Site icon مصر 30/6

إحياء الصناعات التراثية: مطروح تتربع علي عرش صناعة السجاد البدوي ..

تنفرد محافظة مطروح، بتربية أعداد كبيرة من الأغنام البرقي، ذات المواصفات المميزة، من حيث جودة لحومها، لاعتمادها على المراعي الطبيعية، في الوديان الصحراوية التي تنتشر فيها الأعشاب العطرية والرعوية، خاصة عقب سقوط الأمطار، وتنتج  قطعان الأغنام كميات كبيرة من الصوف،  التي تعتمد عليها حرفة غزل الصوف يدوياً وآلياً، لإنتاج مشغولات يدوية ذات قيمة عالية.  

وشهدت السنوات الأخيرة، في محافظة مطروح،  جهود لإحياء الحرف التراثية المختلفة ومن بينها، حرفة صناعة غزل صوف الأغنام، حيث طور مركز تنمية موارد مطروح، التابع لمركز بحوث الصحراء، وحدة مصنع الصوف، بمنطقة القصر، غربي مدينة مرسي مطروح، وتنظيم دورات وبرامج تدريب للفتيات والسيدات علي حرفة غزل الصوف والمشغولات اليدوية التراثية داخل مصنع الصوف، لإحياء الصناعات البيئية اليدوية المميزة للمحافظة والحفاظ عليها من الاندثار.

وتعمل وحده الطابع الخاص التابعة لمركز تنمية موارد مطروح، على دعم كل السيدات المهتمات بهذا المجال وتوفير الخامات اللازمة لإنتاج مشغولات جديدة، بعد الحصول على التدريب اللازم، لتحقيق أقصى استفادة، مع توفير الإمكانات من معدات وآلات حديثة، وكوادر تدريبية متميزة، وخلق فرص عمل جديدة تعتمد علي الحرف اليدوية وتشجيع الفتيات علي بدء مشروعات صغيرة وتسويق منتجاتها.

ويبدأ التدريب بتعليم المتدربات، علي تحضيرات غزل الصوف والخامات النسيجية، و مراحل غسيل الصوف والتجفيف، وكذلك عملية الفرز والتفتيح ونفش الصوف، ومرحلة صبغ الصوف بالألوان المطلوبة، وبعد ذلك تدريبهن على مرحلة استخدام المعدات والآلات الخاصة بالمصنع.

ويعقب مرحلة تحويل الصوف إلى غزل، انتاج مشغولات يدوية وبيئية متوارثة من المجتمع البدوي، مثل انتاج الكليم البدوي، والحوايا والسجاد،  والجوبلان، وغيرها من المشغولات، بتناسق الألوان.

وتقول إحدى السيدات العاملات فى حرفة صناعة الصوف اليدوي، أن المدة الزمنية اللازمة لصناعة سجادة بطول 3 أمتار × 1,5 متر على النول اليدوي تصل  إلى 3 أشهر، للعاملة المدربة المحترفة، بمعدل 5 ساعات يومياً، وما يقرب من 6 أشهر للمبتدئة المتدربة، وفي الغالب تشترك عاملتان في إنتاج السجادة الواحدة، نظراً للجهد الكبير الذي يبذل في العمل على النول اليدوي.

كما أن إنتاج قطعة من الجوبلان الصغير يدوياً، لا تحتاج لأكثر من يوم واحد، بينما إنتاج قطعة الحوايا علي النول اليدوي، بمساحة متر × 1,5 متر تحتاج لما يزيد على شهرين.

وأكد حمد خالد شعيب الباحث في التراث، أن صناعة الكليم والسجاد البدوي، أحد أهم الحرف اليدوية التي تتوارثها سيدات البادية، فى صحراء مصر الغربية، وهي مهددة بالاندثار، بسبب قلة خبرة الفتيات بهذه الصناعة، التي ذاع صيتها منذ عشرات السنين، وكانت من الحرف التي تتقنها معظم النساء البدويات، وكانت صناعة المشغولات اليدوية من الصوف، تجذب الأنظار إليها لبساطتها الظاهرة وتعقيداتها الكبيرة في تصميمها وتنفيذها.

وأشاد الباحث التراثي، بدور وحدة غزل وصناعة الصوف، التابعة لمشروع التنمية المستدامة لموارد محافظة مطروح، في تعليم الفتيات هذه الحرفة والمساهمة في حماية التراث البدوي من المشغولات اليدوية والمنسوجات من الاندثار، وطالب بالتسويق الجيد للمنتجات، والعمل  إيجاد حوافز ودعم للعاملين في هذه الحرفة، يعوض ضعف العائد المادي مقارنة بالمجهود والوقت الطويل الذي يبذل في إنتاج السجاد.

Exit mobile version