أخبار عربية وعالمية

المعلمين السودانيين: الإضراب مستمر حتى تحقيق مطالبنا المشروعة

 

أعلنت لجنة المعلمين في السودان استمرار إضرابها حتى الخميس المقبل للأسبوع الثاني على التوالي وسط تجاهل حكومي لمطالب المضربين، وتتوقف السيناريوهات القادمة على ما سوف يسفر عنه اجتماع اللجنة العليا للإضراب المقرر نهاية هذا الأسبوع.
حول استمرار الإضراب ومطالب المعلمين والعملية التعليمية والسيناريوهات القادمة تقول: قمرية عمر، المتحدث الرسمي باسم لجنة المعلمين وعضو المكتب التنفيذي للجنة.
*لجنة المعلمين بالسودان، عبارة عن جسم مهني ثوري تكون منذ أكثر من عقدين من الزمان، عملت اللجنة منذ تأسيسها على الدفاع عن حقوق المعلمين ومناهضة الاستقطاعات، ثم تطور هذا الجسم المهني مع الوقت وأصبح له كيان وعضوية محددة وتحولت إلى جزء من فدرالية المجتمع المدني إبان الحراك الثوري بين عامي 2012- 2013.

لماذا تم تشكيل تلك اللجنة بعيدا عن النقابات المهنية الرسمية؟

في الفترة التي بدأنا فيها تشكيل اللجنة كان معروفا لدى الجميع أن السلطات وقتها كانت تستحوذ على النقابات المهنية وتديرها بطريقتها الخاصة منذ سنوات طويلة، حيث كان يتم تعيين القائمين على النقابات عبر التعيينات للمنتسبين فقط للنظام الحاكم في البلاد”نظام الإنقاذ”، والمعلمين مثلهم مثل أي جسم مهني كان يفترض أن يكون لهم ما يمثلهم ويعبر عن قضاياهم وبشكل خاص القضايا التعليمية الخاصة بالأجور والاستقطاعات ومجانية وإلزامية التعليم أيضا.
احتجاجات مليونية 30 أكتوبر في الخرطوم - سبوتنيك عربي, 1920, 14.09.2022

ما تداعيات موجة “الإضرابات” التي يعيشها السودان على المشهدين السياسي والاقتصادي؟

نحن لم نترك الثوار في الشارع لأننا جزء منهم وجزء من لجان المقاومة، لكن يجب أن نشير إلى أن مطالبنا كمهنيين ومعلمين لا تتحمل التأجيل حتى يتم تحقيق المطالب العامة للشارع السوداني، نظرا لأن مطالبنا تتعلق بالحياة اليومية للمعلم وأسرته، فهو لا يستطيع تأجيل تلك المطالب حتى تنجح الثورة، الكثير من المهن أضربت وتم تعديل مرتباتهم من قبل سلطة الأمر الواقع الحالية، تلك الحقوق لا تنتظر ويجب انتزاعها في أي وقت من الأوقات وفي ظل أي ظروف.
القائد العام للجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان - سبوتنيك عربي, 1920, 31.12.2022

لا يزال إضرابكم مستمرا حتى الآن والعملية التعليمية متوقفة تماما… إلى متى تستمر تلك الحالة؟

قمنا بعمل إضراب في العام 2021 وقدمنا مطالبنا وقتها لحكومة الدكتور حمدوك، وتم بالفعل تنفيذ ما يقارب 90 في المئة من تلك المطالب، وأصدر مجلس الوزراء القرار 363 و545، وفقا لهذين القرارين تم زيادة المرتبات والعلاوات الثابتة وبدل طبيعة العمل، لكن قبل التنفيذ حدث الانقلاب وانهار الاقتصاد وزادت الفوضى الأمنية.

هل انتهى الإضراب وما مدى تجاوب السلطة الحالية مع مطالبكم؟

الإضراب لا يزال قائما ومستمرا، لكن بكل أسف هناك تجاهل تام من السلطات الحاكمة الآن، رغم الإقبال الكبير من المعلمين وتجاوبهم مع الدعوة التي بدأت نهاية الأسبوع الماضي والشلل التام الذي أصاب العملية التعليمية في غالبية الولايات السودانية، وهناك مدارس لم تكن جزء من الإضرابات السابقة أو الحراك الثوري، أصبحت اليوم جزء من الحراك والإضراب المعلن من لجنة المعلمين السودانية، والإضراب مستمر حتى نهاية هذا الأسبوع، ويوم الخميس القادم سوف يكون هناك اجتماع للجنة العليا للإضراب والتي تضم ممثلين من كل المحليات، في هذا الاجتماع سوف يتم تقييم الموقف ودراسة التقارير المقدمة من المحليات طوال أيام الإضراب، وسوف يقرر الاجتماع الخطوات التالية، وكل الخيارات مفتوحة أمام المعلمين، وهناك حالة من التضامن من اللجان المهنية المحلية وحتى على المستوى الدولي مع إضراب المعلمين في السودان.

هل تعرض المضربون لضغوط أمنية من جانب السلطة الحاكمة في البلاد؟

نعم هناك العديد من الضغوط تم ممارستها على المعلمين من أجل دفعهم للتراجع عن الإضراب، من تهديدات بالفصل والنقل إلى مناطق بعيدة، وأيضا هناك تهديد مباشر من الإدارات والمحليات ومن وزير التربية والتعليم الاتحادي بأن بإمكانه استبدال جميع المعلمين بشباب متطوعين، علاوة على أنهم أصدروا قرار بالامتحان الموحد لكل الصفوف وما يمثله من خطورة على المعلم والطالب، ونحن نرفض هذا الأمر الذي يمثل نوع من الجباية من أولياء الأمور في الوقت الذي ننادي فيه بمجانية التعليم، ولا أحد يعلم حتى الآن إلى أين سوف يصل العام الدراسي، لكن المؤكد أنه غير مستقر لأن استقراره من استقرار المعلم.
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights