بروفايل

“إبراهيم السيد”: رمسيس المنصورة استغرق 3 أشهر من العمل المتواصل

المجسمات تصنع تواصل بين الحضارات القديمة والحديثة

حوار- أحمد إبراهيم

يعد مصمم ومنفذ تمثال رمسيس الثاني بمحافظة الدقهلية الدكتور إبراهيم أحمد السيد، أستاذ النحت وكيل كلية التربية النوعية بجامعة المنصورة الأسبق، واحداً ممن صنع إعجازاً فنياً وحضارياً، فموقع هذا التمثال بمدخل مدينة المنصورة أمام الاستاد الرياضي، يعد رمزاً لحضارة وتاريخ هذه المدينة الثرية بأهلها وإبداعها وتراثها ..  

  • ماذا عن صناعة تمائيل الميادين؟
  • صناعة تماثيل ومستنسخات لتزين الميادين وإضافة لمسات حضارية جمالية وتاريخية يتناسب وأي مدينة ليس أمراً سهلاً، فلابد من تكاتف عدد من الجهات لتصميم التمثال وتصنيعه فتصنيع أي تمثال أو مجسم هو مشروع متكامل يشارك به عدد من المتخصصين مثل مهندس مدني ومهندس زراعي ومهندس تخطيط إضافة للفنانين والنحاتين المشاركين في المشروع، وذلك لضبط ووضع النسب الصحيحة للتمثال.
  • ما المعوقات التي تواجه صناعة التماثيل؟
  • الفترة الأخيرة شهدت إرتفاع كبير بأسعار المواد الخام التي يتم تنفيذ التمثال بها والتي أصبحت مكلفة للغاية، خصوصاً التي يتم استيرادها من الخارج، كما أن أجور الفنين والفنانين العاملين بالمشروع في الغالب تكون مرتفعة جداً، لهجرة أغلب المتخصصين لدول أوروبا والخليج، وهو ما أدي لندرة المواهب المحترفين في هذا المجال، خصوصاً وأن هذا العمل يستلزم التفرغ التام لشهور عديدة والعائد يكون قليل بالنسبة لهذا الجهد والوقت المبذول، كذلك ضعف القدرات المالية لأغلب الجهات أو الأشخاص المنفذة لهذه النوعية من الفن، لذا يجب أن تكون الجهة المسئولة عن تنفيذ التمثال جهة تمتلك القدرة المالية والتنفيذية.
  • ما تقيمك لما يتم تصنيعه من تماثيل ومجسمات حالياً؟
  • حقيقة، أغلب التماثيل التي يتم تصنيعها حالياً دون المستوي، وهذا لأن أي عمل ميداني بأن محافظة لا يوجد له ميزانية أو بند لتجميل الميادين بالصورة المشرفة، وغالباً يتم الإعتماد علي رجال الأعمال وهم لا يقدمون الدعم المالي الكافي فيخرج المجسم والميدان بهذا الشكل الردئ، عكس ما حدث في تمثال رمسيس الثاني بمدينة المنصورة.
    د إبراهيم أحمد السيد
    د إبراهيم أحمد السيد
  • ماذا عن تمثال رمسيس الثاني بمدينة المنصورة؟
  • هذا التمثال وهذا المجسم لكي يتم صناعته شاركت به عدة جهات مثل وزارة الثقافة وكلية أثار جامعة القاهرة والمقاولون العرب ومحافظة الدقهلية إضافة إلي كلية التربية النوعية، وهذا التمثال استغرق تصميمه وتنفيذه ثلاثة أشهر، فالوصول لملامح التمثال أمر شاق جداً وعمل فني معقد يحتاج لوقت طويل وتجريب، ولقد شارك به أكثر من فنان من نحات ودهان ونجار وحداد وصبابين متخصصين.
  • ما سر بقاء هذا التمثال والمجسم؟
  • عمر تمثال رمسيس بمدينة المنصورة 16 عاماً الآن، وذلك لأنه صنع من مواد صديقة للبيئة ومعالجة لتحمل التقلبات الجوية والتغيرات المناخية، شبيه للمواد التي استخدمها الفراعنة في تصنيع التماثيل والمجسمات الفرعونية، أضافة لتصميم قاعدة خرسانية ممتازة من قبل شركة المقاولين العرب، وهو مجسم وتمثال يليق بأعظم وأقوي حضارة في العالم.
  • ما هي مواصفات هذا التمثال؟
  • تمثال رمسيس طوله 13 متراً ومكون من 40 قطعة أو “لقم” تم تصنيعها في نفس مكان التمثال الأصلي بسقارة، ثم قامت شركة المقاولين العرب بنقله لمدينة المنصورة بنفس كيفية وطريقة نقل تمثال رمسيس لسقارة سابقاً وأيضا بنفس العربة المجهزة لهذه النوعية من الآثار.
  • ماذا عن مسلة ميدان التحرير؟
  • هي إنجاز حضاري كبير، فكل ما سبق وتم تنفيذه بهذا الميدان المحوري والأهم بمصر، لم يكن يخدم أفكار وأهداف دولة ذات حضارات عريقة تحسدنا عليها كل الدنيا، فحتي فناني إيطاليا يحسدونا علي هذه التماثيل والمجسمات بالرغم من أن كل ميدان وشارع إيطالي به تمثال أو مجسم.
  • ما أهمية وجود مجسمات وتماثيل بالميادين ؟
  • وضع تماثيل فرعونية بالميادين أمر هام للتواصل الحضاري بين الأجيال وبين السواح والزوار لهذه المدينة، ففي إيطاليا لا يوجد ميدان إلا وبه مجسم أثري وفني علي الأقل يحقق القيم الجمالية ويهذب نفوس المواطنين ويجذب السائح الأجنبي.
  • هل يمكن أن نحقق عائد من هذه الصناعة؟
  • بالتأكيد، فإتقان صناعة المجسمات يخلق طلباً عليها من السواح الأجانب، ولكن يجب أن تصنع بإتقان وبصورة شبيه للأصلية ولكن بنسب مختلفة متفق عليها من قبل وزارة الأثار والسياحة والداخلية، وتصدير هذه النوعية من المجسمات سهل جداً ويجلب عملة صعبة كبيرة للبلاد بشرط إتقان الصنعة.
  • أقرأ أيضا .. https://masr306.com/9153/
  • لماذا أغلب تماثيل الميادين دون المستوي؟
  • لعدم فهم طبيعة الميدان والمكان الذي سيوضع به التمثال، وهو أمر يحتاج لدراسة متخصصة للمكان واختيار النموذج الأمثل له، وكذلك لعدم وجود تنسيق بين الجهات المختلفة، إضافة لاسناد هذه المهمة الحضارية التي تحتاج إلي الإتقان والخبرة والدراسة لغير المتخصصين، إضافة لعدم توافر القدرات المالية واللوجستية.
  • كيف نقضي علي هذه التشويه؟
  • أولا باسناد المهمة للمتخصصين أو من خلال مزايدات رسمية يتقدم له ذوي الخبرة، أو الاستعانة بنماذج وتماثيل تجريدية أو تعبيرية رمزية تناسب بيئة ومكان المجسم، أو علي الأقل الاعتماد علي طلبة كليات الفنون الجميلة أو كليات التربية النوعية قسم نحت.
تمثال رمسيس المنصورة
تمثال رمسيس المنصورة
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights