مبدعون

“أحمد إبراهيم” يكتب”:  “مي” و”نعمات” … عام للإبداع ..!!

منذ بدأ التاريخ ومصر حالة من الإبداع، فطوال مشوار الزمن والمصريين يبدعون في كل مجالات الحياة؛ في البناء والتشيد والفنون والعلوم والفكر وحتي في أوقات المحن والحروب يبدعون لكي يعيشون ويتكيفون مع المحتل أو المغتصب حتي يهزم أو يرحل ..

فالإبداع حضارة وحالة مصرية فريدة، إلا أنه يتطور بشكل كبير، فالإبداع الآن صناعة هامة ومحورية في عالم اليوم خصوصاً بعد ظهور علم الذكاء الاصطناعي، فتنمية واستثمار رأس المال البشري وتطويرة والاستفادة منه عمل هام وصعب وبحاجه لذكاء وقبل كل شئ لعمل مؤسسي مخطط له أهدافه المطلوب تحقيقها ..

مي سلامة
مي سلامة

وهذا ما قامت به رائدتي الأعمال “مي سلامة” و”نعمات خليل”، فمع العام 2014 عندما أقدما علي تدشين .. كريتيف ساميت Creative Summit ..

والتي تعد أول منصة للاقتصاد الإبداعي في مصر والشرق الأوسط لجمع المتخصصين البارزين المبدعين من مصر وخارجها .

عقد من الزمان وتكرار لنجاحات يقف ورائها “مي سلامة” و”نعمات خليل” هاتين السيدتين الفاضلتين صاحبتي الذكاء والمبادرات النادرة ..

فمي سلامة واحدة من أبرز رائدات الأعمال بمصر والشرق الأوسط.

فهي من عضوات قائمة over 40 بمنصة Campaign UK العالمية.

ليس هذا فقط ما حققته مي سلامة، فهي واحدة من بين أفضل 59 مديرة تسويق بمؤسسات عالمية حققت “جائزة المرأة في التسويق” Women in Marketing (WiM) Global وذلك في العام 2022 .

نعمات خليل
نعمات خليل

وهذا ما ينطبق علي رائدة الأعمال “نعمات خليل” صاحبة المسئولة الكبيرة والهامة في إنجاح “المنتدى الاقتصادي العالمي للمرأة” 2020 .

هذا الحدث الهام الذي أشادت به المؤسسات الدولية والعالمية.

وهو ما أكدته مجلة “سكوب إمباير” الأمريكية حين قالت، أن نجاح مصر في استضافة  “المنتدى الاقتصادي العالمي للمرأة ” نسخة 2020 ..

حدث يجلب العديد من فرص العمل والاسثتمار في مصر، ويعد حدثا فريدا كونه يعقد لأول مرة في البلاد، وبحضور عالمي رفيع المستوى، وعدد كبير من الوزيرات المصريات والشخصيات العامة والفنانين والفنانات ورائدات الأعمال من مصر ودول العالم.

نجاح هام ومضئ لحدث عالمي تنموي محوري وفعال.

عام للإبداع

  إن النجاح في استثمار رأس المال البشري يعني الإنضمام إلي مصاف كبار الدول..    

وهو ما يحتاج لمبادرة أو عام للإبداع، يتم فيه تمكين ذوي المهارات وأصحاب القدرات الفكرية من  تدشين برامج وسياسات تعليمية وثقافية ونظم لإدراة المهارات الفردية وابتكار مؤسسات لتعليم التفكير الناقد البناء وفهم أسس وأساليب فكر بناء المجتمعات والمؤسسات والأفراد .

فنحن في حاجة ماسة وضرورية لاستثمار رأس المال البشري المصري كي يتحول إلي رأس مال منتج ينتقل بالمجتمع والدولة المصرية من حالة التخبط والقلق وعدم وضوح الرؤية، لمجتمع ثاقب الرؤية مطمئن الفكر مدرك الهدف يسعي إليه بثبات وثقة.

وهذا لن يتحقق إلا مع خلق حالة من الإبداع التنموي التي تصنع حلولاً وصيغاً جديدة لكل المشكلات التي تعاني منها الدولة المصرية والتي تحتل المشكلات الاقتصادية والسكانية والتعليمية الثقافية، مكانة الصادرة فيها بعد أن نفدت حلول كبار الاقتصادين ورجال صندوق النقد الدولي ..

ولا شك أن إطلاق مبادرة وتدشين عاماً للإبداع سيكون له أثر كبير في حل كافة المشكلات التي نمر لها الآن ..

بل ومن الممكن أن يُكون لدينا بنك أفكار لأي مشكلات مستقبلية طارئة أو غير متوقعة وهذا لن يتحقق إلا بالتمكين الكامل للشباب وللمرأة المصرية، تمكين  تعليمي واقتصادي ومعرفي وقانوني ، والاستفادة من التكنولوجيا، وتسريع الابتكار، وهذا يتم من خلال بتضافر الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات المالية والشركات، لصناعة خطة استثمار طموحة في رأس المال البشري المصري، محورها الاستثمار بالإبداع وتدشين اقتصاد المعرفة بتجهيز الشباب المبدع الخلاق واستثمار إمكاناته وقدراته الابتكارية لخلق حلول لكافة المشكلات التي يمر بها الوطن ..

وأيضاً صناعة أفكار ومنتجات تخدم البشرية كلها وتساهم في تطورها وهو ما يعزز من مكانة وقدرات مصر العلمية والاقتصادية والمالية وسط دول العالم، ويجعلها دولة مؤثرة فاعلة عالمية تمتلك ما لا يملكها غيرها من تكنولوجيا وعلم   .. 

إن مصر دولة شابة، تمتلأ بالقدرات والطاقات المتجددة، وهو ما يعني أننا بحاجة لمؤسسة تدير هذه الطاقات وهذا الرأس المال البشري الهائل فـ 70 % من نسبة سكان مصر من  الشباب.

وهذه الكتلة الهائلة الشابة لا شك قادرة علي صناعة اقتصاد إبداعي ومعرفي لا مثيل له في كافة المجالات الاقتصادية والإبداعية الفنية والثقافية وأيضاً السياسية ..  

إن استثمار مصر في الإبداع واقتصاد المعرفة وبالقلب منه تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لا شك يحقق الثبات والتطور لشخصية إنسان مصر بل يدعم ويثبت أركان  الهوية المصرية ضد كل الهزات الفكرية والثقافية التي يمر بها العالم والمنظقة العربية ..

خصوصاً وأن لدينا مبادرين ورواد أعمال من أمثال مي سلامة نعمات خليل وكثر غيرهم قادرين علي تدشين عمل مؤسسي لعلم الإبداع والإبتكار ولنمط جديد من اقتصاد المعرفة الذي هو أمل الشعوب في التطور وتحقيق الرفاهية وجودة الحياة ..  

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights