.. يعد الفنان ياسر جلال نموذج للنجم الوسيم الجان، فهو يتمتع بملامح رجولة واضحة إضافة لوسامة بادية كما أنه أحد ورثة عالم الفن فوالده مخرج وأخوه ممثل وصانع برامج مقالب، والكثيرين ظنوا أنه سيكون الوريث الشرعي لمملكة الدنجوان الأشهر بالسينما المصرية .. رشدي أباظة .. لكن هذا لم يحدث، قد يكون لعدم وجود ورق وسيناريوهات تضعه علي هذا الطريق، أو لتغير زائقة الجماهير من الأجيال الشبابية، التي أصبح للجان أو للبنوته الفيديت مواصفات جديدة مختلفة تتناسب وأمزجة الجيل الشبابي الحالي .. فبالتأكيد عقليات الأجيال الجديدة تختلف وتتشكل يوماً بعد يوم، وبلا شك هم في النهاية يبحثون عمن يشبههم ويشبه أحلامهم وآمالهم ..
يوم الكرامة
وبداية مشوار الفنان ياسر جلال مع الأعمال الوطنية ليس جديداً، فلقد بدأ حياته العملية مجنداً بصفوف القوات المسلحة المصرية لمدة تقترب من الستة أعوام، فبعدما تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1990، انخراط في العمل العسكري كضابط بالشئون المعنوية ليعود لحياة الفن من جديد بالعام 1996 بالمشاركة في فيلم النوم في العسل مع النجم عادل إمام، مشاركة بسيطة بعدة مشاهد قليلة، لكنها كانت بداية جيدة للفنان الجميل وريث الفن والوسامة المنتظر منه الكثير، ليكون العام 2004 علامة في تاريخ هذا الفنان فيعرض له في هذا العام فيلم يوم الكرامة في أول بطولة له علي الشاشة .. عمل حربي سينمائي هام شارك به مع مجموعة من الفنانين الشباب بعضهم عرف طريق النجومية كالنجم أحمد عز وخالد أبو النجا وروجينا وسمية الخشاب ومحمد رياض ..
وجسد النجم ياسر جلال في فيلم يوم الكرامة شخصية الضابط الوسيم المسئول النقيب أحمد شاكر .. المكلف هو ورفاقه بعملية حربية بحرية نادرة وجديدة علي العلوم العسكرية وعلي العقلية الحربية المصرية والعالمية ..
ففي يوم السبت 12 أكتوبر من العام 1967 قامت مجموعة من مقاتلي البحرية المصرية، ومنهم قائد سرب لنشات الصواريخ النقيب بحري أحمد شاكر عبد الواحد والذي يمثل دوره الفنان ياسر جلال والنقيب بحري لطفي السيد جاد الله قائد اللنش الثاني والذي يمثل دوره النجم الشاب أحمد عزالدين بإطلاق 4 صواريخ تجاه المدمرة إيلات وقد أدى اطلاق الصاروخ الثالث إلى شطر المدمرة إلى نصفين أما الصاروخ الرابع فقد أصاب مقدمة المدمرة وهي تهوى إلى قاع البحر ..
شخصية هامة وبطولة مبكرة بعمل عسكري هام ونادر التكرار ..
لتستمر بعدها مسيرة هذا الفنان في العمل الدرامي السينمائي أو التلفزيوني ليجسد شخصية الضابط بالعديد من الأعمال السينمائية كفيلم شجيع السيما أو التلفزيونية كمسلسلات يتربي في عزه وإغتيال شمس ولمس أكتاف وكذلك مسلسل ظل الرئيس ..
الإختيار 3
لكن أهم الأعمال التي جسد فيها الفنان ياسر جلال شخصية الضابط، كان بمسلسل الإختيار 3 فهذه المرة ياسر جلال ليس ضابطاً عادياً، إنه يجسد شخصية الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة المصرية … القائد العسكري والسياسي، الذي يعتلي قمة المؤسسة الأعرق في تاريخ مصر في توقيت حرج قاسي صعب لم يمر به الوطن منذ حرب أكتوبر 1973 بل علي العكس إن كانت حرب أكتوبر تستهدف تحرير قطعة وجزء من أرض مصر هي شبه جزيرة سيناء فقط، فإن ثورتي 25 يناير 2011و 30 يونيو 2013 كانتا بمثابة زلزلين كبرين هزا أرجاء الوطن، وكان من الممكن أن يعصفا بالوطن ككل .. وهو ما كان يستلزم ويستدعي الحكمة والتقدير السليم المدروس لكل القرارات والتحركات السياسية والعسكرية وإلا سيضيع الوطن كله وليس قطعة أو جزء منه ..
ولقد تمكن الفنان ياسر جلال من تقمص شخصية الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالرغم من التناقض الواضح والفروق البينة الظاهرة في التكوين الجسدي بين الإثنين، ولكنه تمكن من إلتقاط طبقة وخامة الصوت وجسدها وكأنه يتحدث بلسانه، كما إقترب من الأداء الجسدي أو الـ Boody Language للرئيس عبد الفتاح السيسي بشكل كبير، وهذا في حد ذاته نجاح هام له وللشخصية، فالمعرف أن رجال المخابرات من صعب قراءة تصرفاتهم وسلوكهم التي يغلب عليها الأداء الهادي الرصين، علاوة على تمكن ياسر جلال من الاقتراب من التكوين الشكلي للرئيس، وتحديداً من ناحية الملامح التي اقتربت بشدة من ملامح الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتحديداً عندما يرتدي البدلة العسكرية..
الإختيار في الميزان
.. اختلاف الآراء ووجهات النظر أمر طبيعي وعادي وهام، خصوصاً في المجتمعات الممتدة الكبيرة التي تزخر بطاقات بشرية هائلة …
ومسلسل الاختيار بأجزاءه الثلاثة يعد عملاً فنياً ناجحاً جداً .. خصوصاً من الناحية الفنية والتقنية .. فلقد بخل المبدع المصري علي نفسه وعلي جماهير وطنه وتراخي عن إنتاج نوعية الأعمال الحربية الوطنية، والتي لها دوراً هاما ومحورياً في إزكاء الروح الوطنية وإرهاب العدو .. بالرغم من أن التاريخ الوطني لشعب مصر يمتلأ بالمعجزات الوطنية التي تزخر بكل معاني التضحية والإثار من أجل أرض هذا الوطن ..
وقبل مسلسل الإختيار، والذي يعد أول عمل حربي حقيقي علي الشاشة الصغيرة – من وجهة نظري- كانت تنقصنا خبرة إنتاج هذه النوعية من الأعمال الدرامية التي تحتاج لجهد كبير وموهبة عالية ودقة في صناعة تفاصيل المعارك الحربية، وأيضاً في صياغة المشاعر الوطنية الإنسانية ..
أما عن التناول والتعرض السياسي للمسلسل، والنظر له علي أنه عمل سياسي بحت يستهدف التسويق لدولة 30 يونيو وللقيادة السياسية، فهو أيضاً أمر عادي بل ومن حق الدول والساسة إستخدام الأداة الفنية في الوصول لمآربهم وأهادفهم السياسية ..
كما أن الأوطان والساسه لهم مطلق الحرية في استخدام منجزات التكنولوجيا الحديثة في التسويق السياسي والأيدلوجي لهم ولأفكارهم .. فلقد استخدمها هتلر من قبل والرئيس الأميريكي دونالد ترمب لاحقاً وستظل تثتثمر هذه الأداة إلي يوم الدين ..
ومسلسل الاختيار 3 تأليف هانى سرحان، وإخراج بيتر ميمى، إنتاج شركة سينرجي، وبطولة كل من؛ أحمد السقا وكريم عبد العزيز وأحمد عز وياسر جلال وخالد الصاوى، بيومى فؤاد، صبرى فواز، إيمان العاصى، سمر مرسى، أمير المصرى، محمود البزاوى، آدم الشرقاوى، دنيا المصري، ناردين عبد السلام وعدد كبير من الفنانين الذين يشاركون في البطولة والذين يظهرون كضيوف شرف خلال الحلقات…