التعليم والبحث العلمي

’من هنا وهناك’ بقلم د سامح توفيق «تصنيف الجامعات المصرية»

د سامح توفيق

يعتبر تصنيف ويبوماتريكس من التصنيفات الهامة التي تختص بالجامعات حول العالم والتي ذاع صيتها خلال العقد الأخير. يُعنى هذا التصنيف، والذي يشرف عليه مجلس البحث القومي الإسباني منذ العام 2004، بقياس حضور الجامعات على شبكة الانترنت من خلال نطاقها وما يحويه من مواقع، ونشاط أكاديمييها وحضورهم من خلال إنتاجهم العلمي على الشبكة بشكل عام.

يعتمد ويبومتركس في تصنيف الجامعات على أربعة معايير. وقد تم تحديث هذه المعايير وتغيير أوزانها خلال الفترة الأخير، وأصبحت، بحسب ما يورده موقع ويبومتركس، كما يلي:

التأثير (Impact): يعكس هذا المعيار نوعية محتويات نطاق الجامعة على الانترنت (webdomain)، ومكانة هذا النطاق، وأداؤه الأكاديمي، وقيمة المعلومات المتوفرة فيه والخدمات التي يقدمها. ويشكل وزن هذا العامل 50% من الوزن الكلي الذي يتحدد على أساسه تصنيف الجامعة. علما بأن التصنيف يحوي ما يقارب ألف جامعة ومؤسسة تعليمية عربية.

وتشكل العوامل الثلاثة المتبقية ما مجموعه 50% من الوزن الكلي بحيث تتوزع هذه النسبة بالتساوي بينها. تعكس هذه العوامل النشاط الذي يضطلع به نطاق الجامعة على الانترنت ونشاط الأكاديميين وتميز إنتاجهم البحثي.

الحضور (Presence): يمثل هذا المعيار العدد الكلي لصفحات الانترنت التي يتضمنها نطاق الجامعة والتي يمكن لمحرك غوغل التعرف عليها. وهذا يعني أن تعزيز حضور الجامعة يتطلب أوسع مشاركة من مكونات الجامعة من كليات ودوائر ومعاهد وأفراد. وبالتالي يقع على مكونات الجامعة مسؤولية الإهتمام بهذا الجانب من أجل الإرتقاء بتصنيف الجامعة.

الإنفتاح (Openness): يتعلق هذا المعيار بمدى وجود المستودعات البحثية للمؤسسة (research repositories) والمفتوحة على الخارج، آخذاً بعين الاعتبار عدد ما يسمى بالملفات الغنية التي يسهل تناقلها مثل ملفات (pdf, doc, ppt). وذلك يعني أن الجامعة بحاجة لوجود مثل هذا المستودعات من أجل اتاحة الفرصة للمعنيين من مجتمع الجامعة لتحميل ملفاتهم البحثية والتدريسية من خلالها بحيث تكون مفتوحة على من يود الاطلاع عليها من أفراد ومؤسسات من خارج الجامعة.

التميز (Excellence): يقيس هذا المعيار تميز المقالات العلمية المنشورة للكادر الأكاديمي وإنتاج الجامعة العلمي ضمن أعلى 10% من المقالات الأكثر اقتباساً في حقولها التخصصية.

اعتماداَ على هذه المعايير الأربعة فإنه يتم بلورة مؤشر جامع يتحدد من خلاله تصنيف الجامعة على سلم ويبومتركس. وبناءً على ما سبق فإن المحافظة على تميز الجامعة والارتقاء بتصنيفها محلياً وإقليمياً وعالمياً يعتمد بشكل مباشر على مساهمة أفراد مجتمع الجامعة من أساتذة وباحثيين وطلبة. ومما لا شك فيه كذلك بأن هذا الموضوع يتطلب من الجامعة إتاحة الفرصة للراغبين في إغناء نطاق الجامعة بالانتاج العلمي والتدريسي والبحثي من خلال توفير المساحة المطلوبة لذلك والدعم الفني واللوجستي. ومن هذه الشبكات والمواقع يمكن ذكر Google Scholar ،Research Gate, LinkedIn والتي تشهد نشاطاً ملفتاً خلال السنوات الأخيرة للأكاديميين والباحثين وحتى الطلبة عبر العالم.

وينبغي الإشارة بشكل خاص إلى أن شبكة Research Gate، والتي يزيد عدد أعضائها حالياً عن أربعة ملايين من دول العالم المختلفة، وأنه من الضروري مشاركة أعداد أكبر لعرض ما يمكن من أبحاثهم (دون الاخلال بحقوق النشر لمؤلفاتهم) والانخراط كذلك في النقاشات التي تدور عبر هذه الشبكة من أجل الارتقاء بـعلامة الجامعة على الشبكة (RG Score)، علماً بأن الكثير من هذه النقاشات ينخرط فيها أكاديميون عالميون مرموقون من مختلف التخصصات العلمية.

وطبقا لتصنيف الاستشهادات العلمية الإسبانى “ويبومتركس” فى أحدث تقرير لأفضل جامعات العالم الصادر فى يناير 2021، ترتيب الجامعات المصرية الحكومية كما يلي:-

– جامعة القاهرة الأولى بالمرتبة 539 عالميا.

– جامعة المنصورة المركز الثانى مصريا و557 عالميا.

– جامعة أسيوط فى المرتبة الثالثة محليا و688 عالميا.

– جامعة الإسكندرية الرابعة محليا و689 عالميا.

– جامعة طنطا الخامسة محليا و757 عالميا.

– جامعة بنى سويف السادسة محليا و874 عالميا.

– الجامعة الأمريكية بالقاهرة السابعة محليا و933 عالميا.

– جامعة الزقازيق الثامنة محليا و949 عالميا.

– جامعة بنها التاسعة محليا و984 عالميا.

– جامعة حلوان بالمركز العاشرة محليا و1050 عالميا.

كان الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، قد أعلن تحقيق الجامعة طفرة وتقدم كبير فى تصنيف الاستشهادات العلمية الإسبانى “ويبومتركس” فى أحدث تقرير لأفضل جامعات العالم فى يناير 2021، حيث تقدمت 210 مركزا دفعة واحدة عن يناير العام الماضى، وكان ترتيب جامعة القاهرة على العالم فى يناير 2020 هو 749 وفى يوليو 2020 هو 667، وأصبح فى يناير 2021 هو 539، بنسبة تقدم 28% عن العام الماضي.

جامعة القاهرة

وأعلن إن جامعة القاهرة تصدرت الجامعات المصرية فى التصنيف حيث ارتفع معدل الاستشهادات العالمية بالبحوث الدولية المنشورة عالميا إلى نحو 304 ألف و838 استشهادا بزيادة تصل إلى 43% عن معدل الإشارات خلال أخر تصنيف فى 2020.

وأشار  إلى أن نجاح الجامعة فى الحفاظ على معدلات النشر العلمى الدولى رغم جائحة فيروس كورونا ساهم فى التقدم الكبير للجامعة فى التصنيف الدولي.

د محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة

وأوضح الدكتور الخشت، أن إدارة الجامعة كانت حريصة على دعم وتشجيع علماء وباحثين الجامعة على الاستمرار فى النشر العلمى الدولي، بالإضافة إلى العمل على الأبحاث العلمية ذات الأهمية الدولية، حيث نشرت جامعة القاهرة 125 بحثا علميا حول جائحة فيروس كورونا بنسبة تصل إلى 24% من إنتاج مصر المنشورة دوليا حول كورونا، فضلا عن نحو 35 دراسة علمية سريرية، بما ساهم فى ارتفاع معدل مجمل الاستشهادات الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights