Site icon مصر 30/6

أزمة التجنيد تتصاعد في إسرائيل

أزمة التجنيد في إسرائيل

بينما يتواجه إسرائيل أزمة تجنيد وفيما قررجيش الاحتلال استدعاء طوائف متشددة كانت مستثناة من الخدمة العسكرية منذ قيام دولة الاحتلال، دعا الحاخام الأكبر السابق لإسرائيل يتسحاق يوسيف اليهود المتشددين «الحريديم» إلى الاستمرار في رفض التجنيد الإجباري، وتمزيق أوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية.

وتأني تصريحات يوسيف بعدما أعلن جيش الاحتلال أمس الثلاثاء، أنّه سيبدأ اعتبارًا من الأحد المقبل إصدار أوامر استدعاء لدفعة أولى من الخدمة العسكرية إلى آلاف من الحريديم، المعفون من التجنيد منذ عام 1949، على الرغم من الجدل والانقسامات التي أحدثها القرار في الداخل الإسرائيلي، في ظل خسائر توصف بالأسوأ منذ عقود في صفوف جيش الاحتلال الذي يُواصل حربه على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وقالت هيئة البثّ الإسرائيلية إنّها حصلت على تسجيل صوتي ليوسيف يقول فيه إنّ «كل عالم توراة معفى من التجنيد، حتى الشخص العاطل الذي لا يدرس»، مضيفًا أنّ «مَن ينضمون إلى الجيش يفسدون. هناك مجندات وضابطات وألفاظ نابية، هناك أشياء فظيعة وغير لائقة» مواصلًا حديثه إلى الحريديم :«لا تذهبوا إلى هناك». ودعا يوسيف كل شخص من الحريديم يتلقّى أمر استدعاء للخدمة العسكرية إلى أن «يمزّقه ولا يذهب (للتجنيد بالجيش)».

جلسة طارئة للكنيست

وفي تسجيل آخر نشره موقع «واينت» الإخباري، قال يوسيف: «كل الاحترام للجيش على جهوده، ونقدر ما يفعلونه، لكن بدون التوراة، إلى أين سنتجه؟! بدلًا من تخصيص المزيد من الميزانيات للمدارس الدينية، يصدرون مسودات إشعارات (أوامر استدعاء للتجنيد)».

وقال: «إنّ الحريديم مع التوراة، ولن يخاف من الجيش. وإذا أخذوه إلى السجن، فسيذهب معه رئيس مدرسته الدينية»، مضيفًا: «من المؤسف أنّهم لا يفهمون هذه الأشياء. لقد حمتنا التوراة عبر الأجيال».

نتنياهو يضع جيش الاحتلال في مأزق

بدورها، قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» إن رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست يولي إدلشتاين دعا لعقد جلسة طارئة اليوم لمطالبة الجيش بتوضيحات عن إعلانه استدعاء الحريديم للخدمة العسكرية.

ووضع رئيس وزراء الاحتلال جيشه في مأزق إضافي، منذ دعا لتجنيد المتشددين؛ إذ مررت حكومة نتنياهو قرارا في يونيو 2023 يأمر الجيش الإسرائيلي بعدم تجنيد طلاب المعاهد الدينية الحريدية لتسعة أشهر، حتى تقوم بصياغة قرار نهائي، جرى لإقراره أمس رسميا.

ماذا نعرف عن طائفة «الحريديم»؟ ولماذا يرفضون التجنيد؟

«الحريديم» هم يهود أصوليون يطبقون طقوسهم ويعيشون يومياتهم وفق شريعتهم «هالاخاه»، ويشكلون 13.3% من سكان«إسرائيل» البالغ نحو 10 ملايين نسمة وشهدت هذه الطائفة نموًا بنحو 4% وهو الأعلى بين السكان، إذ يعرفون بأنهم يتزوجون مبكرًا ويتميزون بخصوبة عالية وذلك للتاثير على المعادلة الديموغرافية التي يسبق فيها الفلسطينيون الاحتلال.

ويقولون إنّهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة بالمعاهد الدينية، ويعتبرون أنّ الاندماج بالعالم العلماني يُهدّد هويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم وحاليًا، يتمكّنون عند بلوغ 18 عامًا (سن الالتحاق بالخدمة) من تجنّب التجنيد عبر الحصول على تأجيلات متكرّرة لمدة عام واحد بحجة الدراسة بالمعاهد الدينية، حتى وصولهم إلى سن الإعفاء من التجنيد (26 عامًا حاليًا).

أما أبرز أحزاب طائفة «الحريديم» في إسرائيل فهي شاس – يهودية التوراة، وغالبًا ما يتحالفون مع الأحزاب اليمينية لتشكيل الائتلاف الحكوميـ ولدى هذه الطائفة مدارس دينية، بالإضافة إلى أنها حظيت بـ«امتياز» إعفائها من التجنيد في جيش الاحتلال الإسرائيلي.

Exit mobile version