دائما ما نرجع إلى التاريخ ليعلمنا كيف يسير الواقع ؟
إن أردت فهم الواقع أو التنبأ بالمستقبلةفعليك أن تمعن النظر في حوادث التاريخ .
علمنا التاريخ أن الجيوش الفقيرة هي التي انتصرت في الحروب، خصوصاً الشديدة منها فالإسكندر الأكبر أنجز تلك الانتصارات والتوسعات بجيش فقير من المقدونيين اخترق به جيوش داريوس الثالث، ملك الفرس كثير الكنوز.
وخرج جنكيز خان من الخيام على رأس المغول الفقراء لكي ينتصر على القوى الصينيّة والفارسيّة.
جنكيز خان.
وعندما انتصر جورج واشنطن أول رئيس أميركي على البريطانيين، وحقق الاستقلال للشعب الأمريكي كانت معظم قواته ترتدي الخرق والملابس البالية.
والفيتناميون أجبروا قوات أمريكا العظمى على الانسحاب من بلادهم التي كانت أفقر دول العالم آنذاك. الشيء نفسه يمكن أن يقال عن هزيمة الأميركيين في أفغانستان.
ويُروى أن كروسُس ملك ليديا، هدَّدَ سولون ملك أثينا بالهزيمة متفاخراً بما يملك من ذهب. وقال له سولون إن الحروب تُربحُ بالحديد لا بالذهب. حتى التكنولوجيا، أو السلاح المتقدم لا يمكن أن يحسم الحروب من دون العنصر البشري مثل ما كان يقول مكيافيللي
علمنا التاريخ أن الحروب تلحقتها مصالحات وأحياناً تحالفات. ولم يدم النصر لأحد فهذا نابليون بونابرت الذي حقق الرقم القياسي الأول في عدد الانتصارات، انتهى مهزوماً في معركة واترلو. وهذه ألمانيا وفرنسا تصبحان أقرب الدول إلى بعضها بعد قرون من الحروب والحقد والانتقامات. ها هم الأميركيون يملأون مدن فيتنام والعكس بالعكس أيضاً. وإذا ما كانت فرنسا هي الدولة الأكثر حروباً في التاريخ تليها بريطانيا، فإن خوف الدولتين اليوم من الداخل وليس من الخارج.
نابليون بونابرت.
والتاريخ مستمر في تكرار نفسه حروب لا تنتهي وسلام لا يدوم وما أشبه الليلة بالبارحة وكما يقول كارل ماركس إن «التاريخ يعيد نفسه فى المرة الأولى كمأساة، وفى المرة الثانية كمهزلة»، وهي مقولة أثبتت قدرة دائمة على إثارة الإعجاب والقابلية للإثبات.
