إقتصاد

الفوائد التي تجنيها مصر بانضمامها إلى بنك التنمية لـ”بريكس”

خبراء يحددون 6 فوائد تجنيها مصر

أكثر من 6 فوائد قد تجنيها مصر من انضمامها إلى بنك التنمية التابع لـ”بريكس”، منها ما هو اقتصادي ومنها ما هو مرتبط بطبيعة المرحلة الحالية التي يمر بها العالم.

دول بريكس: أرقام وحقائق - سبوتنيك عربي, 1920, 27.10.2016

أفاد الخبير الاقتصادي، رشاد عبده، اليوم الأربعاء، بأن انضمام مصر إلى بنك التنمية الجديد لتجمع “بريكس، يمثل نجاحاً جديداً لجهود الدبلوماسية الاقتصادية المصرية، سيساهم في تحقيق أهدافها التنموية والاقتصادية، ويعزز علاقاتها مع دول التحالف.
وقال عبده، في تصريحات لــ”سبوتنيك”، بأن “انضمام مصر إلى بنك التنمية الجديد لتجمع بريكس، يساهم في تحقيق أهدافها التنموية والاقتصادية، ويعزز علاقاتها مع دول التحالف”.

هذا وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قراراً جمهورياً بالموافقة على اتفاقية تأسيس وانضمام مصر إلى بنك التنمية الجديد التابع لتجمع “بريكس”، الاقتصادي المُكون من مجموعة دول “البرازيل وروسيا، الصين والهند وجنوب أفريقيا”، تمثل نحو 30 بالمئة من حجم الاقتصاد العالمي، ونشرت الجريدة الرسمية في مصر هذا القرار، بتاريخ 30 مارس الماضي، مع وثيقة انضمام القاهرة إلى البنك.

وشدد عبده على أن “مصر لم تنضم لــ”بريكس”، ودائماً ما يحدث خلط في الأمور، لأنها خطوة صعبة بعض ‎الشيء، في ظل وجود دول قوية مثل روسيا والصين، الهند والبرازيل”.

وأوضح أن “انضمام دولة قوية اقتصادياً مثل السعودية، أمر محتمل، وكذلك الجزائر لما كشفت عنه من آبار للنفط والغاز، وبالتالي يصعب انضمام مصر لما تعانيه من معوقات اقتصادية”، على حد تعبيره.

ويذكر أنه منذ تأسيس مجموعة بريكس، في 2009، تسعى الدول الأعضاء فيها، ولا سيما روسيا والصين، إلى تطوير نموذج اقتصادي جديد ينهي هيمنة القطب الواحد، ويفتح الباب أمام استراتيجية اقتصادية جديدة متعددة الأقطاب، واقترحتا بدء عملية توسيع مجموعة “بريكس”، لينضم إلى مشاورات “بريكس+” ممثلون عن الأرجنتين ومصر وإندونيسيا وكازاخستان ونيجيريا والإمارات العربية المتحدة والجزائر والمملكة العربية السعودية والسنغال وتايلاند، كما تقدمت إيران في يونيو 2022 بطلب للانضمام.

1- توفير قنوات تمويلية وتعزيز ثقة المجتمع الدولي

وقال عبده، إن الانضمام يمثل خطوة من شأنها أن توفر لمصر صلاحيات وقنوات تمويلية هائلة، متابعاً “الأمر سيعزز ثقة المجتمع الدولي ومؤسساته التمويلية، فضلاً عن هيئات التصنيف الائتماني في الاقتصاد المصري”.

2- إنجاح خطط التنمية المستدامة وزيادة الصادرات

ونوه الخبير إلى أن أحد مزايا انضمام مصر للبنك، بـ”الإسهام في نجاح خطط التنمية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن رؤية مصر 2030 و2063، فضلاً عن تشجيع التجارة وزيادة الصادرات”.

3- اقتصاد عالمي متعدد الأقطاب

وثمن عبده انضمام مصر لبنك التنمية الجديد، باعتبارها لبنة لزيادة حجم التعاون الاقتصادي بين دول المجموعة، ستضاهي التكتلات الغربية وستسهم في إزالة هيمنتها، ما يدعم التوجهات الخاصة بنظام اقتصاد عالمي متعدد الأقطاب”.

وحول ارتباط انضمام مصر لبنك يضم التحالف (بريكس)، ومدى تعارض هذا مع صندوق اقتراضها من صندوق النقد الدولي، شدد الخبير الاقتصادي المصري، على عدم وجود علاقة بينهما، قائلاً “مصر دولة حرة ولها سيادة ومن حقها عقد مجموعة من الاتفاقيات وترتيبات التعاون المالية والنقدية والاقتصادية مع أي دولة ترغب بذلك”.

ولفت إلى أن “مزايا انضمام مصر إلى تحالفات مختلفة تجعلها تنوع مصادر الدخل والاقتراض، وسيكون من الأفضل لها الانفتاح على الآخرين”.

واعتبر عبده، أن قبول أو رفض الصندوق لا أهمية له، مستطرداً “الصندوق كبد مصر مجموعة من الشروط القاسية التي اضطرتها للموافقة بسبب حاجتها إلى القروض”.

وأكد عبده أن “روسيا والصين لا تتصرفان من المنطلق الأميركي المتعالي مع الدول النامية، وإنما تشغلهما المساهمة في تحقيق التقدم والتنمية بتلك الدول”.

وبدروها، قالت الخبيرة الاقتصادية، هدى الملاح، إن “انضمام مصر لبنك يضم مجموعة “بريكس” سيوفر بالفعل، مجموعة من التسهيلات، أبرزها، المنح والقروض المُيسرة بفوائد مخفضة، بجانب الاستفادة من الخبرات الاقتصادية للدول المشاركة، والتمويلات الاستثمارية”.

6- استكمال مشروع “الضبعة” النووي من روسيا التي ساعدت ببناء السد العالي

وأكدت الملاح، أن الانضمام مهم لتكتل اقتصادي مهم، خاصة مع دول علاقتها مع مصر متميزة وبينها تعاون في مجالات سابقة.

ونوهت الخبيرة المصرية إلى أنه “بالنظر إلى الماضي سنجد روسيا هي من قدمت يد المساعدة والدعم في بناء السد العالي، والمصانع، فضلاً عن استكمالها مشروع الضبعة النووي”.

ومن جانبه، رأى الخبير الاقتصادي والاستشاري المصرفي، وائل النحاس، أن “سلبيات وإيجابيات انضمام مصر إلى بنك التنمية الجديد لتجمع “بريكس”، أمر لا يمكن حسمه في هذه المرحلة”.

وأكد أنه “من الصعب حصر إيجابيات وسلبيات هذه الخطوة حاليًا، لأنها تعتمد بالأساس على التبادل بالعملات المحلية، ومصر تواجه أزمة وعجزًا في الموازين التجارية، وما زالت هناك عقبات قائمة أمام البحث عن العملة الصعبة”.

نجاح كبير للدبلوماسية المصرية

ورأى النحاس أن “الدخول في تكتل قوي مثل هذا، يمثل نجاحاً جديداً لجهود الدبلوماسية الاقتصادية المصرية”، مستدركاً “ولكن كان لا بد من حساب نتائج وتبعات هذا الانضمام”.

وفسر وجهة نظره بأن مصر مقترضة بالفعل من صندوق النقد الدولي، قائلاً “نحن جميعاً نعلم من المهيمن على قرارات صندوق النقد الدولي، وبالتالي تحويل مسار البوصلة المصرية شرقًا في ظل الأزمة بين الجانب الأميركي -الغربي، والجانب الروسي – الصيني، من الممكن أن يسفر عن تداعيات يصعب التكهن بها”.

وأعرب النحاس عن تخوفه من ضغط صندوق النقد الدولي على بعض المؤسسات، للامتناع عن منح التمويلات لمصر، أو خفض التصنيف الائتماني لمصر، مضيفاً “السياسة هي المتحكمة حالياً في الاقتصاد وليس العكس”.

وشدد على ضرورة “توفير العملة الصعبة، التي تستطيع عبرها مصر معالجة بعض السلبيات والمشاكل الاقتصادية”، منوهاً “من يستطيع توفير العملة الصعبة هو الأجدر بإبرام جميع الاتفاقيات معه والانضمام إليه في تكتلات”.

وأقرت الاجتماعات حينها مصر العضو الرابع الجديد، حيث تم قبول عضويتها ضمن التوسعة الأولى لنطاق انتشار البنك عالمياً، وسبقتها، منذ سبتمبر 2021، كل من بنجلاديش والإمارات العربية المتحدة وأوروجواي.
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights