أخبار عربية وعالمية

مستشارو بايدن يبحثون مع السعودية إنهاء حرب اليمن

 

الرئيس الأمريكي جو بايدن مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال قمة جدة في المملكة العربية السعودية، اليوم السبت 16 يوليو/ تموز 2022 - سبوتنيك عربي, 1920, 14.04.2023

شهدت مدينة جدة السعودية الليلة الماضية لقاء بين كبار مستشاري الرئيس جو بايدن وولي العهد محمد بن سلمان لبحث جهود إنهاء الحرب في اليمن.
ونقل موقع “أكسيوس” عن متحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أن كبار مستشاري الرئيس الأمريكي بايدن بريت ماكغورك وعاموس هوكستين، والمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، التقوا بولي العهد السعودي في جدة الليلة الماضية وناقشا جهود إنهاء حرب اليمن.
ويعد ماكغورك وهوكستين أكبر المسؤولين الأمريكيين الذين يزورون المملكة العربية السعودية منذ اندلاع الأزمة بين البلدين بعد القرار الذي تقوده السعودية بخفض إنتاج النفط في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. تشير الزيارة إلى تحسن العلاقات بين واشنطن والرياض، بحسب الموقع الأمريكي.
جهود لإنهاء الحرب
وأكد المسؤولون الأمريكيون على الأهمية التي يوليها الرئيس بايدن منذ فترة طويلة لإنهاء “الصراع في اليمن”، ورحب الجانبان بالتنسيق الوثيق بينهما الذي أدى إلى هدنة بوساطة الأمم المتحدة قبل عام، وقد ساعد ذلك منذ ذلك الحين، في السعي إلى “وضع شروط لسلام أكثر ديمومة”.
كما أكد ماكغورك وهوكستين وليندركينغ على دعم الولايات المتحدة الدفاع عن المملكة العربية السعودية ضد التهديدات من اليمن أو أي مكان آخر وشددوا على الحاجة إلى تشكيل تكامل واستقرار إقليمي أوسع من خلال مزيج من الدبلوماسية والردع والاستثمار الجديد ومبادرات البنية التحتية، وفق المصدر ذاته.
وكانت إدارة بايدن قد رحبت بالاتفاق بين السعودية وإيران بشأن استئناف العلاقات الدبلوماسية واعتبرته خطوة تزامنت مع السياسة الأمريكية لخفض التصعيد الإقليمي والجهود المبذولة لإنهاء الحرب في اليمن.
تحركات سعودية
وعقد وفدان من السعودية وسلطنة عمان، الأحد الماضي، مباحثات مع قيادات في جماعة “أنصار الله” في صنعاء، تناولت سبل إحلال السلام في اليمن.
وتأتي زيارة الوفدين العماني والسعودي إلى صنعاء، بعد إعلان “أنصار الله” على لسان عضو المكتب السياسي للجماعة محمد البخيتي، التوصل إلى تفاهمات مع السعودية، في جميع الملفات بما في ذلك تجديد هدنة الأمم المتحدة المنقضية في اليمن، مطلع أكتوبر الماضي، وملف تحقيق السلام الشامل، مؤكدةً أن تنفيذ تلك التفاهمات سيكون على مرحلتين؛ مرحلة الهدنة، ومرحلة الحل الشامل.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، في الثاني من أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة “ًأنصار الله” إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت في اليمن 6 أشهر.
استجابة محسوبة
ونقل “أكسيوس” عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن المسؤولين الأمريكيين التقوا الليلة الماضية أيضا بمسؤولين سعوديين كبار آخرين، بمن فيهم وزير الدفاع خالد بن سلمان.
وصرحت المتحدثة للموقع: “ناقش المسؤولون الأمريكيون مع نظرائهم السعوديين قضايا مثل أمن الطاقة، والتعاون في مجال الطاقة النظيفة، والاستثمار في الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية والاستثمار (PGII)، ومشاريع شبكة الوصول اللاسلكي المفتوح (ORAN) لدعم إمكانية الوصول إلى شبكات الجيل الخامس والسادس”.
في وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت المملكة العربية السعودية ومنتجو النفط الرئيسيين الآخرين في “أوبك +” أنه اعتبارا من شهر مايو، سيخفضون الإنتاج بأكثر من مليون برميل يوميا، وستستمر التخفيضات حتى نهاية العام، ولكن على عكس أكتوبر الماضي، بدا أن استجابة إدارة بايدن محسوبة.
ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، يستقبل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في قصر السلام، جدة، السعودية، 15 يوليو/ تموز 2022 - سبوتنيك عربي, 1920, 12.10.2022
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحفيين إن السعوديين أخطروا إدارة بايدن مسبقًا بالخطوة وأكدوا أن الولايات المتحدة “لا توافق” على القرار.
أزمة خفض الإنتاج
قبل رحلة ماكغورك وهوكستين، تحدث مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان يوم الثلاثاء عبر الهاتف مع ولي العهد السعودي واتفقا على “تسريع الاتصال بين فرق الأمن القومي السعودي والأمريكي”.
وتوترت العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية منذ تولي إدارة بايدن السلطة.
عندما زار بايدن السعودية في يوليو الماضي، بدا أن كلا البلدين يحرزان تقدمًا تدريجيًا نحو تحسين العلاقات.
لكن في أكتوبر تصاعدت التوترات مرة أخرى عندما قاد السعوديون خطوة لخفض إنتاج النفط العالمي. ورأت الولايات المتحدة في هذه الخطوة انتهاكًا للتفاهم الذي توصلت إليه مع السعودية قبل زيارة بايدن للمملكة.
وانتقدت الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، قرار “أوبك +”، واعتبرته “قرارا قصير النظر، ويمثل انحيازا لروسيا”، حيث تسعى دول الغرب للتأثير سلبا على مبيعات روسيا من النفط والغاز منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية.
ووصل الأمر إلى أن أعلن الرئيس الأمريكي بايدن أنه يجب على واشنطن الآن “إعادة التفكير” في علاقتها مع الرياض بعد القرار.
ورفضت السعودية، هذه التصريحات “التي لا تستند إلى الحقائق”، وأشارت إلى أن قرار “أوبك +” اتُخذ بالإجماع من كافة دول المجموعة.
وشددت المملكة على أنها لا تقبل أي نوع من الإملاءات، وترفض أي تصرفات تهدف لتحوير الأهداف، التي تسعى إليها لحماية الاقتصاد العالمي.

“أنصار الله”: المفاوضات مع الوفد السعودي اتسمت بـ”الجدية والإيجابية”

علقت جماعة “أنصار الله” اليمنية، اليوم الجمعة، على المفاوضات بين الوفدين السعودي واليمني، في صنعاء.
وقال الناطق باسم الجماعة، محمد عبد السلام، إن المفاوضات مع الوفد السعودي بحضور الوفد العماني اتسمت بـ”الجدية والإيجابية”.
وأضاف على “تويتر”: “أنهت الوفود أعمال التفاوض في العاصمة صنعاء بعد نقاشات اتسمت بالجدية والإيجابية، وبتقدم في بعض القضايا، على أمل استكمال البحث في القضايا العالقة في وقت لاحق إن شاء الله تعالى”.
وواصل المتحدث باسم “أنصار الله”: “متقدمين بالشكر الجزيل للأشقاء في سلطنة عمان لما بذلوه من جهود مسؤولة لتذليل الصعاب ودعم خيار السلام”.
ووصل، اليوم الجمعة، العشرات من أسرى جماعة “أنصار الله” اليمنية، إلى مطار صنعاء الدولي، بعد إفراج الحكومة اليمنية عنهم ضمن “اتفاق الأسرى” الذي توصل إليه الطرفان، ويشمل في مرحلته الأولى تبادل نحو 320 أسيرا.
وأفاد مصدر في مطار صنعاء لوكالة “سبوتنيك”، بأن طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية، وصلت من عدن على متنها 125 أسيرا من جماعة “أنصار الله”، عقب الإفراج عنهم من قبل الجيش اليمني، والقوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي لليمن والقوات الجنوبية.
وأشار المصدر إلى أنه من المقرر وصول رحلة أخرى، في وقت لاحق اليوم، تحمل نحو 125 أسيرًا آخرين، ليصبح إجمالي أسرى الجماعة المفرج عنهم اليوم 250 أسيرا.
وتأتي العملية ضمن تنفيذ “اتفاق الأسرى”، الذي توصلت إليه الحكومة اليمنية وجماعة “أنصار الله”، خلال محادثات رعتها الأمم المتحدة في سويسرا، في أواخر مارس الماضي، ويشمل تبادل 887 أسيراً على ثلاث مراحل، على مدى 3 أيام.
وأعلنت لجنة الأسرى في جماعة “أنصار الله” اليمنية، يوم السبت الماضي، وصول 13 أسيرا من أسرى الجماعة إلى مطار صنعاء الدولي، مقابل أسير سعودي أفرجت عنه الجماعة في وقت سابق، ضمن الاتفاق.
وأعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في 20 مارس الماضي، اتفاق الحكومة اليمنية وجماعة “أنصار الله”، خلال اجتماع اللجنة الإشرافية السابع لتنفيذ اتفاق تبادل المحتجزين الذي استضافته سويسرا، على خطة تنفيذية للإفراج عن 887 محتجزًا، والتزامهما بتبادل زيارات مشتركة إلى مرافق الاحتجاز التابعة لكل منهم، وتمكين الوصول إلى جميع المحتجزين خلال الزيارات.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights