نجوم و نجمات

“محمد فاضل”: خطة الإعلام تسبق خطة التنمية ..

هناك ضرورة لتجديد الخطاب الفني ..

حوار/ أحمد إبراهيم

يعد المخرج الكبير محمد فاضل حجر الزاوية في صناعة الدراما المصرية والعربية، فتاريخه الفني يمتلأ بالمواقف والأعمال الوطنية الهامة والنادرة، ويكفي أنه صانع الأفلام الخالدة “ناصر 56 وكوكب الشرق” وغيرها من الأعمال الإنسانية الهادفة والنبيلة …

* ماذا عن جائزة النيل؟

* جاءت بوقتها، ولقد حصلت علي العديد من الجوائز سواء بمصر أو خارجها، ولكن جائزة النيل لها خصوصية، فهي أهم وسام وتقدير من الدولة المصرية، وأطالب بعودة وسام العلوم والفنون، لتكريم الفن الهادف والراقي، الذي يحقق بناء منظومة القيم الإنسانية التي تهدف الدولة لتحقيقها الآن، فالفنون هي الأقدر علي ترتيب وإعادة منظومة القيم والأخلاق بالمجتمعات، خصوصاً بالمجتمعات الفقيرة التي تسعي لتحقيق التنمية.

* تنادي بتجديد الخطاب الفني ؟

* نعم، وهناك ضرورة لتجديد الخطاب الفني، فكل دولة تسعي لتحقيق أهدفها من خلال استثمار الفن والدراما، وهذا ما قامت بها الولايات المتحدة الأميريكية، فبعد حرب فيتنام التي هُزمت فيها، صنعت خطاب فني، سوق لفكرة محورها أن القوات الأميريكية حققت انتصاراً كبيراً في فيتنام، بهدف تبيض وجه الدولة المحتلة والقوة العسكرية الغاشمة، التي استُخدمت ضد موطنيين بسطاء، حياتهم قائمة علي النشاط الزراعي، ومن حق كل دولة أن يكون لها وجهة نظر حالية ومستقبلية للفن الذي تقدمه للناس والجماهير، وهذا ما قاله أستاذ الإعلام العالمي ويل  بور شرام، الذي دشن لنظرية خطة الأعلام تسبق خطة التنمية، وهي وجهة نظر صحيحية، فلابد قبل التنمية تهيئة الجماهير ذهنياً، لأن التنمية تتحقق من خلال إقتناع الناس وإيمانهم بما يقومون به من جهد لإنجاح خطط التنمية هذه.

المخرج محمد فاضل
المخرج محمد فاضل

* ما رؤيتك لما يتعلق بتجديد الخطاب الفني؟

* كل زمن وكل دولة لها خطة واستراتيجية تسعي لتحقيقها من خلال دراسة الشعب دراسة شاملة والتحديات القائمة والأهداف التي تسعي هذه الدولة لتحقيقها، وهذه الاستراتيجية تحقق أهدافاً مستقبلية، يشارك فيها أساتذة الإعلام وعلماء الإجتماع وأيضاً الفنانين.

* ماذ عن فيلم يخلد نصر أكتوبر؟

* نحن لا نحتاج فقط لفيلم عن حرب أكتوبر، نحن نحتاج لأفلام تخلد انتصارات هامة وعديدة في حياة الشعب والدولة المصرية، وهذا ما يؤكد دور الدولة في صناعة الأعمال الجادة والهادفة، والـ CIA هو ما كان يصنع هذه النوعية من الأعمال بالولايات المتحدة الأميريكية، ونحن نحتاج لصناعة هذا النوع من الخطاب الفني، سواء كانت أعمالاً حربية أو غيرها، فالتاريخ المصري والعربي يزخر بالقامات التي يمكن صناعة أعمال فنية مختلفة عنها، سواء أكانت أعمال تلفزيونية أوسينمائية أو مسرح أو حتي أوبرتات وأغاني.

* لماذا تهاجم سيطرة المال الخليجي علي صناعة الدراما؟

*  نعم أهاجم، وهناك جهات منتجة خليجية قدمت معها العديد من الأعمال الدرامية الهامة، كمؤسسة راديو وتلفزيون العرب لصاحبها رجل الأعمال السعودي صالح كامل، وإلي الآن لازلت سعيد بالتجارب التي تعاونت فيها مع مؤسسات خليجية، ولكن ما يحدث الآن هو فرض موضوعات وأشكال معينة من الدراما والأعمال التلفزيونية والسينمائية علي صناع الدراما المصرية، وهذا خطر كبير، لأنه يُخرج الصناعة عن الخط والهدف الذي يحقق فائدة المجتمع، فكل مجتمع له ما يناسبه من دراما وفن.

* ماذا عن مسلسل الشمندورة؟

* لازال مشروع مسلسل الشمندورة متوقف، والسبب في احتكار سوق الدراما، وللعلم الكاتب أبو العلا السلاموني إنتهي من كتابة المسلسل منذ عشر سنوات، والذي يتعرض لبقعة هامة من الوطن هي أرض النوبة وأهلها بما لديهم من تاريخ وعادات وتراث عظيم.

* ماذا عن أزمة الفنان محمد سلام وتركي آل شيخ؟

* طالبت الدكتور أشرف ذكي نقيب الممثلين التدخل بشكل شخصي لإنهاء هذه المشكلة بين الفنان المصري محمد سلام والمنتج تركي آل شيخ، خصوصاً ولأنه تربطه علاقة جيدة بين الطرفين ويجيد التفاوض.

* ماذا عن الأجيال الجديدة من الفنانين؟

* صراحة الأجيال الجديدة من الفنانين تعاني، لأن ظروف الإنتاج الحالية لا تصنع فرصاً لظهور ونجاح الطاقات والقدرات الجديدة، وأتمني أن يتغير المناخ ويسمح لهذه الطاقات للظهور، لأنه في النهاية يحقق الفائدة للمجتمع ككل.

* ماذا عن إعادة إنتاج فيلم عن أم كلثوم؟

* من حق كل فنان تقديم ما يهوي ويحب، وبالنهاية النجاح يكون للأكثر قبولاً لدي الجماهير، ولقد قدمت شخصية الزعيم جمال عبد الناصر في فيلم ناصر 56 وتكررت التجربة أكثر من مرة، ولا يوجد وصفة أو معادلة ما تضمن تحقق النجاح، وأتمني تكرار تقديم أعمال عن شخصيات هامة ومعطاءة في تاريخ الوطن المصري والعربي إجمالاً. 

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights