إقتصاد و شركات
جيفرى ساكس: الفقر ليس مصيرًا حتميًا على الشعوب

الفقر ليس مصيرًا حتميًا على الشعوب، والعالم لم يعد لعبة فى يد قوة واحدة، الحرب وحشية والسلام هو الأمل لإنقاذ الكوكب، التغيرات المناخية تحدى الحاضر، والتنمية المستدامة هى المستقبل.. يؤمن البروفيسور والاقتصادى الأمريكى جيفرى ساكس بكل هذا، ويعمل بنشاط على وضع سياسات فعالة لصنع واقع أكثر رفاهة وعدلًا وإنتاجية.
ينشط «ساكس» حاليًا فى ملفات مواجهة الفقر وتغيرات المناخ، وتحقيق التنمية المستدامة، وإلى جانب هذا فهو صوت أمريكى مناهض لسياسات الولايات المتحدة الخارجية. يعارض الحرب على غزة، ويتوقع نهاية هيمنة بلاده على الاقتصاد العالمى ويُبشّر بنظام متعدد الأقطاب، ويقول إن إفريقيا بإمكانها أن تصبح مثل الصين فى غضون ٤٠ سنة. «ساكس» سيكون ضيف «منتدى المصرى اليوم الاقتصادى»، الذى ينطلق ١٣ أكتوبر الجارى، تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء. وهذه جولة فى عقل وأفكار الأكاديمى الذى يُوصف بـ«الاقتصادى الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم».
الحرب على غزة.. «إسرائيل تقتل وأمريكا تكذب»
البروفيسور والاقتصادى الأمريكى جيفرى ساكس
لا يتردد جيفرى ساكس فى أن يصف العدوان الإسرائيلى على غزة بـ«الإبادة الجماعية». يقول الاقتصادى العالمى المهتم بالسياسات الدولية، فى مقابلة مع قناة «الجزيرة» الإنجليزية، مارس الماضى: «ما يحدث فى فلسطين غير إنسانى وغير معقول على الإطلاق، إسرائيل قتلت عشرات الآلاف من الأبرياء، ودمّرت الجامعات والمساجد والمستشفيات».
ويتهم بلاده بالمسئولية المباشرة أيضًا: «المشكلة هى أن الولايات المتحدة تظل متواطئة فى جرائم الحرب الوحشية هذه، والطريقة الوحيدة لإنهاء كل هذا هى أن تتوقف أمريكا عن إمداد حليفتها القديمة إسرائيل بالذخائر التى تُستخدم لذبح الأبرياء».
قبل شهرين من ذلك قال بوضوح فى مداخلة تليفزيونية، يناير الماضى: «الحكومة الأمريكية تكذب دون توقف. جون كيربى فى البيت الأبيض لا يقول أبدًا جملة صادقة إلا مصادفة، وزارة خارجيتنا تقريبًا لا تقول الحقيقة أبدًا، والحكومة الإسرائيلية تكذب من الصباح حتى المساء، لأنها تقتل المدنيين بدم بارد».
يرى «ساكس» أن الرأى العالمى متحد ضد إسرائيل، وكان لديه أمل فى أن توقف محكمة العدل الدولية الحرب لأن تل أبيب انتهكت كل الاتفاقيات والقوانين.
كما حزن بشدة على التعامل الأمنى غير المعهود من جامعات أمريكية ضد طلاب وأساتذة تظاهروا واعتصموا اعتراضًا على الحرب. يسجل موقفه بصراحة مع قناة «الجزيرة» أيضًا فى مايو قائلًا عن استدعاء الشرطة فى جامعته كولومبيا: «هؤلاء الطلاب أرادوا إنهاء الحرب المريعة على غزة وإيجاد السلام والعدالة للشعب الفلسطينى. هناك عشرات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من الذين دُفعوا للمجاعة فى غزة».
فى رأى «ساكس» فإن على نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، أن يستقيل، «إنه عار».
ما المَخرج إذن؟ يراهن جيفرى ساكس على السلام، وتحديدًا حل الدولتين. يشرح فى مقال نشره على موقعه الرسمى، مايو الماضى: «الطريق إلى إنهاء الحرب وتطبيع العلاقات فى الشرق الأوسط واضح، وهو الاعتراف بدولة فلسطين فى الأمم المتحدة، على حدود عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، تسيطر على الأماكن المقدسة الإسلامية».
ينتقد «ساكس» السياسات الإسرائيلية التى تعوق تحقيق مثل هذا الحل: «تواصل تل أبيب نظام الفصل العنصرى، وحرب الإبادة الجماعية، وبناء المستوطنات غير القانونية باعتبارها حقائق على الأرض». ويشكّك فى وساطة الولايات المتحدة وبريطانيا لإحلال السلام «كذب ووقاحة، لقد كانت السياسة فى كلا البلدين منذ فترة طويلة صهيونية حتى النخاع».
روشتة «ساكس» للقضاء على الفقر
جيفرى ساكس، مؤلف كتاب «نهاية الفقر»، من الداعين عالميًا لتبنى استراتيجيات للقضاء على الفقر المدقع. يرى، فى مقابلة مع News.az، سبتمبر الماضى، أن مفاتيح هذا واضحة: «حصول الجميع على التعليم الجيد، سياسات وطنية قائمة على العلم تشجّع البحث والتطوير والابتكار، وبنية تحتية عالية الجودة، بما فى ذلك الطرق والسكك الحديدية وأنظمة الطاقة والمياه والصرف الصحى، وتجارة مفتوحة لتحقيق التكامل الإقليمى والعالمى».
ويشدد- لنجاح كل هذه الخطوات- على أن تكون مدعومة بالسلام والإصلاح المالى العالمى لضمان قدرة البلدان الفقيرة على الوصول إلى رأس المال طويل الأجل.
فى سبيل تحقيق هذا الهدف، يرى أن المؤسسات المالية العالمية، وعلى رأسها صندوق النقد الدولى، لا تساعد الدول النامية بالقدر الكافى حاليًا للخروج من أزماتها الاقتصادية.
غلاف الكتاب
يشرح: «دور صندوق النقد والبنك الدولى هو المساعدة فى إصلاح البنية المالية العالمية حتى تتمكن البلدان النامية من الحصول على تمويل عالى الجودة. وهذا يعنى آجال استحقاق طويلة الأجل، ٣٠ عامًا أو أكثر، وأسعار فائدة ميسورة التكلفة، ما يُمكِّن البلدان من الاقتراض بشروط استثمارية وبأقساط منخفضة المخاطر».
فيما يخص النظام الاقتصادى العالمى، يحمل جيفرى ساكس إعجابًا بالصين «نموذج يُحتذى به لدول عديدة حول العالم». ويوضح فى مقابلة مع شبكة الصين الدولية «CGTN»، يوليو الماضى: «بكين لا تشكل تهديدًا للولايات المتحدة نفسها، بل تهديدًا للهيمنة الأمريكية».
هل يمكن أن تنهض إفريقيا على الطريقة الصينية؟ يؤمن «ساكس» بشدة بهذا، بل ويقدم مقترحه الشخصى: «أقضى وقتًا طويلًا فى إفريقيا وأتحدث إلى الزعماء الأفارقة طوال الوقت، وأقول لهم إن الـ٤٠ عامًا فى الصين منذ ١٩٨٠ إلى ٢٠٢٠ يمكن- بل يجب- أن تكون مستقبل إفريقيا».
ويشرح فكرته أكثر: «سيوافق عام ٢٠٦٣ الذكرى المئوية لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية، لذا فإنهم يملكون فترة قدرها ٤٠ عامًا بداية من الآن حتى ٢٠٦٣، وأنا أؤمن أنه خلال هذه السنوات الأربعين إذا اتبعت إفريقيا استراتيجية مماثلة لتلك التى اتبعتها الصين فإنها ستحقق نجاحًا مماثلًا».
السياسة الأمريكية.. «غطرسة وحروب وتدخلات»
«أمريكا صارت متغطرسة».. لم يتغير رأى جيفرى ساكس فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة لسنوات. يقول فى مقابلة تليفزيونية مع «trt»، نوفمبر ٢٠١٩: «أمريكا تتدخل فى مناطق لا تفهمها، وسياستها ذات طابع عسكرى مبالغ فيه. وطوال عقود، شاركت فى تغيير النظم الحاكمة. لدينا المخابرات المركزية التى تطيح بالحكومات التى لا تعجبنا، وهناك الاغتيالات والانقلابات العسكرية».
يشدد:
«ليست وظيفة رئيس الولايات المتحدة أن يحدد من يحكم الدول الأخرى».
مازال جيفرى ساكس من الأصوات «الأمريكية» المناهضة لسياسات بلاده، إنه يحمّلها مسئولية اشتعال الحروب فى أكثر من منطقة: «الولايات المتحدة ضالعة فى عدد لا نهائى من الحروب، بداية من أفغانستان، منذ أن دعمت عام ١٩٧٩ ما يُعرف بالمجاهدين ثم أصبحوا القاعدة ثم جاءت طالبان. كل شىء يبدأ من الولايات المتحدة لأن الفكرة كانت صراع قوة مع الاتحاد السوفيتى».
يمد الخيط إلى آخره، ويعدّد نتائج السياسات الأمريكية: «فى ٢٠٠١ بعد أحداث ١١ سبتمبر غزت الولايات المتحدة أفغانستان، ثم فى ٢٠٠٣ غزت العراق منفردة، ثم فى ٢٠١١ قادت حلف الناتو للإطاحة بمعمر القذافى وقتله».
ماذا كانت نتيجة كل ذلك؟ يتساءل «ساكس» ثم يجيب: «دُمرت أفغانستان بفعل ٤٠ عامًا من الحروب، وعراق غير مستقر حتى اليوم، وسوريا قد دمرتها الحرب، وليبيا فى حرب أهلية منذ ذلك الوقت، هل هذه هى القوة؟ هذا هو التهور والعجرفة باستخدام القوة العسكرية».
يؤيد الاقتصادى الأمريكى العالمى حق الشعوب فى «التنمية الاقتصادية والتمكن من العيش ورفض الخضوع للقوى الأجنبية». ويرى أن «منطقة الشرق الأوسط ستكون أكثر أمانًا واستقرارًا إذا خرجت منها القوى الكبرى».
وبالنسبة لأوروبا، حيث تتدخل الولايات المتحدة مع أوكرانيا ضد روسيا، يرى «ساكس» فى مقابلة مع News.az، أن الصراع نشب نتيجة لرغبة أمريكية متواصلة لتوسيع حلف شمال الأطلسى إلى أوكرانيا وجورجيا.
ويُلخّص: «تعمل الولايات المتحدة فى ظل عقلية صفرية، معتقدة أنها يجب أن تهيمن على الآخرين لتجنب الخضوع للهيمنة. وهذه الأيديولوجيا البدائية تؤدى إلى حروب دائمة بدلًا من السلام والأمن».
وينصح قادة بلاده، بعد الاعتماد على القوة لحل المشاكل فى صربيا وأفغانستان والعراق وسوريا وليبيا وأوكرانيا وغزة وتايوان، بأن «يتعلموا من جديد فن الدبلوماسية».
المناخ والتنمية المستدامة..
«الطريق إلى خطة ٢٠٥٠»
على هامش حضوره القمة العالمية للحكومات، بدبى ٢٠١٧، أكد جيفرى ساكس أهمية «التركيز على التنمية المستدامة، والتى تعنى التوازن بين الاقتصاد والتنمية والاندماج الاجتماعى والعدالة، وكذلك الحفاظ المستدام على البيئة، إلى جانب أن تتحلى الحكومات بالأمانة، لأنه إذا كانت الحكومات غير أمينة فإن الشعوب لن تتقدم».
الخطوات الرئيسية نحو الطاقة المستدامة، بحسب مقابلته مع News.az هى: توليد الطاقة الخالية من الكربون، نقل الطاقة لمسافات طويلة لدعم الأسواق الإقليمية، كهربة جميع أشكال النقل، بما فى ذلك الهيدروجين الأخضر للشحن والمركبات الثقيلة، والاقتصاد القائم على الهيدروجين فى القطاعات الصناعية مثل صناعة الصلب.
وفى كلمته بقمة تنسيق عمل المناخ فى الشرق الأوسط وشرق المتوسط، والتى عُقدت بمدينة شرم الشيخ، نوفمبر ٢٠٢٢، على هامش مؤتمر المناخ، قال جيفرى ساكس: «أحب هذه المنطقة أكثر من أى مكان آخر، منطقة متفردة، شهدت أقدم الحضارات».
يؤمن رائد التنمية المستدامة بقدرات منطقة الشرق الأوسط فى الطاقة المتجددة، ويوصى هنا بأمرين: الأول «التعاون بين الدول للتغلب على تعقيدات المنطقة والصراعات، وذلك بوضع بعض الخطط الفعلية لحل مشكلات التغير المناخى، ولديكم الفرصة للتعاون مع بنك التنمية الدولى ويمكن جلب الموارد المالية الكافية لتنفيذ الخطط العملية».
الأمر الثانى هو الدبلوماسية، إذ إن «الشرق الأوسط لديها قدرات كبيرة فى الطاقة المتجددة ويجب أن تستوعبها أوروبا، وهذا يأتى من خلال الإجراءات الدبلوماسية، وهو الحل الأمثل للوصول إلى قلب القارة».
وبشكل عام، فإنه يقترح على الحكومات أن تضع هدفًا لدمج خطط التنمية المستدامة فى الاستراتيجية المحلية بحلول العام ٢٠٥٠. يشرح فى مقال على موقع مؤسسة «Common Dreams»، يونيو الماضى: «وقتها ينبغى أن يكون الهدف هو تحقيق الرخاء على نطاق واسع، والإدماج الاجتماعى، والاستدامة البيئية».
ويحدّد خطوات الوصول إلى هذا الهدف فى «استثمارات عامة جريئة فى التعليم والعلوم والطاقة النظيفة والبنية التحتية والمنصات الرقمية، إلى جانب السلام والتعاون والاستثمارات المشتركة مع البلدان المجاورة».
النظام الاقتصادى..
«أهلًا بكم فى عالم متعدد الأقطاب»
هيمنة أمريكا والغرب انتهت، وبزغ نظام اقتصادى عالمى متعدد الأقطاب.. يبنى جيفرى ساكس رأيه هذا على قراءة تحليلية للمشهد الدولى وتأمل للجغرافيا السياسية، معتمدًا على بيانات البنك الدولى فى مايو الماضى عن الناتج المحلى للدول حتى ٢٠٢٢.
بدايةً، يقول «ساكس» إن الاقتصاد العالمى يشهد حاليًا تقاربًا عميقًا، يمنح فرصة للدولة التى تخلفت عن الغرب فى التصريح، لتعويض الوقت الضائع، وهى «حقيقة فشل الاستراتيجيون الأمريكيون حتى الآن فى الاعتراف بها أو قبولها».
يحلّل نقلًا عن بيانات البنك الدولى: فى عام ١٩٩٤، شكلت دول مجموعة السبع، وهى كندا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، ٤٥.٣٪ من الناتج العالمى، مقارنة بـ١٨.٩٪ من الناتج العالمى لدول بريكس التى تضم حاليًا البرازيل، الصين، مصر، إثيوبيا، الهند، إيران، روسيا، جنوب إفريقيا، الإمارات.
«انقلبت الطاولة»- بحسب «ساكس»- إذ تنتج دول بريكس الآن ٣٥.٢٪ من الناتج العالمى، فى حين تنتج دول مجموعة السبع ٢٩.٣٪.
ويرصد، اعتبارًا من عام ٢٠٢٢، أن أكبر ٥ اقتصادات عالمية بالترتيب هى: الصين والولايات المتحدة والهند وروسيا واليابان. ويشير إلى أن الناتج المحلى الإجمالى للصين أكبر بنحو ٢٥٪ من الناتج المحلى الإجمالى فى الولايات المتحدة، تحديدًا نحو ٣٠٪ من الناتج المحلى الإجمالى الأمريكى للشخص الواحد، ولكن مع ٤.٢ أضعاف عدد السكان.
ويلاحظ أن ٣ دول من الاقتصادات الخمسة الكبرى تنتمى إلى مجموعة بريكس، بينما هناك دولتان فقط من مجموعة السبع.
يقارن هذا الوضع بالصورة فى عام ١٩٩٤، عندما كانت أكبر خمس دول اقتصادية فى العالم هى: الولايات المتحدة، واليابان، والصين، وألمانيا، والهند. أى أن ثلاثًا منها كانت فى مجموعة السبع واثنتين فى بريكس.
نتيجة لذلك- يواصل «ساكس» تحليله- يتضاءل النفوذ العالمى للولايات المتحدة. ويضرب مثالًا حيًّا حديثًا على هذا: «عندما فرضت المجموعة التى تقودها الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على روسيا عام ٢٠٢٢، انضم عدد قليل جدًا من الدول خارج التحالف الأساسى للعقوبات. ولم تجد موسكو صعوبة كبيرة فى تحويل تجارتها إلى دول خارج التحالف الأمريكى».
لا أمل للولايات المتحدة، بحسب جيفرى ساكس، فى أن تتمسك بنظرية «الأولوية» والهيمنة القديمة، فبينما كانت تتعامل بـ«عجرفة» قبل ٣٠ عامًا اعتمادًا على قوتها النسبية، فإن حصتها اليوم فى الناتج العالمى تبلغ ١٤.٨٪، مقارنة بنحو ١٨.٥٪ للصين، مع ملاحظة أن حصة أمريكا من سكان العالم ٤.١٪، مقارنة بنحو ١٧.٨٪ للصين ذات القوة البشرية المليارية.
مع ذلك، لا يتوقع «ساكس» أن تحتل بكين موقع واشنطن على رأس النظام الاقتصادى العالمى الذى سيشهد تقاربًا واسع النطاق، فحتى بعد أن تصل حصة الصين فى الناتج العالمى ذروتها بنحو ٢٠٪ خلال العقد المقبل، فإنها ستنخفض بعد ذلك مع انحدار عدد السكان.
ويرجّح بزوغ قوى اقتصادية أخرى مثل الهند وإفريقيا، بحصص أعلى فى الناتج العالمى، مع ثقل جيوسياسى ملموس.
الطريق إلى هذا النظام الاقتصادى متعدد الأقطاب الذى يتوقعه جيفرى ساكس لن يكون مفروشًا بالسلام، بل ربما نشهد مرحلة تكسير عظام كبرى، قد تكون بداية «مأساة جديدة لسياسات القوى العظمى، وانهيار القواعد العالمية الهشة، مثل التجارة المفتوحة فى ظل منظمة التجارة العالمية».
لكنه يأمل فى أن يؤدى النظام الجديد إلى «عالم من التسامح المتبادل وضبط النفس بين القوى العظمى، بل وحتى التعاون، لأنها قد تدرك أن هذا السبيل هو وحده القادر على الحفاظ على أمن العالم فى العصر النووى».
غلاف الكتاب
المفكر الاقتصادى العالمى فى سطور