“مستريح الذهب” ظاهرة جديدة للنصب علي المصريين …!!

كتب ـ أحمد إبراهيم

.. مع التغيرات الاقتصادية المتتالية، وتدهور قيمة العملة المحلية وانهيار القوة الشرائية للجنية، اضطر عدد كبير من المصريين لشراء الذهب للتحوط ومواجهة الارتفاعات الكبيرة بمعدلات التضخم يوماً بعد يوم، وهو ما نتج عنه ظهور نوع جديد من النصب علي حائزي الذهب، مستغلين الظرف الاقتصادي وعدم وجود عقاب رادع، إضافة إلي إغراء المواطنين بعوائد وأرباح كبيرة جراء الاستثمار في المعدن النفيس … 

حيث قال محمد الشرقاوي باحث بمؤسسة حكومية من الأسكندرية، أنه قام بشراء عدد من الأسهم بتطبيق إلكتروني “أبلكيشن سوق الذهب” للاستثمار في الذهب من خلال عمليات بيع وشراء علي هذا التطبيق، بفروعه المنتشرة بكافة محافظات الجمهورية، وهو ما نتج عنه تجميع هذا الأبلكيشن لمليارات الجنيهات، ثم أختفي هذا التطبيق الوهمي، وهرب القائمين عليه لدولة الإمارات، بمدخرات ما يقدر بـ 6 آلاف مواطن.

وأضاف الشرقاوي أنه قام بتحرير محاضر بإدارة مباحث الأموال العامة للقائمين علي هذا التطبيق الوهمي بعد هروبهم خارج البلاد، مما نتج عنه قيامهم بتحرير محاضر وهميه نكاية للنيل مني وتشويه سمعتي لولا قيام وكيل النائب العام بالتفتيش بأحد تلفونات شهود الزور، حيث وجد كافة تفاصيل خطة التنكيل بي وإتهامي بعدة قضايا زور مثبته بمحادثات ورسائل صوتيه وصور وفيديوهات علي الواتس آب مع محامي الهاربين من أصحاب التطبيق، ولقد إعترف أحدهم أمام النيابة بأن أحد ضحايا التطبيق منصوب عليه في مبلغ كبير ولم يحصل إلا علي 80 ألف جنيه من كل إجمالي المبلغ الأصلي.

استغاثة برئيس الجمهورية

وجهه الشرقاوي استغاثة لرئيس الجمهورية مطالباً بسرعة القبض علي هؤلاء النصابين الهاربين خارج البلاد، والذي يدعي أحدهم صلته بمسؤلين كبار بالدولة هم من ساعدوه في تأسيس التطبيق وتلفيق المحاضر والتهجم علي وعلي منزلي وأسرتي، ثم الهروب خارج البلاد فيما بعد.

وقالت ريهان موظفه بجامعة المنصورة أنها تعرضت لعملية نصب من أحد كبار وأشهر تجار الذهب بالمنصورة، حيث حصل منها علي 600 جرام ذهب بحجة قيامه باستثمارها وتحقيق عوائد تعينها علي نفقات وتكاليف الحياة مستغلاً شهرته والظروف الاقتصادية، إلا أنها فوجأت بهرب هذا التاجر لخارج البلاد فجأة، وبأنه نصب علي ما يقرب من 107 مواطن بإجمالي مليار و 300 مليون جنيه من أموال.

وأضافت ريهان أنها حصلت علي حكم قضائي علي تاجر الذهب وزوجته إلا أنهما هربا إلي دولة الإمارات العربية، ومعهم أبنهم وأحد الشركاء في عملية النصب.

وطالبت ريهان بتدخل كافة أجهزة الدولة المعنية بسرعة ضبط وإحضار هؤلاء النصابين.

ومن بين الضحايا قال “س.ع” بالمعاش من مدينة السويس أنه قام ببيع كل ما يملكه وتحويله لذهب لتركه كمدخرات لإبنتاه المعاقتين، إلا أنه أثناء شراءه للذهب قام التاجر بإقناعه بترك الذهب لديه ليستثمره له بعائد مغري، وهو ما دفعني للموافقة خصوصاً في ظل الظروف القاسيه التي نمر بها، إلا أنني فوجئت بهرب الصائغ ومعه كل مدخراتي أنا وآخرين.

وتوجه س.ع باستغاثه لرئيس الجمهورية بسرعة ضبط وإحضار هؤلاء النصابين.

وقال إيهاب محمد صاحب مطعم وكافيه بالمنصورة، أنه تعرض للنصب في مبلغ كبير من المال من أحد تجار الذهب، وأنه قام بتحرير محضر بمدرية أمن المنصورة وكذلك بإدارة الأموال العامة، كما صدرت أحكام ضد نصابين الذهب إلا أنه لم يتم ضبط وإحضار هؤلاء النصابين لتواجدهم بدولة الإمارات العربية.

وطالب إيهاب كافة أجهزة الدولة بالتدخل وتشديد العقوبات علي هذه النوعية من النصابين، الذين يحصل أغلبهم علي عقوبة بالسجن والجبس لمدد تتراوح ما بين عام وعامين.

وعن إنتشار ظاهرة مستريح الذهب قال وائل فاروق خبير المجوهرات، أن هذه النوعية من الحوادث تكررت بسبب تساهل المواطنيين وتفريطهم لمدخراتهم في قنوات غير رسمية أو شرعية كالتطبيقات المختلفة التي لا تخضع جميعها لرقابة الدولة والجهات المعنية فيما عدا صندوق الاستثمار للذهب “أزموت” والتي تخضع لرقابة هيئة سوق المال والبنك المركزي المصري.

خلي دهبك معاك

وشدد فاروق علي أهمية عدم التفريط في المدخرات لأي تاجر أو فرد لاسثمارها ـ خلي دهبك معاك ، خصوصاً وأن أحكام القانون لا تحقق الردع لهذه الجريمة المتكررة الحدوث وخصوصاً بالأقاليم التي تتوافر فيها سيولة نقدية كبيرة، إضافة لرغبة مواطني هذه المحافظات في إقتناء الذهب لسمعته الاستثمارية الجيدة ولكونه عنصراً للزينة.            

وطالب فاروق المواطنين بالاحتفاظ بالذهب، خصوصاً ما أحتمال تكرار عمليات النصب علي المواطنين والتي قد تتزايد خلال الفترة القادمة مع تسييل الشهادات ذات العائد 25 % .