أُعلن عن تسجيل أولى الإصابات بالسلالة الأحدث من فيروس جدري القرود من النوع 1 خارج أفريقيا الخميس(15 أغسطس 2024)، إذ قالت وكالة الصحة العامة السويدية إن البلاد سجلت أول حالة مؤكدة في استوكهولم.
تلى ذلك، إعلان من إدارة الصحة في إقليم خيبر بختون خوا الباكستاني اليوم الجمعة، أكدت من خلاله رصد ثلاث إصابات بالفيروس المسبب لجدري القردة لمسافرين قادمين من الإمارات.
ويأتي الإعلان عن أولى الحالات خارج إفريقيا، بعد يوم واحد من تحذير لمنظمة الصحة العالمية، قالت فيه إن السلالة المنتشرة من فيروس جدري القردة MPOX (إم.بي.أوكس) تمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقا دوليا.
في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي انتشر فيها الفيروس بحدة منذ سبتمبر من العام الماضي، أعلن وزير الصحة صامويل روجر كامبا، في رسالة بالفيديو يوم أمس إن البلاد “سجلت 15664 حالة إصابة محتملة و548 حالة وفاة منذ بداية العام في كل أنحاء البلاد.
ملايين الدولارات لتوفير اللقاح سريعا!
وأعلنت سانيا نيشتار الرئيسة التنفيذية للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي)، إن التحالف يتوفر على ما يصل إلى 500 مليون دولار لينفقها على توفير لقاحات لدول تشهد بؤر تفش لجدري القردة في أفريقيا.
وقالت نيشتار في تصريحات لرويترز “الأموال المتاحة للقاحات جاهزة للتصرف فيها” لكن هناك عقبات تتعلق بقبول الطلبات الرسمية للحصول على اللقاحات من الدول المتضررة إضافة إلى إقرار اللقاحات من منظمة الصحة العالمية.
وفقا لبيان صادر عن وزارة الصحة الأميركية الأربعاء الماضي، فإن “اللقاح سيكون عنصرا أساسيا للحد من انتشار الوباء”. وقد تبرعت الولايات المتحدة بخمسين ألف جرعة من لقاح جينيوس المعتمد من هيئة الغذاء والدواء (FDA) لجمهورية الكونغو الديموقراطية”.
كما أعلن مختبر الأدوية الدنماركي بافاريان نورديك، استعداده لإنتاج ما يصل إلى 10 ملايين جرعة من اللقاح بحلول عام 2025.
صورة مجهرية إلكترونية لفيروس جدري القرود من عينة جلدية بشرية صورة من: Cynthia S. Goldsmith/Russell Regner/CDC/AP/dpa/picture alliance
ما هو فيروس جدري القرود؟
تم اكتشاف الفيروس لأول مرة عام 1958 في الدنمارك، عندما تم وصف تفشي فيروس يشبه الجدري في مستعمرات القرود التي تم الاحتفاظ بها للأبحاث. أما بين البشر، فتم تشخيصه أول مرة في سبعينيات القرن العشرين في المنطقة التي تتواجد بها جمهورية الكونغو الديمقراطية حاليا.
وعلى الرغم من تسميته “فيروس جدري القرود”، إلا أن المصدر الأصلي للفيروس لا يزال غير معروف. ويعتقد الباحثون أن القوارض أو الثدييات الصغيرة، مثل السناجب والقرود، قد تصاب بالفيروس أيضا.
كيف ينتشر الفيروس؟
يمكن للفيروس أن يدخل الجسم من خلال ملامسته للجلد والأغشية المخاطية (عبر العينين والفم والأنف) ومن خلال الجهاز التنفسي.
يمكنك الإصابة بالعدوى عن طريق ملامسة أشخاص مصابين، أو إذا كنت على اتصال مباشر بالحيوانات الحاملة للفيروس.
يمكن للشخص المصاب أن ينقل الفيروس حتى قبل ظهور الأعراض، ويمكن أن يستمر الانتقال حتى تلتئم جميع الآفات الجلدية وتتكون طبقة جديدة من الجلد، وقد يستغرق هذا أسابيع.
ما هي أعراضه؟
عادةً ما تبدأ العدوى الفيروسية بطفح جلدي يمكن أن يظهر بجانب الأعضاء التناسلية، أو على الصدر أو الوجه أو الفم. ثم يمكن أن يمتد الطفح الجلدي إلى اليدين وباطن القدمين وأجزاء أخرى من الجسم، ويمكن أن يكون الطفح الجلدي مؤلمًا ومثيرًا للحكة.
قد يصاب حامل الفيروس بأعراض الأنفلونزا قبل أو بعد الطفح الجلدي. وتشمل هذه الأعراض الحمى والصداع وتضخم الغدد الليمفاوية وآلام العضلات أو القشعريرة. بعض الأشخاص يعانون أيضا من صعوبة التبول وتورم مؤلم في فتحة الشرج، وتبدأ الأعراض عادة في غضون 21 يومًا من التعرض للفيروس.
كما يمكن أن تشمل المضاعفات الجفاف الشديد الناجم عن الإسهال أو القيء، والالتهاب الرئوي، والتهاب الدماغ أو عضلة القلب وغيرها.
من هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة؟
الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة بسبب الحالات الطبية أو الأدوية هم أكثر عرضة لمضاعفات الفيروس، إضافة للأشخاص الذين لديهم شركاء جنسيون متعددون، والعاملون في مجال الرعاية الصحية.
كما أنه من بين المعرضين للخطر، النساء الحوامل والأطفال الذين تقل أعمارهم عن عام واحد والأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بالإكزيما.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة؟
يتعافى معظم الأشخاص من فيروس mpox في غضون أسبوعين إلى أربعة أسابيع. لكن يوصي الخبراء بتجنب الاحتكاك بالأشخاص الذين يعانون من طفح جلدي مرئي، وعدم لمس الأشياء التي يلمسها شخص مصاب بما في ذلك الأواني والمناشف والفراش، إضافة لغسل اليدين بشكل متكرر. كما أنه من المفيد أيضًا الحصول على التطعيم فور توفره.
حالة طوارئ صحية عالمية بسبب مخاوف من انتشار «جدري القرود»