يعد الخبير التكنولوجي أشرف كحيل واحداً من أهم المتخصصين في مجال الأمن السيبراني، فلقد تمرس بالعمل بالعديد من الشركات المهتمة بتكنولوجيا المعلومات وتحديدا بتكنولوجيا الذكاء الإصطناعي والأمن السيبراني لما يقرب من 25 عاماً، لذا كان لنا معه هذا الحوار ..
– لماذا انتشرت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بهذه السرعة ؟
– تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الـ AI انتشرت بشكل كبير خلال الفترة القليلة لماضية، لظهور تطبيقات كثيرة جداً شهدت أقبالاً من المتعاملين مع التكنولوجيا الحديثة، هذا بالإضافة إلي أن التعامل مع تكنولوجيا AI أصبح سهلاً جداً، بالإضافة لقدرة الـ AI بتوسيع دوره في حياة إنسان اليوم، فهو يعرف احتياجاتك ورغباتك وأفكارك، بل أصبح الـ AI من خلال البحث وتحليل التفاعلات والأسئلة وساعات التواجد، قادراً علي قراءة أفكارك وتقديم مقترحات لك .. بعد أن حلل شخصياتك واهتمامتك .
– هل عمليات تشكيل الوعي أصبحت حقيقة؟
– نعم، وهذا ما ذكره الكاتب الشهير سن سوير، في كتابه فن الحرب، أن الحروب ما هي إلا إجهاد العدو ودفعه لتدمير نفسه، وهذا ما تفعله الحروب السيبرانية، وهي حروب طويلة منخفضة سهلة التكلفة عالية الضرر، التي تستهدف ما يعرف بالبنية التحتية الحرجة لدولة ما، والتي تستهدف نشر مشاعر الإحباط والاكتئاب، من خلال عدد لا يتجاوز الـ 20 هاكر، التي تستهدف نشر الاشاعات علي مؤسسات هامة ومحورية في هذه الدولة لخلق حالة من عدم الأمان بهذه البلد، ومن هنا يبدأ المواطنين بالإحساس بعدم الأمان، وهذا العدو هنا يستهدف أن تدمر إنت نفسك، ثم بعد ذلك وأخيراً يقرر التدخل عسكرياً ..
– ماذا عن البنية التشريعية ؟
– نحن نتعامل مع الخطر طبقاً لطبيعة الخطر أو الهجمة السيبرانية، سواء أكان هذا الهجوم من داخل البلد لأحد مؤسساتها، أو من خارج البلد لإحدي مؤسساتها أو هجوم خارجي علي مؤسسة خارجية، وطبعاً في حال هجوم سيبراني أو هكر داخلي علي مؤسسة داخل الدولة، يسهل تعقب هذا الهجوم وتقديم الأدلة التي تدين القائم به، ولكن أي هجوم خارجي يصعب تعقبه وإن تم التوصل إليه يصعب تقديمه للمحاكمة لأنه مواطن أجنبي، ومن هنا وفي ظل غياب تشريع دولي يحمي الدول والمؤسسات من الهجمات السيبرانية، تظهر ضرورة الاستثمار في الأمن الوقائي السيبراني ..
– ما أنواع الهجمات السيبرانية ؟
– يوجد عدة أنواع من الهجمات السيبرانية علي مستوي الدولة، أولها وأغلبها خارجي يستهدف داخل الدولة ومؤسساتها الهامة، وهو ما يستلزم الدفاع والوقاية والتحليل لتقديم الأدلة الجنائية وللعلم هي النسبة الأكبر التي تصل إلي 90 % من الهجمات، ثم هجمات داخل الدولة تستهدف الدولة ومؤسستها الداخلية، وهجمات داخلية سيبرانية تستهدف دولاً ومؤسسات خارجية وهو ما قد يسبب مشكلة سياسية أو دبلوماسية، وأخيراً هجمات سيبرانية خارجية تستهدف دولاً ومؤسسات خارجية، وهي هجمات يتم تعقبلها وتتبعها وتحليلها لمعرفة طبيعة هذا الهجوم الجديد والاستعداد والجاهزية له في حال الهجوم علي دولتي أو مؤسستي ..
– ما عدد الهجمات السيبرانية التي تواجه الدول ؟
– نحلل ونحقق سنوياً فيما يتراوح ما بين 1200 إلي 1500 هجمة سيبرانية سنوياً 90 % هجمات خارجية، والباقي هجمات داخلية كنوع من النكاية من بعض العاملين السابقين بهذه المؤسسات أو المتواطئين مع مؤسسات منافسة.
– هل تطورت الهجمات السيبرانية خلال الفترة الماضية ؟
– نعم، شهد عالم الجريمة السيبرانية تطوراً كبيراً في شكل القائمين بالهجوم، وأيضاً بدأنا نعرف ما يمكن تسميه بتحالفات بين مجموعات من هاكز بدول شرق أسيا مع مجموعة أخري في أميريكا اللاتينية، وهو نوع جديد من الجريمة الإلكترونية المنظة .
– كيف يتم التعامل معهم قانونياً ؟
– ذلك من خلال معرفة وتحديد مدي الضرر الواقع علي العميل أو الضحية، سواء تم طلب فدية من العميل دون تدمير أو أي شكل من الأضرار السيبرانية العالية، أو تم حدوث جرائم مالية، أو قام بعمليات تخريب، وكل جريمة من هذه الجرائم يتم احتوائها و تحديدها ثم توصيفها تبعاً للقانون الوضعي للبلد الواقع بها الجريمة الإلكترونية ..
– ماذا عن شق التأمين ؟
– التأمين من الهجمات السيبرانية يكون من خلال وضع كل مؤسسة أو دولة أو فرد سياسة محددة للتأمين، من خلال تحديد الخطر المتوقع التتعرض له، هذه المؤسسة أو الدولة أو حتي الفرد، وهو ما يعرف إختصاراً بـ ” إعرف عدوك ” أو بـ “السلاح علي قدر الهدف” ثم بعد ذلك يتم تحديد نوع التأمين والتكلفة المناسبة له ..
– ما حجم خسائر الهجمات السيبرانية سنوياً؟
– حجم الإحتيال السيبراني يتجاوز الـ 2 تريليون دولار سنوياً، وما ينفق في تحقيق التأمين والوقاية من الهجمات السيبرانية لا يتجاوز 1 % من الخسائر السيبرانية .
– ماذا عن مصر والهجمات السيبرانية؟
– مصر من أكثر الدول المستهدفة من الحروب السيبرانية في الشرق الأوسط والوطن العربي، ومصر لديها كوادر علي مستوي عالمي ..
