أخبار عربية وعالميةسينما ومسرح

مشهراوي: أستعد لتصوير فيلم من وحي «حرب غزة»

المخرج الفلسطيني قال إنه دشن مؤسسة لدعم السينمائيين في القطاع

قال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي إنه أنشأ صندوقاً لدعم السينمائيين في مدينته غزة، مؤكداً في حوار لـ«الشرق الأوسط» أن السينما الفلسطينية أثّرت في قضية بلاده وأثارتها بمهرجانات عالمية، مشيراً إلى أنه حاليا يمنتج فيلمه الروائي الطويل «أحلام عابرة» الذي صوره في بلاده قبل اندلاع الحرب، وأنه يستعد لتصوير فيلم وثائقي من وحي الحرب الدائرة، معبراً عن رفضه لتوقف المهرجانات السينمائية العربية، وترحيبه ببرنامج «نافذة على السينما الفلسطينية» الذي حرص على حضوره في «مهرجان الجونة السينمائي».

وعدّ المخرج الفلسطيني المهرجانات السينمائية منصات للثقافة والتوعية ونشر الفن، وأنها لا بد أن تتواصل وتعمل في ظل الحرب عبر تفاعلها مع فلسطين من دون النظر إليها كأمر ترفيهي، وفق قوله: «السينما مهمة لدعم الإنسان ولإبراز ثقافته وهويته أينما كان».

وعن الأفلام التي تعرض في برنامج «نافذة على فلسطين» بمهرجان الجونة قال: «أعجبني تنوعها بين الروائي والوثائقي، وتباين الموضوعات المطروحة بها»، لافتاً إلى أنه «من المهم جداً خصوصاً في هذا التوقيت أن تكون هناك صورة أخرى تظهر عن فلسطين».

مؤكداً أن «الاعتداء لم يبدأ يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بل بدأ قبل 75 عاماً، وأن هذه الوقائع موجودة في الأفلام أكثر مما هي موجودة في الأخبار، ومن المهم عرضها ليعي الجمهور العربي والأجنبي حقيقة الأمر».

ويعد مشهراوي أول مخرج فلسطيني عمل على إنجاز أفلام داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر أعماله الروائية والوثائقية ومن بينها، «عيد ميلاد ليلى»، و«فلسطين ستيريو»، و«رسائل من اليرموك».

لقطة من فيلم «أحلام عابرة» الذي صوره قبل الحرب الحالية 

ويؤكد مشهراوي أن السينما الفلسطينية أثرت إيجاباً في قضية بلاده، قائلاً: «بالتأكيد وبكل ثقة أثارتها وأثّرَت في جمهور كبير في الداخل والخارج، لا سيما أنها وصلت إلى المهرجانات العالمية بقيمتها السينمائية وليس فقط بقيمتها السياسية».

وينوه إلى أنه ينفذ منذ أربعين سنة أفلاماً ويعرضها في كل العالم: «أعرف كيف نعمل نحن السينمائيين على هوية غير قابلة للاحتلال، فهويتنا يؤكدها التاريخ واللغة والثقافة والعادات والتقاليد، وكلها مطروحة من خلال السينما، والاحتلال يقتل بشراً ويهدم مباني، لكن الهوية من الصعب أن تُمحى».

وكشف المخرج الفلسطيني الذي يعيش بين فلسطين وفرنسا، عن تأسيسه «صندوق مشهراوي لدعم السينما والسينمائيين في غزة»، قائلاً: «هذا موضوع أحكي عنه لأول مرة، لأساهم وأساعد في تأسيس جيل سينمائي جديد من الشباب والصبايا المبتدئين والمحترفين في غزة الذين سيكون زادهم كثيراً من القصص والحكايات التي عاشوها خلال الحرب، كما أعد بتصوير فيلم وثائقي مستوحى من الأحداث التي صارت في غزة ولديّ مصورون يشتغلون الآن عليه»، منوهاً إلى أن هناك كثيراً من الأشياء التي يحب ألا يحكي عنها، لافتاً إلى أن «صندوق غزة» يُعد استمراراً لمشروعه لدعم السينما الفلسطينية وقد أنشأه منذ سنوات لتدريب صناع السينما الشباب ومن خلاله نظّم مهرجاناً لسينما الأطفال.

جانب من الدمار الذي لحق بغزة

إنه ابن غزة، ويعلم جيداً ما فعلته الحرب من كوارث وكم دمّرت من أماكن ذكرياته، يقول: «دُمّر المركز الثقافي الذي أنشأته، كما دُمّرت بيوتنا وسوّيت بالأرض، وفقدنا أشخاصاً من العائلة وأصدقاء وجيراناً، لكننا نخجل من التحدّث عنهم لأن الموت طال الجميع وكثيرون يعانون من فقدان أحبتهم. عشت الحرب وكأنني هناك وكأن القصف يطالنا يومياً رغم أنني خارج غزّة».

قبل الحرب كتب مشهراوي سيناريو لفيلم روائي طويل استشرف من خلاله ما جرى وفق تأكيده: «الفيلم ينتهي بحرب دامية في غزة، وقد كتبته كاملاً قبل أن تندلع الحرب التي يشهدها العالم يومياً من دون أن يستطيع إيقافها».

ويعكف مشهراوي حالياً على إجراء مونتاج أحدث أفلامه «أحلام عابرة» الذي انتهى من تصويره قبل الحرب، ويروي من خلاله قصة صبي فلسطيني فقد طائراً يملكه، وينطلق في رحلة للبحث عنه متنقلاً بين بيت لحم والقدس وحيفا، ويمر بحواجز وجدارٍ ويشهد مآسي الاحتلال، مؤكداً أن الفيلم سيكون جاهزاً للعرض خلال شهرين.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights