Site icon مصر 30/6

“أحمد إبراهيم”يكتب: “المنسي” .. يكتشف أمير كرارة …!!  

اختيارات المولي عز وجل وتفضيله لهذا أو ذاك في الحياة الدنيا، أمر وسر رباني لا يعلمه إلا هو، وفي الحياة الآخرة .. الشهداء لهم عند ربهم جنة تمتلأ رزقاً وفرحاً وفضلاً وبشريً .. هذا ما خبرنا به القرآن الكريم ..

.. إذاً الشهادة اختيار وانتقاء رباني لا يناله إلا من رضي الله عنه ..

أرض الشهداء

ومصر بلد الشهداء .. فهي ليست معالم وتضاريس خغرافية هامة بديعة، بل هي منبع الشهداء الأبطال .. والشهادة من أجلها عقيدة وثقافة وأيدلوجيا تسري في عروقنا ..

 ومصر منذ بدايات زرع الكيان الصهيوني بقلب وطننا العربي وسلسال الشهداء الأبرار لم ينضب ولم يتوقف حتي اليوم .. فإن لم يكن بحروب ومواجهات صريحة .. فمن خلال جماعات القتل والإرهاب وسطاء ووكلاء الصهيونية العالمية .. الذين يتفقا معاً في الهدف والسلوك ..

وكل من يتصدي لجماعات الإرهاب الأسود أو للمنبع الأم الصهيونية العالمية يعلم ويدرك تماماً أن مصيره الموت ..

والبطل الشهيد أحمد المنسي لا محالة كان يدرك أن الشهادة مآله ومصيره المحتم المقدر .. ولكنه شرف الأوطان، الذي لا يدافع عنه إلا الأبطال ...

وحكاية المنسي وسر الكتيبة 103 لابد أن تكون سردية وحدودته من حواديث العمر، وسيرة تتلي آناء الزمن لكل أبناء الجيل الحالي والأجيال القادمة ..

ففي عز تهديدات اقتصادية وسياسية وأيدلوجية ووسط حالة من الاستقطاب السيسي الديني الشديد داخلياً اختارت مصر المنسي ورفاقة من الكتيبة 103 للزود عن تراب أرض سيناء ضد جماعات القتل والإرهاب الأسود المأدلجة بالفكر الصهيوني الدموي الذي يهدف تشتيت شعوب الأوطان وإغتصاب أرضيها وضمها للكيان الصهيوني المحتل المغتصب للأراضي العربية ..

الوطن

ومسلسل الإختيار في جزءه الأول، الذي ظهر للناس بالعام 2020 يشير لإنضباط البوصلة من ناحية الإنتاج الدرامي وما يقدم علي الشاشة فمنذ اختراع الصورة، وللجيوش علي الشاشة مكانة خاصة، نعم هذا ما يحدث بكل الدنيا، فمع بداية الحرب الأمريكية الأسبانية عام  1898 عرفت الإنسانية أول فيلم حربي “ the   Spanish Flag لجي ستيوارت بلاكتون .. ومنذ هذا التاريخ لم تتوقف عجلة إنتاج الأفلام الحربية حتي جاء جوبلز وزير الدعاية والإعلام في جيش هتلر، ووضع أسس علمية ومعايير فنية لإنتاج هذه النوعية من الأفلام التي تهدف إما لترسيخ الإنتماء القومي وبث روح الطمأنينة لدي جماهير الوطن، أو لصناعة الرعب وتحقيق الردع في قبل العدو، وهذا ما تقدمه وتتقنه الدراما الأميريكية الصهيونية  .. وهو أيضاٍ ما تأخرنا عنه كثيراً .. إلي أن ظهر لنا الجزء الأول لمسلسل الإختيار .. والذي أكد لكل مصري أن له جيشاً به جنود ومقاتلين أبطال، فدائين طواقين للشهادة من أجل ذرة رمل لهذه الأرض الطيبة ..

كما صنع حالة من الرعب لدي كارهي هذا الوطن وقواته المسلحة والتي ظهرت جلية في تعليقات السوشيل ميديا وعلي قنوات الإخوان التلفزونية وحتي علي قناة الـ  BBC الإخبارية التي أفرت ساعات تحلل أو بالتحديد تقدم انتقدات سلبية لهذا العمل الفني الدرامي الهام ..

وهي حقيقة تُري بوضوح بين، فمن الناحية الفنية إتسم العمل بالصدق وتمتع بالمصداقية في كل حلقاته بل وفي كل مشهد ولقطة من لقطاته ..

فالأماكن حقيقية والمعدات والمدرعات أيضاً .. كما أن مشاهد القتال نفذت بحرفيه وبشكل جيد جداً جداً .. بالرغم من كثرتها وتعددها وصعوبتها ..

إضافة لحرفة وبراعة الدمج بين ما هو توثيقي حي وبين ما هو درامي إبداعي، فالمسافة بين هذين الجنسين والنوعين من المشاهد ومن اللقطات تقترب من الصفر، وهذه مهارة كبيرة تحتسب للسيناريست ومدير التصوير وللمخرج المتميز بيتر ميمي ..

المنسي وكرارة

ويبدو أن الروح الملهمة للشهيد البطل أحمد المنسي قد دبت بأوصال وجوارح الفنان أمير كرارة، الذي بالرغم من وسامته وحلاوته الزائدة عن الحد .. برع في تقديم الأكشن وأفلام الحركة .. وهو بالطبع ما أهله لكي يكون بطلاً لهذا المسلسل ويجسد شخصية البطل الشهيد أحمد المنسي، ولكن للحقيقة الأكشن يستر الممثل، فعين الجمهور تنبهر بالحركات والكادرات السريعة التي تخطف عين الجمهور .. ولكن المنسي وحدوته الإنسانية مع رفاقة بالقوات المسلحة ومع أفراد أسرته تحديداً .. بها الكثير من مواطن الأداء التمثيلي والدرامي المؤثرة والهامة والتي تحتاج لممثل يجيد استحضار الإنفعال وتكوين الطاقة الشعورية اللازمة للتعبير عنه بالوقت المناسب وفي اللحظة المناسبة.

المنسي يكتشف كرارة

وهو ما أبدع فيه وقدمه بتمكن شديد علي الشاشة الفنان أمير كرارة بالرغم من حساسية العمل في ظهوره الأول والتي تتعلق بأحد مقاتلي القوات المسلحة البواسل، فلقد اقترن إسم النجم أمير كرارة باسم الشهيد البطل أحمد منسى، ليقدما عملاً فنياً عظيماً، يؤجج المشاعر ويوقد روح الانتماء والبطولة في نفوس النشء وفي كل مرة سيعرض فيها علي الشاشة ..

ولقد تحول الفنان أمير كراره من فنان جميل وسيم – يداعب الجماهير بوسامته وبلعبة الأكشن – لفنان متملك لأداوته الفنية يجيد التجسيد والتشخيص، حقيقة لقد أعاد الراحل البطل الشهيد أحمد المنسي إكتشاف الفنان أمير كرارة وذهب به لمنطقة تمثيلية تضعه بالقرب من أساتذة وملوك التشخيص والتجسيد ..

وإجمالاً مسلسل الأختيار سيكون أيقونة للأجبال القادمة تُدريهم وتعرفهم بتاريخ وإنجازات جيشها العظيم وما الذي يفعله بأعدائه الكارهين.

والنجاح الصادق الكبير الذب حققته الحلقة 28 خير دليل علي هذا، فلقد خرجت لنا علي الشاشة معركة حربية مكتملة الأركان، نفذت بنجاح كبير جداً وقربتنا من طبيعة عمل الجيوش وتضحيات أفرادها من أجل فداء الوطن أو حتي علي الأقل كمائنهم ونقاطهم العسكرية  .. 

فلقد استشهد 26 بطلاً  فدائاً لكمين مربع البرت، بمدينة رفح ‏المصرية  7 يوليو عام 2017، أثناء التصدى لهجوم إرهابى لخونة ومرتزقة، والذي تم تنفيذه من قبل عناصر تابعة لتنظيم داعش على بعض نقاط التمركز العسكري المصري جنوب مدينة رفح، والذى أدى إلى مقتل وإصابة 26 فرد من أفراد القوات المسلحة المصرية، كان على رأسهم الضابط البطل أحمد منسي، كما تم قتل أكثر من 40 فردا من عناصر داعش مصرعهم وتم تدمير 6 سيارات تابعة لهم.

وبهذه المعركة أصبح الأسطورة الشهيد العقيد البطل أحمد منسي، أحد الأبطال الذين خُلد ذكراهم، لما بذله من تضحيات فداء لأرض سيناء ..

.. لتسطر الدراما المصرية والعربية بحروف من نور ذكرى العقيد منسي وأبطال عملية البرث، حيث حمل العمل رسائل حياتية إنسانية خلال فترة عمل الشهيد في الجيش المصري، وأظهر كيف استطاع منسي ورجاله أن يقدموا التضحيات من أجل وطنهم ضد بطش الإرهابيين الذين تمت تصفيتهم تباعًا والقضاء عليهم نهائيًا ..

Exit mobile version