عادة لا يكون سن البلوغ ممتعًا بالنسبة للكثيرين سواء من الفتيات أو الشباب، إذ يؤدي لمشكلات منها حب الشباب، التقلبات العاطفية، الحرج العام لكون المرء في الثالثة عشرة من عمره، ومؤخرا زاد الحديث عما يعرف بـ”سن البلوغ الثاني“.
سن البلوغ الثاني
وفي مقاطع الفيديو على “TikToK”، ظهرت مستخدمات في منتصف العشرينيات من العمر إلى أواخرها يتحدثن عن التغيرات الفسيولوجية، مثل تقلب الوزن وحب الشباب لدى البالغين، وهو ما ذكرهن بالمرور بسن البلوغ.
كما كتب أحد المستخدمين في مقطع فيديو قصير: “أي فتاة أخرى تبلغ من العمر ~27 عامًا تشعر وكأنها تمر بسن البلوغ الثاني؟! “مثل شعري الذي لن ينمو بعد الآن وظهرت البثور مرة أخرى، وأيضًا أنا أثقل مما كنت عليه في أي وقت مضى؟ كل شيء على ما يرام، مجرد فضول ماذا يحدث لجسدي وآمل أن أتعرف على نفسي مرة أخرى قريبًا”.
فيما أعربت مستخدمة أخرى عن أسفها لأنها وجدت أخيرًا بنطالًا يناسب جسدها جيدًا قبل أن تصل إلى ما أسمته سن البلوغ الثاني.
هذه القصص عن التغييرات الكبيرة التي تؤثر على الأشخاص في العشرينات من العمر، جلعت البعض يتساءل ما الذي قد يحدث لأجساد الناس خلال هذا الوقت والذي قد يجعلهم يشعرون وكأنهم في الثالثة عشرة من العمر مرة أخرى؟ وهو ما أجاب عنه الأطباء من خبراء طب النساء في العالم.
وأوضحت أليسا دويك، طبيبة نسائية مقيمة في نيويورك، أنه لا يوجد شيء مثل سن البلوغ الثاني، فهذا السن لا يعاني منه الشخص إلا مرة واحدة،. لكن الجسم يتغير بشكل طبيعي مع تقدم العمر، ويمكن لعدد من الأشياء أن تعبث بالهرمونات في العشرينات والثلاثينيات من العمر، مما قد يسبب أعراضًا تشبه أعراض البلوغ.
التحولات الهرمونية
هناك شيء واحد حول مفهوم البلوغ الثاني يبدو صحيحًا، حيث يمكن للجسم أن يتغير على مر السنين. فلا يقف على إيقاع طبيعي بشكل دائم، وعادة ما تحدث تحولات هرمونية، حيث يمر الناس بتحولات هرمونية أثناء التغيرات الحياتية المختلفة، مثل أثناء البلوغ والحمل وانقطاع الطمث ولعدة أسباب أخرى.
فقد تستمر منطقة الحوض في الاتساع حتى سن الثلاثين (وربما تصبح أصغر بعد سن الأربعين) بالنسبة لبعض الأشخاص، كما تشير الأبحاث، ويشير الباحثون إلى أن هذا مرتبط على الأرجح بالعمر الذي يكون فيه الشخص أكثر خصوبة، والذي يتأثر بالتقلبات الهرمونية. كما لا ينبغي أن تسبب التغيرات في حجم الثدي وشكلها بالضرورة الذعر، يمكن لعدد من العوامل أن تؤثر على شكل الثدي، بما في ذلك روتين اللياقة البدنية والوزن والعمر.
كما يؤدي البدء في استخدام وسيلة جديدة لمنع الحمل أو التحول إليها، وخاصة الخيارات الهرمونية مثل حبوب منع الحمل المركبة أو بعض اللولب الرحمي، أيضًا إلى بعض التغييرات كما يحدث في البلوغ. مثل ألم في الثدي أو تغيرات في دورتك الشهرية، إلا أن هذه الآثار الجانبية يجب أن تكون مؤقتة، وتتلاشى عمومًا في غضون ثلاثة أشهر من بدء استخدام وسيلة منع الحمل.
تغييرات نمط الحياة
يمكن أن تجعل بعض عادات نمط الحياة جسمك يبدو مختلفًا، أو ربما تعطل الصحة العامة، وفقًا لعيادة كليفلاند. على وجه التحديد، فإن إهمال الحفاظ على مستويات التوتر تحت السيطرة، وتناول نظام غذائي لا يمنح الطاقة والتغذية، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد، والتدخين أو استخدام منتجات التبغ الأخرى يمكن أن يؤثر على الصحة، مما قد يؤدي بدوره إلى التسبب في أو تفاقم الأعراض التي يربطها البعض بالبلوغ الثاني، مثل زيادة الوزن أو حب الشباب الهرموني.
لذلك ينصح دائما باتباع بنظام غذائي مغذي والحصول على حركة منتظمة وإعطاء الأولوية للراحة لتجنب الأعراض التي تتوافق مع تغيرات الجسم والمزاج.
متلازمة تكيس المبايض
متلازمة تكيس المبايض هي حالة تحدث عندما تنتج مبايض الشخص أو الغدد الكظرية المزيد من الهرمونات المعروفة باسم الأندروجينات أكثر من المعتاد، وتؤثر على الكثير من الناس وبعض أعراض متلازمة تكيس المبايض، مثل زيادة الوزن وحب الشباب، تتوافق مع تلك التي ينسبها الأشخاص على تيك توك إلى البلوغ الثاني.
ومتلازمة تكيس المبايض غالبًا لا يتم تشخيصها حتى مرحلة البلوغ، حيث لا يعرف معظم الأشخاص أنهم مصابون بها حتى سن العشرينات أو بعد ذلك، لذا، هناك احتمال أن يعاني بعض الأشخاص الذين يتحدثون عن البلوغ الثاني عبر الإنترنت في الواقع من أعراض متلازمة تكيس المبايض، نظرًا لمدى شيوع الحالة.
وفي هذه الحالة، يمكن للطبيب فقط التعامل مع هذا، وسيبحثون عن علامات أخرى واضحة للحالة للمساعدة في تأكيد التشخيص، مثل فترات الحيض غير المنتظمة أو نمو الشعر الذي قد يشعر به بعض الأشخاص بشكل مفرط.
ورغم أن متلازمة تكيس المبايض شائعة، إلا أنها ليست الحالة الوحيدة التي تؤثر على الهرمونات. على سبيل المثال، يمكن أن تسبب مشاكل الغدة الدرقية أيضًا أعراضًا مشابهة لتلك التي يربطها الناس بالبلوغ الثاني، لكن هذه المشكلة نادرة.
متى يجب التحدث إلى طبيبك؟