دين ودنيا
«أحد الطريق»: الكنيسة تحتفل بالأسبوع الخامس من الخمسين المقدسة
تحتفل الكنيسة القبطية، اليوم الأحد، بالأسبوع الخامس من فترة الخمسين المقدسة والذى يحمل اسم «أحد الطريق»، كما ورد فى الكتاب المقدس إنجيل يوحنا (14: 6) قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِى إِلَى الآبِ إِلاَّ بِى».
تقرأ الكنيسة خلال هذه الفترة قراءات يومية تتحدث عن «ملكوت الله»، وفى هذا الأسبوع تتحدث عن أحد الطريق، وبحسب المعتقد المسيحى ينظر إلى السيد المسيح أنه السبيل الوحيد للحياة الأبدية، وهو الحق الكامل والحياة الحقيقية والنهائية.
قصص وأحداث خالدة
تحمل أسابيع الخمسين المقدسة السبع، قصصاً وسيراً تجعل كل أحد يحمل اسماً متفرداً ويتناول مفهوماً روحياً خاصاً ويروى قصة وحدثا مميزا، واستهلت هذه الفترة بـ«أحد توما، ثم الخبز الحى، ثم أحد الماء الحى الذى قال فيها المسيح إلى السامرية إنه هو ماء الحياة، ثم أحد النور»، واليوم هو أحد الطريق.
تعتبر أيام الخمسين فترة الفرحة والبهجة لذا تتزين فيها الكنائس بالورود والستائر البيضاء كما تعلو فى أرجائها الألحان الفرايحية، وهى فترة لا صوم فيها نهائياً ولا مطانيات، وينظر إليها أنها «يوم أحد» متصل منذ عيد الفصح، وتهدف إلى استشعار المسيحى بقيامة المسيح التى تعنى بداية الحياة الحقيقية، ويوصى الأباء الكهنة جميع أبناء الكنيسة أن يعيشوا الخمسين بقرب روحى وفؤاد متصل مع الله وألا يُضيع ما قام به خلال الصوم الكبير، ويستكمل الطريق الذى سار فيه على مدار 55 يوماً استعداداً لاحتفالات القيامة، بل يواصل ما تعلمه خلال فترات الصوم من ضبط الجسد، والمداومة على تغذية الجانب الروحى بالقراءات والطقوس.
تمتد فرحة الأقباط بقيامة المسيح من بين الأموات منذ عيد القيامة حتى عيد العنصرة، وتربط المناسبتين 50 يوماً منحصرة بين العيدين، وعلى الرغم أنها 7 أسابيع إلا أن العقيدة القبطية تنظر لها أنها مجرد ساعات تمر على الإنسان وأنها يوم واحد متصل لا ينفصل من الاحتفالات أوله الفصح وختامه العنصرة، وهذه المدة تقسم إلى جزأين يتكون الأول من أربعين يوماً تستمر حتى احتفالية عيد الصعود وهو بحسب المعتقد المسيحى ذكرى صعود المسيح إلى السماء، ثم يأتى الجزء الثانى المكون من عشرة أيام وهى فترة ما بعد الصعود، لذا تعرف بـ«الخمسين المقدسة» نسبةً للمدة المنحصرة بين حدثين جليلين.
الأسبوع الخامس.. مفهوم الطريق
يفسر الآباء الكهنة بكنيسة العذراء والأنبا رويس، خصوصية هذا الأسبوع باعتبار أن المسيح هو طريق التائهين والحق للمظلومين، والحياة للموتى ويقصد بالموتى هنا مرتكبى الأخطاء والمذنبين، وهو استكمال لكل ما مر فى الأسابيع الماضية بالخمسين، ويصفه بإنسان يسلك طريقه إلى الحياة الأبدية وهى الغاية التى يعيش من أجلها البشر، ويحتاج السائر فى الطريق إلى طعام وماء ونور، حسب المعتقد الإيمانى فالمسيح هو المشبع والساقى لعطش السائرين والنور فى عتمة الطريق الذى يظل يرشده حتى يصل إلى الغاية وهو «السلام والسكون بالأبدية».
يروى هذا الأسبوع قصة جديدة حول الحوار الذى دار بين القديس توما والمسيح، وسؤاله عن الطريق وكانت إجابة السيد المسيح أنه هو الطريق، لذلك تتأمل الكنيسة هذه الأيام مفهوم «أن مسيح القيامة هو مسيح الطريق أو كما يعرف بالمسيح المرافق».
ويقول الأب داود لمعى فى العظة الروحية بمناسبة الأسبوع الخامس من الخمسين، «أحد الطرق»: أخذت المسيحية فى بادئ الأمر عدة أسماء وكان يُطلق على أتباع السيد المسيح ألقاب عديدة، فكان يعرف اتباعه بـ«التلاميذ»، ثم عرفت المسيحية بـ«الطريق»، وورد هذا المعنى فى أعمال 9، فى قصة القديس بولس حين سافر إلى دمشق، وعرف فى السنوات الأولى أن أتباع الطريق هم من آمنوا بالسيد المسيح.
ويضيف الأب داود أن الكنيسة تتحدث فى الخمسين عن المسيح لأنه الإيمان الحقيقى وأنها تسعى من خلال الدروس والاجتماعات الروحية إلى توصيل المعنى الحقيقى للقيامة لأنه حسب المعتقد المسيحى فإن الحياة قبل القيامة ترمز للظلام بينما بعد قيامته فقد أنارت البصيرة وبدأ السير نحو الحياة الأبدية.
الخمسون المقدسة فترة فرح القيامة