بها أكثر من 60 مجموعة عرقية ولغة مخصصة للتجار المسلمين.. كوت ديفوار البلد المستضيف لكأس أمم أفريقيا 2023
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق أحد أهم وأبرز الأحداث الكروية في القارة السمراء وهى بطولة كأس أمم إفريقيا 2023.
وتحتضن ساحل العاج أو «كوت ديفوار» العرس الرياضي الإفريقي الأكبر، ومن المتوقع أن تكون المنافسة به الأقوي في تاريخ قارة أفريقيا، خلال الفترة من 13 يناير وحتى 11 فبراير 2024.
فماذا نعرف عن الدولة الساحلية الواقعة في غرب القارة السمراء جنوب الصحراء الكبرى، والمشهورة بالبن وحبوب الكاكاو؟
من «ساحل العاج» لـ«كوت ديفوار»
يحد جمهورية كوت ديفوار من الشمال مالي وبوركينا فاسو، ومن الشرق غانا، ومن الجنوب خليج غينيا، ومن الجنوب الغربي ليبيريا، ومن الشمال الغربي غينيا، وهى دولة ساحل العاج التي قررت حكومتها عام 1986 اعتماد اسم «كوت ديفوار» كمسمى لها بكل اللغات بدلًا من ترجمة اسمها الأصلي.
لكوت ديفوار عاصمتان هما ياموسوكرو وأبيدجان، فالعاصمة الرسمية منذ عام 1983 هي ياموسوكرو، ولكن تُعتبر أبيدجان هي العاصمة الإدارية والعاصمة الاقتصادية المعينة رسميًا، والميناء الرئيسي وأكبر مدينة في كوت ديفوار.
وتُعد كوت ديفوار أكبر منتج لحبوب الكاكاو في العالم، إذ تنتج أكثر من 2 مليون طن، ويمثل إنتاج الكاكاو في البلد 40% من إيرادات صادراته.
المجموعات العرقية بـ«كوت ديفوار»
تتمتع الجمهورية البالغة مساحتها 322،462 كم²، بوجود أكثر من 60 مجموعة عرقية، تقليديا كانت المجموعات مستقلة عن بعضها البعض، ولكن بمرور الوقت أدت الهجرة الداخلية والتزاوج الواسع النطاق إلى تقليل هوية المجموعات بشكل كبير.
وكل من هذه المجموعات له انتماءات عرقية مع مجموعات أكبر تعيش خارج حدود البلاد، فالمجموعة العرقية «البول» وكذلك الشعوب الأخرى التي تعيش شرق نهر بانداما، تابعة لأكان في غانا، وكذلك يرتبط سكان الغابات غرب بانداما بشعوب كرو في ليبيريا.
اللغة الرسمية للبلاد
على الرغم من أن اللغة الرسمية في البلاد هي اللغة الفرنسية، فإن جميع اللغات الإفريقية الممثلة في كوت ديفوار تنتمي إلى إحدى المجموعات الفرعية الثلاث لعائلة النيجر والكونغو، وهي: كوا في الجنوب، وماندي في الشمال الغربي، وغور في الشمال الشرقي.
وهناك لغة تجارية تُعرف باسم «ديولا-تابوسي» وتشبه لغة ماندي بامبارا، يتحدث بها التجار المسلمون في جميع أنحاء البلاد، والفرنسية «دي موسى» هي لغة فرنسية مبسطة منتشرة على نطاق واسع في أبيدجان.
الديانة الرسمية لساحل العاج
يتبع الإسلام نحو خُمسا سكان دولة كوت ديفوار الذين يستوطنون بشكل أساسي الشمال الغربي وأبيدجان، ونحو ثلث السكان من الديانة المسيحية معظمهم من الروم الكاثوليك أو الإنجيليين.
كما يوجد في البلاد أتباع العقيدة الحريستية، وهي ديانة توفيقية أصلية في كوت ديفوار، أسسها ويليام ويد هاريس خلال الحرب العالمية الأولى، وتدعي ما يقدر بنحو 100000 من أتباعها في البلاد.
كما أن الفيل يعد رمزا وطنيا في كوت ديفوار، ومنه جاء اسمها القديم ساحل «العاج»، إذ تقوم تجارة كاملة على قرون الفيلة.
الوضع الاقتصادي للبلاد
في أواخر ثمنينات القرن العشرين، شهدت كوت ديفوار 7 سنوات متتالية من الركود من 1987 إلى 1993، وخلال ذلك الوقت كانت البلاد غير قادرة على سداد ديونها الخارجية، لكن الترتيبات المالية التي اتخذتها البنوك الدائنة وتخفيض قيمة الفرنك الإفريقي بنسبة 50% ساعدت البلاد على تحقيق التعافي الاقتصادي بحلول منتصف التسعينيات.
وما أن استطاعت البلد الإفريقية من التعافي من تلك الأزمة، بعد أن أدى تخفيض قيمة الفرنك الإفريقي بتفويض من فرنسا، إلى جعل صادرات ساحل العاج من الأخشاب والأسماك والمطاط أكثر جاذبية، واجهت أزمة أخرى تمثلت في الانخفاض الكبير في أسعار الكاكاو والبن في نهاية القرن العشرين، ما أدى إلى توقف الانتعاش.
كذلك أدى عدم الاستقرار السياسي منذ أواخر التسعينيات وخلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى تفاقم الأزمة، وبمرور السنوات شهدت البلاد نموًا اقتصاديًا قويًا خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لكن النمو تباطأ بشكل ملحوظ في عام 2020 بسبب تأثير لجائحة كوفيد- 19 على القطاعات الاقتصادية.