Site icon مصر 30/6

“أحمد إبراهيم” يكتب: ولاد العم .. شبكه ونص و 4 جواسيس ..!!

ولاد العم فيلم إثارة أكشن تدور أحدثه في عالم الاستخبارات وتحديداً في الحرب المعلوماتية الدائرة بين مصر والكيان الصيوني، الحرب التي لم تتوقف ولن تتوقف أبداً طالما هناك أرض عربية محتلة وقوة داعمة غاشمة لكيان سرطاني مصنوع لوئد أي حلم ونهضة عربية ..

ورق الفيلم والسيناريو مكتوب من خيال المؤلّف عمرو سمير عاطف كاملاً، ولا يستند إلى قصة حقيقية فهو من بنات أفكاره وصناعة مخيلته هو فقط، وللعلم هذا تصرف فني جميل وجيد جداً، لا يستطيعه إلا سيناريست قوي الموهبة متمكن من أدواته الفنية .. ذو خيال خصب ثري .. وما أقلهم ..

 وفيلم ولاد العم أحد أفلام حروب الظل بين جهاز المخابرات المصرية وجهاز الموساد التابع للكيان الصهيوني، والذي استطاع زرع أحد جواسيسه بمصر من خلال عمله بأحد البنوك المصرية للتغطية على نشاطه الاستخباراتي المعادي، وبعد عامين من العمل العدائي ومع نهاية مهمة عمل الجاسوس الصهيوني في مصر، وتكوينه لشبكه من الجواسيس المعادين لمصر والتي ستكون مهمتها القيام بعدد من عمليات الاغتيال ، يقرر ” عزت أو دانيال الصهيوني – شريف منير” العودة إلي الكيان من جديد، ولكن مع زوجته المصرية وأولاده، فهو يحبهم ولا يستطيع تركهم بعيداً عنه، فيقرر تدبير خطة لتهريبهم إلي الكيان، ولكنها خرجت خطة ساذجة تم صناعتها براكاكة لا تتناسب وأحداث هذه النوعية من الأفلام وهذا الفيلم بالتحديد الواضح تماماً مدي التعب والجهد الفني الذي بزل فيه .

إلا أن الزوجة المصرية “سلوي – مني ذكي” لا ترتاح لحياتها الجديدة في عاصمة صهيون، خصوصاً وأن الزوج الخائن قد وضعها أمام خيارين إما أن تعود بمفردها إلى مصر وتترك أبنائها الصغار أو تواصل الحياة معهم في عاصمة صهيون، فتصدم سلوى بهذه الكارثة، وتستسلم في البداية خوفاً من مفارقتها لأبنائها بعد أن هددها دنيال، لكنها لم تستطع التكيف مع هذا الشعب العنصري، ومع هذا الزوج المحرم عليها شرعاً، فتحاول الاستغاثة وطلب المساعدة لكي تعود من جديد إلى القاهرة ومعها أطفاها الصغار، فتصل الاستغاثة إلي المخابرات المصرية، في نفس هذا التوقيت يكون ضابط المخابرات المصري “مصطفي – كريم عبد العزيز” قد بدأ خطة الدخول للأراضي المحتلة لإنقاذ سلوي وأولادها وأيضاَ لإختراق منبي جهاز الموساد الصهيوني والعودة منه بكنز ثمين وملفات هامة وقائمة لاغتيالات شخصيات هامة ووطنية خطوة تكشف الكثير من خبايا العمل التخريبي الصهيوني لعملائهم المتعاونين معهم في مصر وخارجها ..

مني ذكي

بالفعل يتمكن الضابط  المصري كريم عبد العزيز من دخول عاصمة صهيون والتواصل مع بعض رجال المخابرات المصرية بالأرض المحتلة ..

بل وبجهاز الموساد الصهيوني الذي سيدخله في نهاية الفيلم إشارة لقدرة المخابرات المصرية ورجالها الوصول لأي موقع مهما كانت حسياسيته وفي أي مكان حتي لو كان عاصمة الكيان الصهيوني ..

وبالفعل يتمكن الضابط المصري كريم عبد العزيز ، من الإقتراب من الأم المصرية المختطفة من خلال التخفي والاستتار بعمله بأحد الصيدليات القريبة من منزلها والتي تتردد عليها بشكل دائم لطبيعة مرض بنتها الذي يستلزم علاجات وأدوية دائمة،  فيبدأ تنفيذ باقي فصول خطة الإيقاع بالجاسوس الصهيوني وشبكته وأيضاً الترتيب لعودة الأم المصرية الشابة وأولادها، فيعملان معاً على الإيقاع بالزوج الجاسوس والاستيلاء على معلومات تخص عمله من داخل مكتبه بجهاز الموساد، لكن تكشف خطتهما، ويقوم الجاسوس “دانيال – شريف منير” بالقبض على الضابط المصري كريم عبد العزيز داخل مكتبه في مبنى الموساد، ليبدأ فصل جديد من المواجهة بين ضابطين أحدهما يتسلح بالإيمان والعقيدة الصادقة وهو الضابط المصري، والآخر تغزو عقله وفكره الأوهام والأباطيل التي تسعي لتأسيس كيان علي حساب أرض وشعب له تراثه وحضارته التي صنعها من آلاف السنين علي هذه الأرض التي يحي عليها هو وأبناءه جيل بعد جيل ..

ويبدأ دانيال خطته لتعذيب الضابط المصري كريم عبد العزيز ويحاول قتل زوجته سلوى، لكن لحسن الحظ ينجو الضابط المصري من الأسر الصهيوني، وينجح في الهرب  وتحرير السيدة المصرية سلوى وأبنائها، ويقتل الضابط الصهيوني والعودة بصحبتهم إلى مصر، ومعه ملفات هامة تكشف شبكة الجواسيس بأرض مصر .

كريم عبد العزيز

إن هذا الفيلم يشير بأن الكاتب والسيناريست عمرو سمير عاطف يتمتع برؤية خاصة يقدمها في أعماله؛ فهو لديه خيال قوي خصب قادر علي ابتكار أفكار متجددة طازجة دائماً في أغلب ما يقدمه سواء للسينما أم للدراما التليفزيونية ..

واقدامه علي كتابة وتقديم سيناريو فيلم ولاد العم ودخوله لعالم سينما الجاسوسية والتخابر خطوة هامة ومفيدة له ككاتب سيناريو وأيضاً يصب في صالح صناعة السينما وكذلك يخلق مساحات وأبعاد درامية لم يعتادها المشاهد ونجد دائماً قلة وندرة في تقديمها علي الشاشة بالرغم من أنها جزء هام ومحوري في حياتنا، فقضية الصراع مع العدو الصهيوني قضية وجود لا حدود ومؤمراته ضد مصر والعرب لن تنتهي ولن تتوقف، لذا فإن هذا النوع من الدراما والأعمال السينمائية أو التلفزيوينة يصب في خانة الوعي للإنسان المصري والعربي إجمالاً ..

وحتي وإن كانت التيمة الأهم والمشهد الذروة لهذا العمل،  جاءت كفكرة خيالية لا حدود لها، وهي الولوج والدخول لمبني المخابرات الصهيوني الموساد، والوصول لأحد مكاتبه والعثور علي ملفات هامة بهذا المكتب، فهي فعلاً فكرة شديدة التحليق في فضاء الفكر والخيال، على الرغم من أن موضوع الصراعي العربي الصهيوني أمر حتمي واقعي ودائم، ولكن ألا يمكن أن تتحقق هذه الفكرة وهذا الخيال في يوم من الأيام …!!!

الأكشن

ولكن يبدو أن صناع فيلم ولاد العم كانا في حالة من القلق لطبيعة مضمون الفيلم الثقيل، بالرغم من أنه فيلم إثارة يدور في عالم التخابر – فأقدما علي تنفيذ معارك قتالية مبالغ فيها أخذت مدد طويلة علي الشاشة من عمر الفيلم – وللعلم عالم التخابر وجمع المعلومات لا يعرف هذه النوعية من العنف إلا نادراً جداً وأجهزة بعينها هي من تستخدم العنف في تعاملتها وعملياتها القذرة، فعمليات الذكاء والألعاب الذهنية الفكرية واستخدام التكنولوجيا الحديثة لا يستقيم مع العنف والدم ..

شبكه ونص و 4 جواسيس

إضافة إلي أن العمل به خطأ كبير، فتكوين وإنشاء شبكة تجسس من العملاء يحتاج لوقت طويل من العمل لتجنيد هؤلاء الخونة وتدريبهم وتحديد طبيعة مهامهم ونطاق نشاطهم  ..

 وإن كان يمكن التجاوز عن هذه التفصيلة، فالفيلم يعد وثيقة هامة، قدم معلومة ذهبية واحصاءاً مهماً بعدد عمليات التخابر والتجسس التي يقوم بها الموساد الصهيوني في مصر والتي قدرت بـ 25  شبكة تجسس و 64 جاسوساً خلال 15 عاماً فقط أي بمعدل شبكة ونصف كل عام وما يزيد عن 4  جواسيس سنوياً ..

وإجمالاً الفيلم ممتع وجميل فكرته رائعة أعجبتني وأتمني أن يكون من بين أبناءنا ما لديه الطموح لدخول وغزو مبني الموساد ومن بعده عاصمة فلسطين القدس العربية ..

Exit mobile version