أخبار عربية وعالمية

تداعيات هجوم “أنصار الله” على الإمارات سياسيا واقتصاديا

 

حالة من الرفض والاستنكار الإقليمي والدولي صاحبت عملية استهداف “أنصار الله” (الحوثيين) لبعض المرافق المدنية في الإمارات العربية خلال الأيام الماضية، وطالبت الجامعة العربية العالم بإدراج الحوثيين كمنظمة إرهابية.

ما الآثار السياسية والاقتصادية التي لحقت بالإمارات جراء استهداف “أنصار الله” لأراضيها؟
بداية، يقول العضو الاستشاري في المعهد البريطاني للاستثمار في دبي، الدكتور وضاح الطه، إن استهداف الحوثيين للإمارات هو موضوع جيوسياسي، حيث أنهم مليشيات مارقة وأداة بيد إيران تضغط بها على المنطقة، وجزء من هذا الضغط في الحقيقة بتمثل في محاولة ابتزاز الأوروبيين والأمريكان بالدرجة الأولى من أجل التوصل إلى نتائج في الملف النووي الإيراني.
طيش وتخبط
وأضاف أن مجموعة الحوثيين هي مجموعة مارقة وليس لديها الإمكانيات الفنية لكي تقوم بمثل هذا العمل الذي استهدفت به الإمارات، والمنشآت المدنية، وقرار منع أبو ظبي للطائرات المسيرة ربما جاء لكي تكون هناك قدرة أكبر لضبط الأجواء وحمايتها من أي اعتداءات محتملة، وفي اعتقادي إذا حدثت أي محاولات لاحقة سوف تفشل، كما باءت كل محاولاتهم الأخيرة تجاه السعودية بالفشل.

وأشار الطه، إلى أن تلك الاعتداءات كانت نتيجة للخسائر الجسيمة والمتلاحقة التي طالتهم في اليمن في جبهات القتال، كما أن الجهاز الاستخباراتي للتحالف على الأرض استطاع أن يقوم بتشخيص أهداف استراتيجية ودقيقة على الأرض وقصفها، منها أماكن تصنيع الطائرات والصواريخ وتلغيم الطائرات والمفخخات وغيرها، وضرب الحوثيين “أنصار الله”، جاء ليعبر عن حالة من الطيش والتخبط، والإمارات اليوم أصبحت جاهزة لحماية أرضها بشكل أكبر وأدق.

قلق مؤقت
وعن التأثير الاقتصادي الذي واكب تلك الهجمات يقول الطه، بكل تأكيد كان هناك إسقاط اقتصادي لتلك العملية، حيث حدث قلق مؤقت في الأسواق العالمية نتيجة نقص بسيط في الإمدادات، لكن شركة النفط الإماراتية “أدنوك” والتي حاولت تخفيف أجواء التوتر التي سادت بعد تلك العملية، فشركة أدنوك هي شركة رائدة ولها قدرة مالية كبيرة في معالجة أي حوادث تتعلق بالسلامة.
واحة التسامح
من جانبه، يقول الكاتب الإماراتي، أحمد إبراهيم، بعد مرور خمسين عاما على تأسيس دولة الإمارات، والتي تنتهج مبدأ السلمية، وأنا كمواطن إماراتي عندما كنت في العشرينيات من العمر وسمعت عن واقعة إطلاق الرصاص على رئيس وزراء السويد، والسويد مجتمع مسالم ولم يكن به جيش، العالم كله وقتها كان يتحدث عن هذا الجرم في البلد المسالم.
تشكيل الإمارات ليس الإماراتيون فقط، بل يوجد بها الآن 192 جنسية، كل تلك الجنسيات تحب الإمارات وتميل إليها، وبواقع 60-70 بالمئة ممن أتو إلى أكسبو 2020، منهم من أتى للمرة الأولى في حياته ليكتشفوا الإمارات ثم يقرروا الاستثمار والعيش فيها.
وخلاصة الكلام كما يقول إبراهيم، عندما تعتدي على دولة محببة للعالم أجمع عبر التاريخ، ومن ضمن الجنسيات المحببة للعالم العربي ومن بينهم اليمنيين، حيث يخدم الجميع الوطن تحت راية الإمارات، وليس هناك أي عداء بين الإمارات واليمنيين عبر التاريخ، ولا تزال الجالية اليمنية تعيش بيننا، لم نر أنهم تعرضوا للمضايقات أو الإبادة أو الطرد أو عدم تجديد إقاماتهم، بل هم في وظائفهم وأبنائهم في المدارس ولا نشعر سوى بأنهم جزء من الوطن.
القلم لا السلاح
وأكد الكاتب الإماراتي، أن التربية هى الجانب الأساسي في الإنسان الذي يعطي على الأرض، والإمارات تربويا نرى فيها الآن وجهة نظر البناء والتنمية والسلام والتسامح، الإنسان الذي تدربه على العطاء، وأي شخص يعيش على تراب الوطن لو سألته عما حدث سوف يدين العدوان الذي لحق بتراب الإمارات، ومن الناحية التربوية أيضا نحن أمه فتح ملفها بكلمة “اقرأ”، هذه القراءات صنعت من المجتمع العربي شخصيات منها ما هو في الفضاء الآن، وهناك تخصصات أخرى يفتخر بها العالم أجمع، فنحن هناك نحب أن نعطي أولادنا “القرطاس والقلم لا الكلاشنكوف”.
حثت جامعة الدول العربية، أمس الأحد، مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة، على اتخاذ قرار حاسم بخصوص الهجمات التي نفذتها جماعة “أنصار الله” اليمنية (الحوثيون) ضد الإمارات، داعية لتصنيف الجماعة كمنظمة إرهابية. 
وأوضح بيان للجامعة أنه بعد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين بالجامعة العربية، صدر قرار بإدانة واستنكار الهجمات الحوثية و”مطالبة كافة الدول تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية بعد هجماتها بصواريخ وطائرات مسيرة على دولة الإمارات العربية المتحدة”.
كما أشار البيان إلى “دعوة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ موقف حاسم وموحد ضد الاعتداءات الحوثية على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ولردع ومواجهة الفظائع المستمرة التي ترتكبها مليشيات الحوثي ضد المدنيين”.
وأكدت الدول الأعضاء الوقوف مع الإمارات أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها، وتأييد ودعم حق أبو ظبي في الدفاع عن النفس ورد العدوان بموجب القانون الدولي، وفقا للبيان.
وكانت الإمارات، قد أعلنت، الاثنين الماضي، وفاة 3 أشخاص “باكستاني وهنديان” وإصابة 6 آخرين بانفجار في 3 صهاريج بترول في منطقة مصفح آيكاد 3 بالقرب من خزانات أدنوك في ضواحي أبوظبي.
وأعلنت جماعة “أنصار الله” في اليمن، مساء الاثنين الماضي، استهداف مطاري دبي وأبو ظبي ومواقع هامة حساسة في الإمارات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرات.
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights