ذكية وقارئة جيدة وست بيت تطبخ وتحيك الملابس والستائر والملايات. أختها نديدة ولدت عام ١٩٣٤ وتوفيت عام ١٩٦٠ بعد أن أصيبت بروماتيزم فى القلب، وتزوجت محمود رضا الذى أحبته وعاشت معه آخر خمس سنوات من عمرها.
غلاف الكتاب
تقول فريدة فى مذكراتها: «فى طفولتى كنت كثيرة الحركة واستمر هذا حتى بعد أن تزوجت، كان زوجى يوقظنى لأننى أحتل كل السرير، وبدأت الرقص البلدى مبكرًا مع الأصدقاء. وعندما كنت طفلة كنت أقول لأمى حين أكبر سوف أصبح نجمة وسوف أشترى لك سيارة كاديلاك، وعندما أصبحت نجمة سألتنى أين الكاديلاك؟. وفى مراهقتى عرفت أن المصريات يحببن الرقص ولكن الرقص كمهنة كان يعتبر عيبًا شديدًا».
شاهدت فريدة الرقص على المسرح فى سن العاشرة فى لندن. وبعد أن أصبحت فرقة رضا عالمية، قدمت عروضها على مسارح عظيمة فى العالم كله.
محمد أبو الغار
كانت عائلة رضا تحب الفن والموسيقى، ولد على رضا عام ١٩٢٣، وفى شبابه كان رياضيًا يلعب الجمباز والتحق بفرق الرقص الأجنبية وهو أول مصرى يكتب فى باسبوره: الوظيفة راقص.
محمود أيضًا كان رياضيًا وحصل على ميدالية ذهبية فى الجمباز فى البطولة العربية، وذهب للعمل فى فرقة رقص فى باريس وعاد ليتزوج نديدة أخت فريدة، وفى عام ١٩٥٦ سأل على رضا فريدة إذا كانت تحب أن تمثل فى السينما ووافقت واختارت اسم فريدة فهمى. وقامت بتمثيل ٣ أفلام، وحين طلبت وزارة الثقافة على للرقص فى أوبريت قدم لهم أخاه محمود.
الفنانة فريدة فهمى
تستكمل: «بدأنا فى تكوين فرقة رضا وشجعنا وزير الثقافة وترك د. حسن فهمى بيته بالحديقة للفرقة وانتقل إلى شقة صغيرة. وبعد أن دربنا شبابا معنا ونقض الوزير تعهده السابق، كانت هذه هى الصدمة الأولى من الحكومة وتكررت الصدمات بعد ذلك».
تقول: «وعندما بلغت ١٨ عامًا تقدم على لزواجى ووافق أبى بالرغم من فارق ١٦ عامًا فى العمر بيننا، كما كان على متزوجا من قبل، وتزوجنا فى ديسمبر ١٩٥٨، وبمرور الوقت ازداد حبى وإعجابى بعلى ولم تمر ليلة أثناء زواجنا بدون أن نحل أى مشكلة أو خلاف بيننا. كنا نحب نفس الأشياء، الكتب، الأفلام، الموسيقى. واستمررنا حتى نهاية العمر يمسك كل منا يدى رفيقه».
الفنانة فريدة فهمى
ولادة فرقة رضا