أخبار عربية وعالمية

مفاوضات بين الجيش والدعم السريع

دخان كثيف يتصاعد فوق المباني المجاورة لمطار الخرطوم في 15 أبريل 2023، وسط اشتباكات في العاصمة السودانية. - سبوتنيك عربي, 1920, 20.11.2023

أكد القيادي في مبادرة الوفاق الوطني “نداء السودان”، ربيع عبد العاطي، أن أي تفاوض بين الجيش و”الدعم السريع” لن يكتب له النجاح، ما لم يتم الاستجابة من الدعم لمقررات المفاوضات الأولى في جدة مع بداية الصراع.
وقال إن “أي تكرار لمفاوضات بين الجيش السوداني والتمرد (الدعم السريع)، لن يكتب لها أدنى درجة من النجاح، ما لم يستجب التمرد لمقررات جدة الأولى، التي تقضي بإخلاء المتمردين لمساكن المواطنين والمستشفيات والأعيان المدنية، وتجميع قواتهم المتبقية في مكان محدد تمهيدا لإجراء النزع والتسريح وفقا لمًا هو معمول به في هذا الشأن”.
وأضاف عبد العاطي: “أي مفاوضات لا تقضي بالمطالب السابقة ستكون بمثابة ما يسمى تحصيل حاصل، ولا أعتقد أن الجيش سوف يهدر الوقت في مفاوضات لا طائل من ورائها، خاصة وأن كل الشواهد تشير إلى أن التمرد يعيش اليوم مراحله الأخيرة بعد أن فقد آلياته وعناصره، وتحول إلى جماعات للسلب والنهب وقطع الطرق”.

قوات الدعم السريع في السودان - سبوتنيك عربي, 1920, 20.11.2023

“الدعم السريع” تعلن سيطرتها الكاملة على منطقة جبل الأولياء العسكرية
وفيما يتعلق بخارطة الطريق التي تتحدث عنها قوى الحرية والتغيير خلال الساعات الماضية يقول عبد العاطي: “خارطة الطريق التي تتحدث عنها الحرية والتغيير، لا تعني القوات المسلحة ولا الشعب، هؤلاء هم الوجه الآخر للتمرد، المسألة الآن تتجه نحو دحر التمرد، أو كما يقول غالبية الشعب السوداني بأن الخرطوم هي المقبرة التي سوف يدفن في مناحيها المتمردون”.
ودعت قوى تحالف “الحرية والتغيير” المعارضة طرفي النزاع في السودان، إلى إنهاء الصراع فورا وتعويض المدنيين الذين تأثروا بالحرب منذ أبريل الماضي.
وتتواصل منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة واسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان. واتفق طرفا النزاع عدة مرات على وقف إطلاق النار، لكن لم يتم الالتزام به.

جنود الجيش السوداني الموالون لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان يشغلون موقعًا في مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر ، في 20 أبريل 2023. - سبوتنيك عربي, 1920, 18.11.2023

الجيش السوداني والدعم السريع يتبادلان الاتهامات حول محاولة تدمير “جسر جبل الأولياء”
واتضحت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني قائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو للعلن بعد توقيع “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني في ديسمبر العام الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
واتهم دقلو الجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم، وعدم تسليم السلطة للمدنيين بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة، بينما اعتبر الجيش تحركات قوات الدعم السريع تمرداً ضد الدولة. وتسببت المعارك في سقوط الآلاف بين قتيل وجريح، فضلا عن نزوح الملايين داخل السودان وخارجه.

تأثير إعلان حركات سلام جوبا مناصرتها للجيش

الجيش السوداني - سبوتنيك عربي, 1920, 19.11.2023

أكد الدكتور محمد مصطفى، رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، أن تخلي حركات سلام جوبا عن الحياد والانخراط في القتال بجانب الجيش، يعني وجود طرف حليف للجيش في دارفور وبالتالي يقلل من خطر تقسيم السودان.
وقال إن انفراد الدعم السريع بدارفور والسيطرة عليها بصورة كاملة قد يحرك بعض الدوائر المحلية والإقليمية الساعية لفصل دارفور بتشجيع قيادة الدولة والجيش للتخلي عن الإقليم.
وأضاف مصطفى أن إعلان حركات دارفور القتال ضد الدعم السريع قد يؤجج الصراع في الإقليم المنكوب، لكن حتما يقلل من مخاوف تقسيم السودان.
رمطان لعمامرة - سبوتنيك عربي, 1920, 18.11.2023

تعيين وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة مبعوثا أمميا إلى السودان
وتابع: “وفقا للاتصالات التي تلقيناها هناك تحركات ومواقف تتبلور الآن لإعلان قوى غير تابعة لسلام جوبا الانحياز للجيش من أجل سودان موحد وجيش واحد، وقد تعلن هذه القوى موقفها في الأيام القليلة القادمة”.
وأشار رئيس الحركة الشعبية، إلى أن تلك المواقف التي تبلورت وتتبلور حاليا على الساحة السودانية، ما كانت لتحدث لولا اجتياح الدعم السريع لبعض مدن ومناطق دارفور وحدوث خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، مما يؤكد ضعف مستشاري قوات الدعم السريع وعدم قدرتهم على تقييم الأوضاع وتحديد المواقف واتخاذ القرارات السليمة.
وكانت بعض الحركات المسلحة المنضوية تحت اتفاق سلام جوبا الموقع مع الحكومة السودانية السابقة بقيادة عبد الله حمدوك، قد أعلنت تخليها عن الحياد في الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع، وأنها ستقف بجوار الجيش السوداني لمنع تقسيم البلاد، الأمر الذي قد يعيد ترتيب الأوضاع على الأرض.
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights