مصر30/6

بحث جاهزية مصر لمواجهة أي زلازل

رئيس "القومي للبحوث الفلكية": اجتماعات رفيعة في مصر لبحث الجاهزية لمواجهة أي زلازل

 

قال رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر الدكتور جاد القاضي، إن اجتماعات عدة عقدت مؤخرا بعد زلزال تركيا بين المعهد وجهات معنية، لبحث ودراسة الجاهزية لمواجهة أي مخاطر تنجم عن زلازل في المستقبل.

وأوضح القاضي أن النشاط الزلزالي الذي وقع في مصر ضمن النطاق الطبيعي، وأن الخسائر الكبيرة التي وقعت في تركيا تسببت في الهلع والذعر حال وقوع أي زلزال في أي منطقة بالعالم.
وكشف القاضي أن التوصيات الصادرة عن الاجتماعات التي عقدت بين المعهد والجهات المعنية في مصر بمواجهة مخاطر الأزمات والكوارث، تضمنت مراجعة الجاهزية وأكواد الإنشاءات في مناطق النشاط الزلزالي في مصر.
سجلت محطات الشبكة القومية للزلازل هزة أرضية بقوة 4.1 درجة على مقياس ريختر على بعد 27 كيلو متر شمال السويس..
هل هناك علاقة بينها وبين الزلزال الذي وقع في تركيا؟
المنطقة التي وقع فيها الزلزال منفصلة تماما، وليست من تبعات الزلزال الذي وقع في تركيا. النشاط التركي معلوم ويتم متابعته ودراسته بشكل دقيق منذ وقوعه في السادس من فبراير. أما ما حدث قبل فجر الجمعة شمال السويس، يعود لكونها ضمن مناطق النشاط الزلزالي الذي يحدث بين فترة وأخرى بمتوسط 20 عاما.
هل انحسرت مياه البحر في مصر بشكل كبير مما ينبئ بحدوث تسونامي؟
ما هي خريطة مناطق النشاط الزلزالي في مصر وكيفية تحديثها؟
لدينا خريطة معلنة بالفعل، وتشمل مناطق النشاط الزلزالي شمال البحر الأحمر وخليجيي السويس والعقبة، والتي سجلت خلال الشهر الأخير نحو ثلاث هزات عند مدخل قناة السويس، وكذلك منطقة شرق القاهرة والبحيرات المرة، وجنوب غرب القاهرة التي كانت مركز زلزال عام 1992. بالإضافة إلى نقاط الجوار في شرق البحر المتوسط وهي منطقة أعلى نسبية يشعر بها سكان بعض المدن المصرية دون تأثير.
عادة تسجل هذه المناطق زلازل غير محسوسة، وبين فترة وأخرى يحدث زلزال متوسط القوة يشعر به السكان في بعض المدن، كما الزلزال الذي وقع قبل فجر الجمعة.
ما عدد محطات الشبكة القومية للزلازل في مصر؟
لدينا نحو 120 محطة على مستوى الجمهورية، لكن نحو 80 محطة منها في الخدمة، في حين أن المحطات الأخرى بين الأعطال والصيانة.
هل المناطق النشطة في مصر ذات قوة متوسطة أم يمكن وقوع هزات بقوة كبيرة كما وقع في عام 1992؟
بداية، يجب التأكيد على عدم إمكانية التنبؤ بالزلازل على مستوى العالم. أما الجانب الأخر فإن زلزال 1992 لم يكن الأكبر الذي ضرب الأراضي المصرية في الفترة الحديثة، حيث سجل في عام 1995 هزة أرضية بقوة 6 درجات على مقياس ريختر بمنطقة العقبة، ولم توقع خسائر كبير نظرا لعدم وجود كثافة عمرانية في المنطقة. كما سجل في عام 1997 هزة أرضية أعلى نسبيا من زلزال 1992.
كما أكدنا في أكثر من مرة أن سبب ارتفاع خسائر زلزال 1992، يعود لحالة الهلع والذعر وعدم الاعتياد على التعامل مع الزلزال، بالإضافة إلى أن معظم الأبنية التي انهارت تأكد “الغش” في تشييدها، وعدم مراعاة المواصفات المطلوبة في البناء، وجرت تحقيقات بشأن الغش في مواد البناء آنذاك.
كما أسلفت أن خريطة المناطق النشطة زلزاليا هي معلومة..فهل تتخذ إجراءات احترازية من حيث البناء والكثافة السكنية والمواصفات الخاصة بالإنشاءات في هذه المناطق وهل تطبق حال وجودها؟
جهود الدولة المصرية ممثلة في رئاسة مجلس الوزراء، وإدارة الأزمات والكوارث، والقوات المسلحة بالتعاون مع المعهد، عملت على تحديث الاستراتيجية الوطنية لمواجهة مخاطر الزلازل والتسونامي، وبناء عليه تم إعداد دليل استرشادي لمواجهة مخاطر الزلازل.
وكيف يتم التعامل مع الإنشاءات والمباني السكنية في المناطق النشطة زلزاليا؟
يتم تحديث كود المباني بشكل دوري وجزء منه يتعلق بالأحمال الزلزالية والمعني به المعهد، لكن في بعض الفترات وهو على مستوى العالم، هناك قوانين وقرارات تتخذ ولا يتم متابعة تنفيذها، لكن الفترة الأخيرة ومع التوصيات التي يقوم بها المعهد، تتم حاليا متابعة الإجراءات المطلوبة للإنشاءات الحديثة والطرق الجاري تنفيذها. كما عقدنا العديد من الاجتماعات بعد زلزال تركيا بهدف دراسة الوضع وعدم المفاجأة بأي تطورات غير مدروسة يكون لها تداعيات على المواطنين أو الاستثمارات على الأراضي المصرية.
ما الذي خلصت إليه الاجتماعات التي عقدت بين المعهد والجهات المعنية؟
الاجتماعات مع الجهات المعنية ناقشت الاستعدادات والجاهزية للتعامل مع أي مخاطر تترتب على وقوع أي هزات أرضية تخلف خسائر، وكذلك التـأكيد على المحليات ووزارة الإسكان لمراجعة المباني والإنشاءات، ونصت التوصيات على مراجعة كافة البيانات والأكود الزلزالية (مطابقة المباني للمواصفات المخصصة لكل منطقة لتكون مقاومة لشدة الزلازل)، في المناطق النشطة زلزاليا.
ما الإجراءات التي يمكن اتخاذها حال عدم مطابقة الأكواد الخاصة بالإنشاءات العمرانية في المنطقة النشطة؟
نحن بانتظار التقارير من وزارة الإسكان كونها المعنية عن الأمر، خاصة أنها تعمل على تقييم هذه الأماكن في الوقت الراهن، وحال وجود مخالفات فإن الوزارة تتخذ الإجراءات الضرورية سواء كانت إزالة أو أي قرارات أخرى، بالتنسيق مع المحافظات.
هل هناك أي تغير طرأ على خريطة المناطق النشطة زلزاليا في مصر خلال السنوات الأخيرة؟
عادة يتم متابعة الخريطة وتحديثها بشكل دائم، لكن حتى الآن ليس هناك أي تغيرات في الخريطة، في حين أن المتابعة الدقيقة وحساب التمنطق الزلزالي والشدة الزلزالية تمثل أهمية لتحديث الأكواد الخاصة بالإنشاءات العمرانية في المناطق النشطة على مستوى مصر أو العالم بفترات زمنية متوسطها 5 سنوات، وهي فترة لا يحدث فيها تغير في النشاط الزلزالي في أي منطقة.
هل النشاط الزلزالي الذي سجل مؤخرا متزايد …وما الآليات التي تعمل عليها الحكومة في إطار التوعية للتعامل مع مخاطر الزلازل مع عدم إمكانية التنبؤ والتحذير من وقوعها؟
يجب الإشارة في البداية إلى أن النشاط الزلزالي الذي سجل مؤخرا هو ضمن النطاق الطبيعي، في مصر أو أي منطقة أخرى، لكن حجم الخسائر الذي سجل في تركيا خلق حالة من الهلع والذعر لدى الجميع ودفعهم بالتالي للتركيز بشكل أكبر مع أي هزات كانت تحدث في السابق دون الحديث عنها أو التخوف بنفس القدر الحالي، لذلك نطالب الجميع بتحري الدقة عند نشر الأخبار الخاصة بالزلازل.
أما فيما يتعلق بالتوعية أو الخرائط فهي متاحة عبر الموقع الرسمي للمعهد، بشكل دائم ومعلنة ويجرى تحديث أي معلومات في الإطار بشكل عام على الموقع الرسمي وعبر وسائل التواصل الخاصة بالمعهد.
في ظل حالة الهلع من احتمالية حدوث تسونامي في المتوسط..
ما هي الحالات التي يقع فيها المد الذي يحدث هذه الموجات؟
أحد أسباب موجات تسونامي بما يقرب من 80% هي الزلازل، حال وقوعها في المسطح المائي أو على الساحل مباشرة، حيث أن القوة الناتجة عن الزلزال تحدث حركة في القشرة الأرضية مولدة موجات تسونامي.
ما حدث في تركيا أن السلطات اعتقدت أن الزلزال في المنطقة الساحلية، وبناء عليه وجهت التحذيرات من احتمالية تسونامي، ووصلت الرسالة لجميع الدول على المتوسط، لكن خلال دائق تم التأكد من مركز الزلزال بأنه داخل اليابسة، وبعدها ألغي تحذير التسونامي.
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights