التعليم والبحث العلمي

الصناعة المصرية تغزو “الفجالة” في موسم العودة للمدارس

سوق الفجالة الخاص بالمستلزمات المدرسية في مصر - سبوتنيك عربي, 1920, 11.09.2023

اعتاد كثير من المصريين على الذهاب إلى سوق “الفجالة” عندما تقترب بداية العام الدراسي لشراء مستلزمات المدارس الخاصة بأبنائهم بأسعار مخفضة.
ومنذ إعلان وزارة التربية والتعليم أن العام الدراسي الجديد سينطلق في نهاية سبتمبر، بدأ أولياء الأمور يتوافدون إلى سوق “الفجالة”، التي ربما تساعدهم في تخفيف الأعباء المالية التي يتحملونها خاصة مع ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة.

الشراء بالجملة

ويتميز سوق الفجالة عن أماكن البيع الخارجية في أن جميع الأدوات المدرسية متاحة في مكان واحد، كما أنه يوفر إمكانية البيع القطاعي بأسعار أفضل، إضافة إلى إمكانية الشراء بالجملة من بعض الأماكن ويشمل ذلك الكراسات والأقلام والكتب الخارجية والحقائب وغيرها.
قبيل انطلاق مؤتمر المبادرة المصرية للمنح الدراسية والسياحة التعليمية
 - سبوتنيك عربي, 1920, 28.08.2023

وزير التعليم العالي المصري يوضح المستفيدين من “المبادرة المصرية للمنح الدراسية والسياحة التعليمية”

ماذا يقول المصريون عن سوق الفجالة؟

“الفجالة” هي “أساس ومركز مصر في بيع الأدوات المدرسية، ومنذ قديم الأزل ونحن نتوجه إليها لشراء مسلتزمات المدراس، وأنا كمعلم لازلت أيضا ولي أمر لأبنائي”، هكذا تحدث محمود حسن، معلم وولي أمر لأربعة طلاب.
ويضيف محمود حسن لـ “سبوتنيك”: “أزور الفجالة مثل أي ولي أمر لأشتري مستلزمات أبنائي بسعر مخفض، لكني أتأثر مثل الآخرين بأي تغير في الأسعار”.
ويقول عصام سيد، عامل في منطقة الفجالة: “أنا أعمل في بيع الأدوات المكتبية والمدرسية في منطقة الفجالة منذ أن كان عمري 14 عاما، والمصريين يرتادون منطقة الفجالة سنويا لشراء مستلزمات المدارس الخاصة بأبنائهم بأسعار مخفضة”.

زيادة الأسعار

وتابع لـ “سبوتنيك”: “لكن الحقيقة أننا نواجه مشكلة في موسم الدراسة المقبل بسبب زيادة الأسعار بنسب تتراوح بين 60 إلى 70 في المئة، وشمل ذلك جميع المواد الخام سواء ورق أو بلاستيك”.
محمود ممتاز، رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية المصري - سبوتنيك عربي, 1920, 29.07.2023

رئيس جهاز المنافسة المصرية: الممارسات الاحتكارية تزيد الأسعار بنسبة تصل إلى 50%
ويضيف عصام: “الإقبال هذا العام منخفض جدا، ويمكنني أن أقول أنه لا يزيد عن 30 في المئة، مقارنة بنسب الإقبال خلال العام الماضي”، مشيرا إلى أن ذلك يشمل عدد الزبائن الذين يزورون منطقة الفجالة والقوة الشرائية لهم.
وتابع: “من كان يشتري في العام الماضي 10 رزم من الكراريس، يشتري هذا العام رزمة واحدة وبعد فصال وجدل حول الأسعار”.

مشكلة المستورد

وحول مشكلات الاستيراد، علق عصام قائلا: “بالطبع الاستيراد خلق مشكلة كبيرة في سوق الفجالة”، مضيفا: “أصبحنا اليوم ننتج جميع مستلزماتنا في مصر، لكن يجب أن نشير إلى أن جودة المنتج المحلي لا تقارن بجودة المنتج المستورد”.
الرئيس الصيني، شي جين بينغ، مع نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي - سبوتنيك عربي, 1920, 27.09.2022

استثمارات بالمليارات ومدارس لتعليم اللغة الصينية… منافع متبادلة من توسيع بكين لوجودها في مصر
وتابع: “الحقيقة أن ارتفاع الأسعار هو ما تسبب في كل تلك المشكلات، فعلينا أن نستوعب أن مشكلة ارتفاع سعر الدولار أثر على كل شيء”.

العقبة الكبرى

وعن أكبر المشاكل التي يواجهها أولياء الأمور هذا العام، يقول عصام سيد: “لدي ابنة بكلية الإعلام وابن في كلية تجارة وفتاة في مرحلة الثانوية العامة، والحقيقة أن المستلزمات الدراسية ليست مشكلتها الكبرى في الكراريس والكشاكيل، وإنما في شراء الكتب الدراسية”، مشيرا إلى أن “الكتاب الذي كان يشتريه لأبنائه، في العام الماضي، بـ 50 جنيه أصبح هذا العام بسعر 180 جنيه”.
وتابع: “أنا أعمل في البيع ولا أحصل على راتب، وكل قطعة أبيعها لا توفر لي أكثر من 5 جنيهات، وهو ما يعني أنني بحاجة إلى بيع أكبر قدر ممكن من المستلزمات المدرسية حتى أوفر مبلغا معقولا يمكنني من تلبية احتياجات أبنائي”.
وبالعودة للمعلم محمود حسن، فقد قال في هذه النقطة، إن سوق منطقة الفجالة لم تتغير عن الأعوام السابقة فيما يتعلق بالبضاعة نفسها، لكن الاختلاف الوحيد هو ارتفاع الأسعار الملحوظ، مضيفا: “أحاول بقدر الإمكان أن أتماشى مع ارتفاعات الأسعار وأن أشتري لأبنائي الأساسيات المهمة”.

رؤى متضاربة

يرى رضا أبو سريع، عامل في منطقة الفجالة، أن “الموسم جيد، والمصريين بدأوا في ارتياد سوق الفجالة والشراء والأسعار تتراجع تدريجيا”.
لكن هذه الرؤية يعارضها شعبان غريب، مدير تشغيل في شركة أدوات مكتبية، وقال إن العاملين في سوق الفجالة اعتادوا أن يكون الرواج والإقبال أضعاف ما نراه هذا العام، مشيرا إلى أن سبب انخفاض الإقبال هو ارتفاع الأسعار.
تلاميذ خلال استراحة في مدرسة مهابة في عزبة النحل في القاهرة، مصر 13 أكتوبر 2018 - سبوتنيك عربي, 1920, 17.10.2021

التعليم المصرية تعلن ضوابط العمل التطوعي في المدارس
وأضاف: “أنا أعمل بسوق الفجالة منذ عام 1990، وعندما نقارن العام الحالي بالأعوام السابقة، فإن مشتريات زبائن الموسم الحالي تراجعت بنسبة قد تصل إلى 50 في المئة”، مشيرا إلى أنه لا يشتري المستلزمات المدرسية لأبنائه بشكل موسمي وإنما “أشتري لهم كراسة وكشكول، وأتابع حتى ينتهون من استخدامهم، ثم اشتري مرة أخرى بسبب ارتفاعات الأسعار”.

نصائح وبدائل

ولمواجهة أزمة غلاء الأسعار في الموسم الدراسي الحالي وتقليل الالتزامات المالية المطلوبة من أولياء الأمور لهذا الغرض، يقدم خبراء نصائح وبدائل يمكن الاستفادة منها تشمل:

وضع خطة لشراء المستلزمات الدراسية حتى يمكن توفير الاحتياجات الأساسية.

التسوق بعقلانية وتجنب شراء أشياء غير مهمة وخاصة فيما يتعلق بالكشاكيل والحقيبة المدرسية والزي المدرسي.

تخصيص مبالغ محددة لكل بند من بنود المستلزمات المدرسية، وفقا للميزانية المتاحة لوي الأمر وعدد الأبناء.

البحث عن عروض وخصومات يمكنها توفير المبالغ المطلوبة لشراء قائمة المستلزمات المطلوبة.

إعادة استخدام المستلزمات القديمة التي لا تزال في حالة جيدة خاصة الأدوات المكتبية.

وضع خطط لشراء المستلزمات المدرسية على مراحل قبل موسم الدراسة إذا كان ذلك ممكنا.

تواصل الأسرة مع أطفالها لتوضيح أهمية الاقتصاد والتوفير في شراء المستلزمات المدرسية.

وضع ميزانية محدد للمستلزمات المدرسية يتم على أساسها تحديد أولويات الشراء حتى لا يؤثر ذلك على ميزانية المنزل سلبا.

مبادلة الزي المدرسي للأطفال في السنوات المختلفة داخل الأسرة والحفاظ على الكتب الخارجية لإعادة استخدامها مرة أخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights