سينما ومسرحنجوم و نجمات

قصة «ناقة» تلامس الجميع

الممثلة السعودية أضواء بدر أثناء وجودها بجدة مطلع هذا الشهر (الصورة من مهرجان البحر الأحمر)

ما زال الفيلم السعودي «ناقة» يواصل تصدره قائمة الأفلام الأعلى مشاهدة في السعودية على منصة «نتفليكس»، بعد أسبوعين من طرحه.

والشخصية الرئيسية في «ناقة» هي الممثلة السعودية أضواء بدر، التي وعن أصداء فيلمها الطويل الأول ومدى توقعها المسبق لذلك، فقالت: «لم يكن لدي أي توقعات، ولكن كنت أتمنى أن يكون العمل ناجحاً بهذه الدرجة». وعن سر الاهتمام، تجيب: «من واقع تجربتي في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، الذي صادف العرض العالمي الأول لفيلم (ناقة)، في سبتمبر (أيلول) الماضي، فلقد رأيت أن الجمهور تفاعل كثيراً مع القصة كونها تحدث في أي مكان من حول العالم، فهي قصة وصلت إلى الناس من مختلف الجنسيات».

أضواء بدر تعوّل كثيراً على انتعاش السينما السعودية 

قصة الفيلم

وتوضح أضواء، أن كثيراً من المراهقين – في أي مكان – يواجهون صرامة الأهل تجاه ضرورة الالتزام بمواعيد العودة إلى المنزل، وهو ما حدث معها في الفيلم، حيث لعبت دور سارة، الفتاة التي تدخن بشراهة وتمضغ العلك طيلة الوقت، في دلالة على حالة اللامبالاة التي تعيشها تجاه كل شيء. وفي بداية الفيلم تطلب سارة من والدها المحافظ أن يوصلها إلى السوق، وسط تهديداته لها بألّا تتأخر، إلا أنها تذهب خلسة في موعد غرامي مع صديقها، وتظل طوال الفيلم خائفة من أن تتأخر على والدها وأن يكتشف أمرها.

تتابع أضواء حالياً دراستها الجامعية في كتابة السيناريو 

ترى أضواء، أن الجمهور تفاعل مع الفيلم بالنظر لطابعه الظريف، قائلة: «لم تكن هناك حاجة إلى أن يفهموا اللغة، حيث كانت الكوميديا تعبيرية في الفيلم؛ علاوة على القصة التي تلامس الجميع». وبسؤالها عن الانتقادات السلبية التي رافقت الفيلم فور نزوله، تقول: «في أي فيلم وأي مجال فإنه من الطبيعي أن تختلف آراء الناس، وأنا أحترم ذلك كثيراً، ففي كل شيء هناك من يعجبه أو لا يعجبه، سواء كان ذلك فيلماً أو عطراً أو كتاباً، إلخ وهذا أمر طبيعي ومتوقع».

ولأن معظم مشاهد «ناقة» كانت في الصحراء وأماكن مفتوحة، جاء السؤال عن أصعب مشهد واجهها، لتجيب: «كان مشهد التصوير تحت السيارة، حيث كان هناك هواء قوي جداً ودخل الرمل في عيني من شدته، وأيضاً مشاهد الجري في شوارع الرياض، وهذه مشاهد صورناها أكثر من مرة، وكلها كانت تحديات جميلة ولا أراها مصاعب».

صحراء الرياض صيفاً

كما كشفت أضواء أن تصوير الفيلم كان في الصيف، وتحديداً في شهر أغسطس، حين ترتفع درجات الحرارة في الرياض لمستويات قياسية، وكان التصوير حينها من غير مكيفات، إلا أنها تشير إلى أن تفاهم وتناغم فريق العمل ذلل هذه الصعوبات. وتوضح أضواء، أنه وصلتها إشادات عدة من الجمهور حول أدائها في «ناقة»، وعن أكثر ما استوقفها من هذه التعليقات تقول: «أسعدني أن شعور التوتر الذي عاشته سارة وصل للجمهور، وكثيرون أخبروني بذلك».

وهنا، تتحدث عن مخرج الفيلم مشعل الجاسر، قائلة: «ما يميّزه أنه يوضّح الفكرة ويترك الباقي على الممثل، فهو مخرج هادئ وواضح، وأهم شيء لديه أن يكون الممثلون في قمة الراحة؛ لذا فإن كل من امتدح أدائي في العمل عليه أن يعرف أن السبب الأكبر يعود للمخرج، فلأنه مبدع استطاع إخراج إبداعاتنا».

⁨مشهد من فيلم «ناقة» الذي حقق المركز السابع عالمياً على «نتفليكس»

الأفلام السعودية

ويتزامن «ناقة» مع صدور أفلام سعودية أخرى خلال هذا العام، حقق بعضها نجاحات كبيرة، وهنا تؤكد أضواء سعادتها بذلك قائلة: «أتمنى أن تصل كل قصصنا إلى الجمهور، ومن المهم أيضاً أن تُخرجنا قصص الأفلام عن الواقع، وأن يكون لدينا خيارات كثيرة تناسب مختلف الأذواق».

وبسؤالها عن خططها بعد «ناقة»، كشفت عن أنها تكتب سيناريو لفيلم جديد، وتتابع دراستها الجامعية في كتابة السيناريو، مضيفة: «سأكمل في مجال التمثيل والكتابة، ولدي خطط أخرى سأفصح عنها للجمهور حين تكون واضحة، لكن ترقبوا أعمالي المقبلة في السينما».

وجدير بالذكر، أن الفيلم يتخذ اسمه من ظهور جمل صغير أمام السيارة التي تصطدم به وتقتله، فتتسلل مخاوف انتقام والدته الناقة التي تلاحق سارة (أضواء بدر) طيلة الفيلم، وهنا يرى المتفرج مشاهد تتسم بالرعب مع محاولات الفتاة الشابة المتكررة الهرب من الناقة الغاضبة، بالاعتماد على ذكائها، ويكمن التشويق هنا في أن سارة عليها أن تعود إلى المكان الذي تركها فيه والدها في السوق المزدحمة قبل العاشرة مساءً. والفيلم من بطولة أضواء بدر، ويزيد المجيول، وجبران الجبران، وأمل الحربي، وجاء عرضه الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مطلع هذا الشهر، في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي».

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights