الإفتتاحات الأثرية تروج لمصر كمنتج سياحي وكدولة أمنه ناجحه
السوشيل ميديا حققت الرواج لصناعة الإعلان
حوار/ أحمد إبراهيم
يعتبر المخرج “هاني كامل” من أبرز مخرجي الإعلانات بمصر حالياً، فلقد قدم خلال الفترة الماضية الكثير من الإعلانات الهامة التي تركت بصمة وعلامة وتأثيراً واضحاً بعقلية المشاهد، وحقيقة هو كمخرج ومنتج يمتلك كاريزما تؤهله لأن يصبح واحداً من أهم نجوم صناعة الإعلان والميديا في مصر، فهو يمتلك ذخيرة علمية أكاديمية وكذلك خبرة عملية بسوق الإعلانات هذا بالإضافة لإلمامه بكافة تفاصيل وأركان صناعة الإعلان، وكذلك حضوراً ذهنياً نادراً وقدرة فريدة علي التحليل والتقييم، لذا كان لنا معه هذا الحوار …
- كيف كانت البداية كمخرج ومنتج إعلانات ؟
- بداية كنت طالباً بكلية الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ثم عينت معيد بالكلية لمدة 4 أعوام، لكن بدأت أشعر بأن التدريس لا يحقق لي طموحي الفني وما أريد تحقيقه من دراستي للفن والميديا، وأنه فعلاً من الجميل أن تكون صاحب رسالة وتعلم أجيالاً جديدة من الشباب أصول وأخلاقيات الفن الحقيقي، ولكن من داخلي كنت أشعر بأن بداخلي طاقة فنية بحاجه للخروج والتعبير عنها التي لم تكن تحققها مهنة التدريس بالرغم من قيمتها العليا وأهميتها للمجتمع، وتركت الجامعة بالرغم من معارضة الأهل والأقارب.
- ومتي كان أول إعلان لك؟
- كان أول إعلان من إخراجي لإحدي شركات الأوراق المالية، منذ عقد ونصف تقريباً وكان من بطولة الفنان حمدي السخاوي، ثم توالت الإعلانات التي أخرجتها للعديد من الشركات ثم بدأت بإنتاج الإعلانات، إلي جانب تدريسي بالجامعة وبعض المعاهد المتخصصة، وأيضا التدريس بورشتي الخاصة.
- ما الفرق بين التدريس والعمل بالميديا ؟
- بالتأكيد، فمهنة التدريس بالجامعة مهنة مستقرة والعمل بسوق الإنتاج الفني يمتلأ بالخطورة وعدم الاستقرار والمنافسة في الأفكار والتجديد وإمتلاك الأدوات الفنية والتقنية بشكل جيد ومتقن لإرضاء العميل، كل هذه مهام شاقة تختلف كثيراً عن حالة التدريس للطلاب بالجامعة، فالطالب يقتنع بكل ما أقوله وأقدمه له من علم ومعلومات عكس العميل أو المنتج صاحب الإعلان يكون لديه حسابات تجارية تخضع لرؤيته للسوق والهدف الذي يريد تحقيقه.
- ما شكل وطبيعة سوق صناعة الإعلان بمصر؟
- مصر من الدول المتقدمة جدا في سوق صناعة الإعلان بالشرق الأوسط والوطن العربي، فنحن أصحاب تاريخ طويل وعريق في صناعة الإعلان، ويمكن أن تلحظ هذا بمشاهدة الحملات الإعلانية القديمة وهناك أفلام بالأبيض والأسود تعرضت لمهنة صناعة الإعلان ومدي تأثير الحملات الإعلانية علي ترويج وتسويق المنتجات ومدي خطورة الحملات الإعلانية المضادة، فالمنافسة في سوق صناعة الإعلان تاريخية وفي منتهي الشراسة.
- ما أهم جزئية في صناعة الإعلان؟
- الفكرة هي صلب صناعة الإعلان، فالفكرة هي الإعلان ثم الباقي كله روتيني أو تقني بحت يخدم الفكرة، وتأتي الفكرة الجيدة من مذاكرة المنتج بشكل جيد جداً ومعرفة احتياجات العميل، فابتكار الفكرة هو البداية ثم يأتي تحديد ورسم الطريقة التي تخدم السلعة والمنتج نفسه وكذلك تحقق للعميل هدفه المطلوب من الحملة الإعلانية.
- ما هي الحملات الإعلانية لكم؟
- حقيقة قدمت لسوق الإعلانات المصري العديد من الحملات الإعلانية ومنها ما حقق رواجاً وناجحاً كبيراً وصنع هزة بسوق الإعلانات، مثل إعلان منتج “باندولين” وهو عبارة عن شاور جيل للأطفال، وهذه الحملة تحديداً حققت رواجاً لا مثيل له لمنتج جديد في سوق صناعة مستحضرا التجميل للأطفال لم يكن موجودا من قبل، والآن هذا العميل واحداً من أهم مصنعي منتجات مستحضرات التجميل بمصر.
- ما الفائدة الاقتصادية التي يحققها الإعلان للسلعة أو المنتج؟
- أي مُنتج أو مُصنع في حاجة للإعلان، أيا كانت طبيعة منتجاته، وحجم الجمهور المستهدف هو من يحدد الوسيلة الإعلانية، فكلما كبرت هذه الشريحة كلما احتجت لوسيلة أوسع انتشاراً، وفهم الجمهور والمستهلك المطلوب الوصول إليه والشريحة المقصودة من الإعلان، وعملاء الإعلان مقسمين لعدة شرائح اقتصادية هي A،B،C وكل هذه الشرائح لديها قدرات شرائية متباينة، ولابد أن توفر لهم عنصر الإبهار، وكذلك أن يري كل فرد من أفراد هذه الشرائح الثلاثة نفسه في الإعلان أو نقدم له نموذجاً أو قدوة يرغب في أن يكون مثله أو شبيه له يري فيه نفسه.
- ما هي محاور صناعة الإعلان؟
- الإعلان الناجح لابد أن تتوافر به عدة عناصر، أولها بالطبع الفكرة ثم الفكرة ثم الفكرة، ثم الإبهار في الفكرة، فمن الممكن أن يكون الإعلان بسيط تقنياً جداً ولكن الفكرة مبهرة فيحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً جداً، وهناك بعض الأفكار يكون إبهارها في بسطتها أو في غرابتها أو حداثتها، فقديما كنا نصنع الإعلان للتعريف بالمنتح فقط أما اليوم فنحن نصنع الإعلان للتعريف بالمنتج والتفوق علي المنافس لي في سوق الإعلانات وأيضا علي المنتج المنافس لمنتجي.
- كيف تطورت صناعة الإعلان ؟
- ملامح التطوير في صناعة الإعلان كبيرة ومذهلة للغاية، خصوصاً في الجانب التقني، فمن التصوير باستخدام خام سينما إلي التصوير بشرائط الـDV كام إلي تقنية الديجيتال، والـ HD ثم اليوم نصور بخاصية الـ 4K و 8K و 12K ، وأيضا حدث تطور فيما يدور في ذهنية وذائقة المشاهد، وهذا تحقق بفضل تطور القوي الشرائية للمواطن وإرتفاع مستوي المعيشة، وكذلك ظهور السوشيل ميديا التي أضافت الكثير من الفهم والثقافة البصرية لعقلية المشاهد والمتفرج محب متابعة الإعلانات المصورة، وهذا يدفع بصانع الإعلان للتفكير بشكل جيد جداً وإحترام عقلية هذا المشاهد المثقف الذكي، وكل هذه العناصر خلقت حاله من حروب الأفكار، وهو ما أفاد تطور صناعة الإعلان.
- ما تأثير السوشيل ميديا علي صناعة الإعلان؟
- السوشيل ميديا أفادت صناعة الإعلان بشكل كبير، فلقد حققت الرواج والازدهار لصناعة الإعلان سواء الجيد أو حتي السئ منها، من خلال المشاركات علي صفحات التواصل الإجتماعي والتعرض وإبداء الآراء لهذه الإعلانات سواء بالنقد أو الإشادة.
- ما تأثير الافتتاحات الأثرية في الترويج لمصر؟
- الافتتاحات الأثرية المتوالية كموكب نقل الممياوات وطريق الكباش وما سيلها من إفتتاحات يحقق الكثير من النجاح التسويقي والترويجي لمصر كمنتج سياحي وكدولة أمنه ناجحه، والدولة الآن تعيد صياغة التموضع أو الـ”Positioning” لمصر، وهذا التموضع هو ما ينقص مصر الآن خصوصاً مع ما تملكه وتستحقه من قدرات وحضارة قديمة وتاريخ وتراث وآثار متنوعة لا مثيل لها، وهذه الأحداث تنقل واقع وصورة علي الهواء لعمل شديد الإتقان والجمال، غير صناعة الإعلان لتسويق صورة ما عن الدولة، الأخير ليس له التأثير الذي يحققه الأول، والاستمرار في هذه النوعية من الافتتاحات هو ما يحقق للدولة المصرية وضعها، ويقلص المسافة بين مصر والدول الكبري الناجحة.
- ما رأيك بظاهرة الورش الفنية ؟
- الورش عامة سواء الفنية أو غيرها منها ما هو مفيد ومنها ما هو ضار أو اشتغاله، وعلي الدولة أن تقنن هذه الظاهرة ولابد من توافر تراخيص لأصحابها بالتدريس بهذه الورش وكذلك لشرعنة هذه الظاهرة ليستفيد الدارس من هذه الورش ويحصل علي شهادة معتمدة من الجهات الرسمية بالدولة، ولقد قمت بالتدريس بشركتي وبمعهد الإذاعة والتلفزيون، وحقيقة الأجيال الجديدة لديها قابلية للتطور والنجاح.