ثقافة و إبداع
ما الأهمية التاريخية لـ أسود قصر النيل؟
تصاعد الجدل خلال الأيام الأخيرة حول طريقة ترميم «أسود قصر النيل» بين رفض نقابة الفنانين التشكيليين عملية الصيانة، معتبرة أنها لا تتوافق مع القواعد العلمية والفنية، لتؤكد وزارة السياحة والآثار أن أعمال تنظيف تماثيل أسود قصر النيل اقتصرت على إزالة الأتربة والاتساخات الملتصقة وغازات التلوث الجوي فقط، بالإضافة إلى وضع طبقة عزل شفافة لحماية التماثيل من العوامل الجوية.
لكن ما الأهمية التاريخية لأسود قصر النيل؟
تعد أسود قصر النيل إحدى أبرز معالم القاهرة التاريخية، حيث تزين تلك الأسود الأربعة مداخل الكوبري من الجهتين، بواقع أسودين في كل مدخل.
ويعود تاريخ الأسود إلى عصر الخديوي إسماعيل في القرن التاسع عشر، مع تأثر الخديوي إسماعيل بالتماثيل في الميادين الأوروبية، وقرر نقل هذه الفكرة إلى القاهرة، وكلف النحاتان الفرنسيان هنري ألفريد جاكيمارت وتشارلز هنري جوزيف كوردييه بتنفيذ التماثيل، بما في ذلك تماثيل محمد على وإبراهيم باشا والأربعة أسود، وصُنعت الأسود في الأصل لحراسة حديقة الحيوان، ولكن تم نقلها إلى كوبري قصر النيل لتزيينه.
وصنع «كوردييه» تمثال محمد على وإبراهيم باشا، فيما تولى جاكيمارت مهمة نحت التماثيل الأربعة المصنوعة من البرونز.
وافتتح كوبري الخديوي إسماعيل (قصر النيل لاحقًا) رسميا عام 1872، ووصلت التماثيل إلى الإسكندرية عام 1875، وقد نصبت في مكانها على جانبي الكوبري عام 1881. تكلفت هذه الأسود 8425 جنيها مصريا.
واستعيض عن التماثيل عند افتتاح حديقة الحيوان عام 1891، بلوحات مجسمة على المدخل تصور مختلف حيوانات الغابة.
من هو هنرى الفريد جاكيمارت؟
ولد هنري ألفريد ماري جاكيمارت في 24 فبراير 1824 في باريس المعروف غالبًا باسم ألفريد جاكيمارت، كان نحاتًا وومعروف بنحته للحيوانات درس جاكمارت على يد الرسام بول ديلاروش والنحات جان بابتيست جول كلاجمان. دخل مدرسة الفنون الجميلة عام 1845.
عرض جاكمار أعماله في صالون باريس من عام 1847 إلى عام 1879، وسافر إلى مصر وتركيا، وكلفته السلطات المصرية وقتها بإنشاء تمثال ضخم لمحمد على، وفي عام 1870، أصبح جاكمارت وسام جوقة الشرف.
واشتهر جاكيمارت بأعماله الفريدة التي يستخدم فيها البرونز لنحت حيوانات بشكل فريد.
أعمال هنري ألفريد جاكيمارت
توفي جاكمارت فجأة في شقته في شارع بابل بباريس ليلة 4 يناير 1896، تأجلت جنازته حتى 13 يناير لوصول ابنه موريس الذي عاش في تونس وأقيمت في كنيسة القديس توما داكوين في باريس.
أعمال هنري ألفريد جاكيمارت
مصير كوبري الخديو إسماعيل