إقتصاد

مؤشر الجنيه المصري، وارتباطه بالدولار الأمريكي

الجنيه المصري والدولار الأمريكي - سبوتنيك عربي, 1920, 16.08.2023

تسعى مصر منذ عدة أشهر لإطلاق مؤشر الجنيه، والذي جرى استحداثه للمرة الأولى في تاريخها بهدف قياس قيمة الجنيه مقابل سلة من العملات وعناصر أخرى كالذهب وغيره.
وفي حال صدر قرار استحداث مؤشر للجنيه المصري في الفترة المقبلة بشكل رسمي، فستكون المرة الأولى التي يفك فيها الجنيه المصري ارتباطه التاريخي بالدولار الأمريكي.

فما هى أهداف هذا التحول المصري؟

بداية يقول أبو بكر الديب، الباحث المصري في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، أن اطلاق مؤشر الجنيه المصري الذي يستعد البنك المركزي لإطلاقه يضم سلة من العملات الدولية والذهب وليس الدولار الأمريكي فقط.

تغيير الثقافة

وهذا المؤشر يحقق ثلاثة أهداف منها، تغيير الصورة الذهنية للمواطنين والتي تربط بين سعر صرف الجنيه المصري والدولار، فالبلاد ليست في حاجة لربط سعر الجنيه بالدولار مثل الدول الخليجية، التي تربط سعر عملتها بالدولار الأمريكي لأن اقتصادها قائم على تصدير النفط في الأسواق العالمية مقابل استيراد مجموعة كبيرة من السلع الاستراتيجية والأسلحة والتكنولوجيا الحديثة من الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار الديب، إلى أن مصر لن تجد صعوبات كبيرة في التحرر من التبعية للدولار واستخدام مؤشر الجنيه الذي يستند إلى سلة من العملات الدولية وليس الدولار فقط، حيث أن واشنطن ليست الشريك التجاري الأساسي لمصر.
ويكمل الباحث الاقتصادي، هناك هدف ثاني للتحول إلى سلة العملات أو عدد من العملات وعدم بقاء الدولار هو المؤشر الوحيد لقوة وضعف الجنيه وهو إيجاد سعر صرف واقعي بدلا من الاعتماد على عملة رئيسية مثل الدولار، وأخيرا محاولة بناء احتياطي نقدي متنوع من العملات وليس فقط بالدولار.
الجنيه المصري والدولار - سبوتنيك عربي, 1920, 15.08.2023

خبيرة: أي تعويم جديد للجنيه المصري يجب أن يكون “آخر الحلول”

عقدة الدولار

وأوضح الديب، أن الكثير من دول العالم تطبق هذا المقياس، وهناك عدة مؤشرات رئيسية للعملات مثل مؤشر الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني والدولار الكندي ويتم إنشاء المؤشر ليضم سلة من العملات بوزن نسبي متباين.
ولفت إلى أن انضمام مصر إلي منظمة “بريكس” ومؤسساتها المختلفة بالتعاون مع منظمة دول شنجهاي للتعاون، يساعد في مسار تغيير عملة تسوية المعاملات التجارية بقبول تلك التسويات بالعملات المحلية لتلك المجتمعات المختلفة، من أجل تعديل الموازين التجارية وقبول تسوية المعاملات بالجنيه المصري.
واختتم الديب، أن تلك الخطوة من جانب البنك المركزي المصري مهمة جدا وبداية لطريق التحرر من عقدة الدولار الأمريكي بعد ارتباط وثيق غير معلن رسميا لأكثر من ستة عقود خسر خلالها الجنيه المصري الكثير، كما تعمل تلك الخطوة علي إيجاد سعر صرف واقعي بدلا من الاعتماد على عملة رئيسية مثل الدولار الأمريكي.

تقييم واقعي

من جانبها تقول حنان رمسيس، خبيرة سوق المال المصري، قرار البنك المركزي بالاستعداد لإطلاق مؤشر خاص بالجنيه المصري يضم سلسلة من العملات الدولية والذهب، بهدف تغيير ربط ثقافة الجنيه بالدولار، لم يكن أول قرار لقياس أداء العملة، فهو مطبق في الكثير من الدول وهناك عدة مؤشرات رئيسية للعملات مثل مؤشر الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني والدولار الكندي، ويتم إنشاء المؤشر ليضم سلة من العملات بوزن نسبي متباين، بهدف إيجاد سعر صرف واقعي بدلا من الاعتماد على عملة رئيسية مثل الدولار الأمريكي.
وأضافت في حديثها لـ”سبوتنيك”، أن الهدف من اطلاق مؤشر الجنيه 2023، هو تغيير الصورة الذهنية للمواطنين والتي تربط بين سعر صرف الجنيه المصري والدولار.
وأشارت رمسيس، إلى أن الربط بين الجنيه والدولار أمر مغلوط، لأن الولايات المتحدة ليست الشريك التجاري الأساسي لمصر بل مصر متعددة الحلفاء.
الجنيه المصري والدولار - سبوتنيك عربي, 1920, 14.05.2023

لهذه الأسباب تؤجل مصر قرار تعويم الجنيه

المؤشر والتعويم

وحول تأثير تلك الخطوة على الوضع الاقتصادي المصري ترى رمسيس، أن تلك الخطوة يمكن أن تخلق نوعا من الثبات في سعر العملة على المدى القصير ويزيل المخاوف من عدم توافر احتياطي نقدي من الدولار الأمريكي، كما يساعد تلك الخطوة خطوات أخرى مثل الانضمام إلى تجمع “البريكس” والتعويمات التجارية ما بين روسيا ومنطقة البريكس.
ولفتت خبيرة سوق المال إلى أن مؤشر الجنيه أو ربطه بعملات أخرى غير الدولار قد يدفع مصر إلى الإبطاء في عملية التعويم التي يجري الحديث عنها، لأنه في تلك الحالة لن يكون الجنيه مقابل الدولار فقط، بل ستكون هناك سلة أخرى من العملات تحدد سعر عادل للجنيه ويعطيه قوة أمام سلة العملات ولا يكون مرتبط فقط برفع سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي.
ومنذ مارس 2022، تواجه مصر أزمة شح النقد الأجنبي، نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة عالميا والظروف الدولية، ما أسفر عن العديد من النتائج السلبية بما في ذلك ارتفاع فاتورة استيراد السلع الأساسية.
وفي 3 أغسطس الجاري، رفع البنك المركزي المصري، سعر الفائدة بواقع 100 نقطة أساس بمعدل 1 في المئة.
ووقتها، قالت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري في بيان: “تقرر رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 19.25 في المئة، 20.25 في المئة و19.75 في المئة، على الترتيب. كما تم رفع سعر الائتمان والخصم بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 19.75 في المئة”.
وكان المركزي المصري قد رفع أسعار الفائدة، منذ مارس 2022، بما مجموعه 1000 نقطة أساس.
وشهدت معدلات التضخم في مصر ارتفاعا قياسيا، إذ بلغ معدل التضخم القياسي، في شهر ديسمبر الماضي، 24.5 في المئة، وفقا لبيانات البنك المركزي، قفزا من 21.9 في المئة في نوفمبر، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وهو أعلى معدل للتضخم تشهده مصر، في السنوات الخمس الأخيرة.

أي تعويم جديد للجنيه المصري يجب أن يكون “آخر الحلول”

أكدت حنان رمسيس، الخبيرة المصرية في سوق المال، أن الوضع الاقتصادي الحالي في مصر يحتاج إلى خليط من الإجراءات العاجلة داخليا وخارجيا وعلى المستوى القصير والطويل، من أجل توفير العملات الصعبة وعدم اللجوء إلى تخفيض جديد لسعر صرف الجنيه.
وقالت الخبيرة المصرية يوم الثلاثاء، يمكن علاج الأزمة بدمج عدد من البدائل والحلول معا، لكن الجميع يتوقع أن يكون هناك تحريك جديد لسعر صرف الجنيه مع مراجعة صندوق النقد الدولي، والتحريك هو أحد الحلول المطروحة ويعد الأكثر إيلاما للمواطن المصري، وقد رأينا ما حدث خلال عمليات التعويم السابقة، من تضخم وارتفاعات جنونية للأسعار، قد يكون تحريك سعر الصرف أحد الحلول، لكن يجب تطبيق باقي الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي.
وترى رمسيس، أن البنك المركزي سوف يستمر في خطوات إصدار الشهادات الإدخارية ذات العوائد المرتفعة والتي يخاطب بها العاملين المصريين في الخارج أو المتعاملين بالدولار والتي قد تكون أعلى من آخر عمليات رفع لأسعار الفائدة التي أقرتها لجنة السياسات بالبنك المركزي، وقد يلجأ المركزي لحلول أخرى من بينها زيادة نسبة الصادرات والاستيراد بعملات أخرى غير الدولار، لأن الدولار ضمن أسباب التضخم خلال الفترة الحالية.
وشددت رمسيس، على ضرورة وقف عملية التدهور وإيقاف المشاريع الكبرى التي تستخدم الدولار وأيضا التي تستخدم سيولة كبيرة، وتأجيل تلك العمليات إلى أن تستقر الأوضاع الاقتصادية، لأن أي ارتفاعات جديدة في الأسعار سوف تصاحبها مخاوف كبرى من عملية الانفجار في الشارع الذي لم يعد قادر على تحمل تداعيات تخفيض قيمة الجنيه.
طرحت مصر، لأول مرة وثيقة معاش لمواطنيها في الخارج بالدولار، وذلك ضمن مبادرات حكومية تستهدف زيادة الحصيلة الدولارية.
وأعلنت شركة “مصر للتأمينات الحياة” (حكومية)، أمس الاثنين، بالتعاون مع البنك الأهلي المصري لإطلاق أول وثيقة معاش بالدولار، تحت اسم “معاش بكرة بالدولار”.
وأضاف فريد في تصريحات نقلتها صحيفة “المصري اليوم”: “توفر الوثيقة برنامج تأميني متكامل، بالإضافة إلى مميزات الاستثمار والادخار التراكمي، بما يضمن الحصول على مبلغ تقاعد مناسب عند الوصول إلى السن الذي يختاره المواطن”.
وأشار إلى أنه يمكن للمواطنين المصريين في الخارج شراء الوثيقة إلكترونيا عبر التطبيق المخصص لذلك.
وقال أحمد عبد العزيز، العضو المنتدب لشركة مصر لتأمينات الحياة إن الوثيقة الدولارية تتيح ثلاثة اختيارات للحصول على قيمتها عند الوصول إلى سن الاستحقاق المتفق عليه حسب رغبة حاملها، موضحا أنه يمكن الحصول على مبلغ الوثيقة دفعة واحدة أو في صورة دفعات شهرية مضمونة لمدة 10 أو 15 سنة.
ولفت عبد العزيز إلى أنه “يتم صرف قيمة الوثيقة أو دفعات المعاش الشهرية عند الوصول إلى سن الاستحقاق أو في حالة الوفاة أو العجز الكلي الدائم قبل بلوغ هذا السن طوال فترة الوثيقة”، مشيرا إلى أن “الحد الأدنى لعمر الوثيقة الواحدة 5 سنوات”.
وأكد أنه “يمكن لجميع المواطنين الحصول على هذه الوثيقة بداية من عمر 18 عام وبحد أقصى 59 عام ومن دون إجراء كشف طبي في أي سن، ويكون الحد الأدنى للقسط الوحيد 500 دولار أمريكي وبحد أقصى 10000 دولار للوثيقة الواحدة خلال العام”.
ومنذ مارس 2022، تواجه مصري أزمة شح النقد الأجنبي، نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة عالميا والظروف الدولية، ما أسفر عن العديد من النتائج السلبية بما في ذلك ارتفاع فاتورة استيراد السلع الأساسية.
وفي 3 أغسطس الجاري، رفع البنك المركزي المصري، سعر الفائدة بواقع 100 نقطة أساس بمعدل 1 في المئة.
ووقتها، قالت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي المصري في بيان: “تقرر رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 19.25 في المئة، 20.25 في المئة و19.75 في المئة، على الترتيب. كما تم رفع سعر الائتمان والخصم بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 19.75 في المئة”.
وكان المركزي المصري قد رفع أسعار الفائدة، منذ مارس 2022، بما مجموعه 1000 نقطة أساس.
وشهدت معدلات التضخم في مصر ارتفاعا قياسيا، إذ بلغ معدل التضخم القياسي، في شهر ديسمبر الماضي، 24.5 في المئة، وفقا لبيانات البنك المركزي، قفزا من 21.9 في المئة في نوفمبر وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وهو أعلى معدل للتضخم تشهده مصر، في السنوات الخمس الأخيرة.
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights