“أحمد إبراهيم” يكتب: هجمه مرتدة .. يكشف المستور ..!!
يعد مسلسل هجمة مرتدة، مفاجأة درامية .. فجماهير الشاشة الصغيرة كانوا في حالة من الشوق لعمل درامي مثيل لرأفت الهجان أو جمعة الشوال، عمل درامي متقن الصنعة ثري بالمعلومات والتفاصيل الحياتية لرجال الظل ..
عمل درامي تنكشف به أمام أبصارنا وأعيونا أساليب الأفاعي والمرتزقة في محاولتهم الدؤبة الدائمة لتدمير الأمم والشعوب ..
وهذا ما قدمه هذا العمل والمسلسل الرمضاني المعلوماتي والمخابراتي الهام ..
فأحداث المسلسل التي يتصدرها ويدير أغلب تفاصيلها البطل ” سيف العربي – أحمد عز” والتي تتمحور حول عدد من البطولات الهامة والعمليات السرية المعقدة التي يسعي فيها جهاز المخابرات العامة المصرية للكشف عن تحركات التنظيمات الإرهابية وتحديداً تنظيم القاعدة ببلاد العراق ومحاولات هذه التنظيمات وسعيها لنقل عناصرها الإرهابية إلى شبه جزيرة سيناء ومصر، ومن يساعدهم ومن يقف ورأءهم ومن أيضاً يدير المشهد بالكامل من بعيد وما هو هدفه ..
عمل درامي هام تتعدد به أبعاد التلقي وتدفع بالمشاهد للتأمل والتفكر ..
شكل جديد
كل هذه التفاصيل الحياتية والمعلوماتية يقدمها العمل في شكل وفورم درامي جديد علي الشاشة الفضية، من ناحية التناول والإخراج والصورة ..
أو حتي من ناحية طبيعة الصراع المعلوماتي المخابراتي في هذه الأجواء المعقدة الملتهبة ..
التي يستند فيها السيناريو إلى حقائق واقعية تتداخل فيه الأبعاد الإنسانية لشخصيات الأبطال مع الأبعاد القومية والأمن السياسي والمعلوماتي للدول العربية وبالقلب منهم مصر.
ولقد اتسم صناع مسلسل هجمة مرتدة بالجرأة وحسن الاختيار، فأقدموا على التصوير في أماكن مفتوحة في عدة دول خارجية؛ وهو ما يزيد من غموض الدراما بالعمل ويوفر المزيد من عوامل الإثارة والتشويق والترقب ..
هذا إضافة لبعض المشاهد الرومانسية أو الاجتماعية لإضفاء الجوانب الإنسانية على حياة الأبطال ..
بما فيهم رجال أجهزة المخابرات أنفسهم؛ التي نجهل نحن العوام طبيعة حياتهم وطبيعة شخصياتهم الإنسانية وأيضاً طبيعة وظروف عملهم ..
فالسيناريو الذكي تناول بشكل إنساني طبيعة وظروف إصابة إبنة أحد كبار ضابط المخابرات المصرية هشام سليم بالسرطان، والتي بالتأكيد لها أثر وتأثير كبير علي هذا الضابط وهذا الأب الإنسان قبل كل شئ.
وأيضاً تعرض السيناريو لقصة حب تجمع بين البطل سيف – أحمد عز والبطلة “دينا أبو زيد – هند صبري” كلها خيوط درامية تصب في صالح إنسانية العمل، وتقرب هؤلاء الرجال والنساء الأبطال من ذهن وعقلية المتفرج ..
فهجمة مرتدة عمل درامي وخطوة جديدة هامة، تحسب للكاتب والسيناريست باهر دويدار القادر علي تقديم أشكال درامية متنوعة؛ اجتماعية وبولسية والمتألق في تقديم دراما التخابر والتجسس أو إجمالاً الأعمال الحربية كمسلسل الإختيار بجزئيه الأول والثالث والعائدون وهجمة مرتدة .. وهي حقيقة أعمال تحتاج لثقافة عميقة وخبرة في صياغة وصناعة أحداث وشخصيات نادراً ما نصادفها بحياتنا ..
أو حتي من ناحية التعرض وتناول الوسائل المخابراتية السرية الحديثة وعمليات التطور الإلكتروني في عمليات تتبع وملاحقة العملاء؛ وكذلك وسائل وأساليب اكتشاف الأنشطة الإجرامية التخريبية.
فكل هذه التفاصيل والمعلومات يتم التعامل معها بالتسريب المعلوماتي الشحيح عن طبيعة هذه المهام والقائمن عليها والوسائل التكتولوجية المستخدمة.
ذلك لطبيعة خطورة هذا العمل وتعلقه بدول وشخصيات ذات حيثية سياسية ودبلوماسية هامة .
.. وإجمالاً وبعيداً عن المباشرة وكذلك الجمل الخطابية التي تسربت إلي بعض مشاهد وحوار المسلسل، لقد استطاع مسلسل هجمة مرتدة من الاقتراب مما يحدث في السر علي الأرض العربية، وكذلك إلي أن يشير للمتابعة الجادة من قبل أجهزة المخابرات المصرية منذ عام 2003، وما تلي هذا التاريخ من تداعيات سلبية بسبب الفراغ السياسي في الوطن العربي وبالعراق الشقيق تحديداً ..
فلقد تمكن قلم باهر دويدار من إظهار الثقل الإستراتيجي والإقليمي والدولي الكبير جداً والمؤثر للمخابرات المصرية هناك في تلك الفترة الزمنية الخطيرة، وهذا ما قدمه مسلسل هجمة مرتدة بالسباق السباق الرمضاني 2021، من ملحمة وطنية واقعية من ملفات المخابرات المصرية، محملا شخصيي “سيف ودينا” وأعضاء جهاز المخابرات العامة المصرية مسئولية فضح المؤامرات الخارجية التي تُحاك ضد مصر والمنطقة العربية.
فلقد استطاع البطلان أن يقدما خدمات جليلة للوطن بإظهار طبيعة حروب التجسس بأنواعها المختلفة، والتي تتضمن التجسس السياسي، والاقتصادي، والثقافي والاجتماعي، فسيف ودينا أحد أبطال هذه الحروب التي لها أبطالها الحقيقين الذين يعشون في هذا الوطن بعيداً عن الأضواء وفي هدوء تام.
كما تمكن باهر دويدار بمسلسله الشيق هذا أن يكشف لنا ماهية الربيع العربي، وما هي الأهداف المطلوب أن تتحقق ولمن، والتي علي رأسها اسقاط المنطقة العربية وصناعة شرق أوسط جديد، بإعادة رسم خرائطها من جديد، من خلال التنظيمات الإرهابي الدولية وبسط نفوذها على حكم المنطقة العربي لصالح قوى عديدة تريد السيطرة على خيرات وموارد الشعوب العربية بالكامل ..
وإجمالاً إن العمل ككل عمل ممتاز يجب الإشادة به وبكل من شارك في صناعته ونجاحه، بداية من سيناريو باهر دويدار وصورة أحمد علاء وموسيقي عمرو اسماعيل إلي جانب كل النجوم والفنانيين الذين شاركوا بالعمل ..