بروفايل

“عيد الحب” .. مصري أصلي وأسمه “نفر إن سخن” ..!!

بمناسبة عيد الحب، كان المصريون القدماء من أوائل شعوب العالم التى احتفت بالحب وجعلوا له عيدا أطلقوا عليه “نفر إن سخن” أى عيد العناق الجميل، ويتم الاحتفال به فى شهر يوليو “أبيب” من كل عام، حيث يحتفى فيه الجميع بزفاف الربة “حتحور” إلهة الحب والجمال والخصوبة إلى عريسها “حورس”.

فكانوا ينظرون إلى الحب كقيمة فلسفية كبرى، وجزء من رؤية كونية شمولية تتجاوز الطابع الحسى الشهوانى، وتقوم على المشاركة والتآلف والاحتواء بين الذكر والأنثى فى وحدة متناغمة تؤمن بالدور المشترك بينهما، دون خضوع أو هيمنة أحدهما على الآخر. ولذلك كانت تماثيل الأزواج تصور العاشقين وهما متشابكا الأيدى أو يحيط أحدهما بيديه الآخر كتعبير عن الاحتواء، وينظران معا إلى هدف مشترك، دون أن ينظر كل منهما إلى وجه الآخر. مثل تمثال “منكاورع وخع نرو نبتى” و “أخناتون ونفرتيتى”.  

وكانت قصة “إيزيس وأوزيريس” أول أسطورة حب فى التاريخ، كما وجد على جدران المعابد وفى ورق البردى الكثير من الأشعار التى عبر من خلالها المصرى القديم عن حبه العميق لزوجته، وبصورة تعكس احترامهم وتقديرهم للمرأة كشريكة حياة تجعل للوجود معنى، لا كسلعة أو أداة جنسية وضيعة خاضعة للرجل. كما كانت عند الكثير من شعوب وحضارات العالم القديم.

ومن أجمل ما وجد من تلك الأشعار فى وصف وتقدير المرأة كزوجة، ما كتبه بعض الكتاب المجهولين عن حبه لزوجته ” إنها فريدة من نوعها، متوهجة الجمال، نظرة عينيها خلابة، وشفتاها تتحدثان بعذوبة” وقال آخر “حبيبتى هناك على الشاطىء الآخر، يفصل بينى وبينها ماء الفيضان، وعلى رمال الشاطىء تمساح يربض متربصا، ولكننى لا أخشاه ولا أرهبه، وسأخوض الماء حتى أصل إليها، فينشرح صدرى وأفتح ذراعى لأحتويها بين أحضانى” وقال آخر أيضا “إنها الفريدة المحبوبة التى لا نظير لها. أجمل جميلات العالم . أنظر إليها كمثل النجمة المتألقة فى العام الجديد على مشارف عام طيب”.

كما عبر الملوك أيضا عن حبهم لزوجاتهم، فوصف “رمسيس الثانى” حبه “لنفرتارى” بأن الشمس تشرق من أجلها. كما قال أيضا “أخناتون” عن جميلته “نفرتيتي” : أنت الوحيدة التى خلقها الإله لتكون نورا فى قلبى لا ينطفئ، فهى منى وأنا منها، وكلانا سر وجود الآخر. وغيرها من الأشعار الأخرى التى تعبر عن مكانة المرأة وقيمتها فى الحضارة المصرية القديمة. 

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights