قصة شهامة، “ندى” وأمها

سيدة تبلغ من العمر 21 سنة زوجها يعمل بمدينة شرم الشيخ وتقيم بمفردها في شقة الزوجية بمنطقة حدايق الأهرام، أصيبن بنزلة برد، وكانت حامل في شهرها التاسع والأخير، وقد أشاع الجيران أنها مصابة بفيروس كورونا، وفجأة جاءتها آلام المخاض في المساء، فاتصلت بزوجها وكان في عمله بمدينة شرم الشيخ، لتستغيث به، فأتصل برئيس اتحاد ملاك العمارة التي تقيم بها زوجته وناشده مساعدتها وأخطره أنه في طرييقه للقاهرة، فاعتذر انه لا يستطيع المرور عليها، وأكتفى بسرد قصتها علي جروب العمارة ، آملا أن تهب أحدي السيدات من الجيران لمساعدتها.

وبسبب شكوك الجيران في إصابتها بفيروس كورونا، وخوفهم من العدوي أمتنعوا جميعا عن مساعدتها.

حاول زوجها الإتصال بالشرطةلنجدتها والإسعاف فلم يجيبه أي منها. فلجأ إلى الكتابة علي جروبات مختلفة عليوسائل التواصل الإجتماعي ليقوم أحد بنجدة زوجته.

وبالفعل جند الله فتاه قرأت توسلاته على أحد الجروبات، فهبت “ندى” وأمها بدافع من النخوة والشهامة وتحركت لمقر سكن زوجته لنجدتها.

فوجئت “ندى” بغلق باب العمارة ورفض السكان النزول لفتحه لها، فلجأت إلى الدق الشديد والمتواصل على الباب، ولم تهتم بتهديد سكان العامارة لها بأنهم يستصلون بالشرطة لمنعها من إزعاجهم، إلا أنها أصرت عليإحداث جلبة في الشارع وأنضم لها بعض سكان المنطقة بعد معرفتهم بسبب رغبتها الصعود لنجدة السيدة، وبمساعدة السكان المتجمعين بالشارع، قامت بكسر زجاج الباب وأقتحمت مدخل العمارة  وصعدت للسيدة، وبالدق علي شقة الزوجة التي تطلب المساعدةلم تستجيب. وأصرت ندى علي عدم مغادرة العمارة إلا بعد أن تطمأن علي السيدة.

تواصلت مع زوجها، فطلب منها كسر باب الشقة لأن زوجته كان قد اخطرته انها في حالة أعياء على الأرض، ولا تستطيع الحراك.

لم تستطيع ندى إقتحام الشقة، فلجأت إلى شقة الجار الملاصق لها، وظلت تطرق على الباب حتي فتحوا لها، فسارعت بالدخول وقامت بالقفز من شرفة الجار لشقة السيدة، فوجدتها ملقاه على الأرض بعد أن وضعت جنينها، ولم تعد تقوى علي التحرك، بين الحياة والموت.

قامت ندى بمساعدة أمها بحملها ونقلها للمستشفى لأسعافها، وفي الصباح، وصل زوجها من شرم الشيخ فوجد زوجته قد تم إنقاذها، بعناية الله وبفضل شهامة ندى، فشكر لها صنيعها، وسجل مولودته على أسم “ندى” تيمنا بها وتمنى أن تشب فتاه قوية قادرة على مساعدة من يحتاج للعون.