اتصالات و تكنولوجيا

«دافوس» يطلق تحالف «حوكمة الذكاء الاصطناعي»

الذكاء الاصطناعي في مواجهة التحديات العالمية

بحثت لجنة حوكمة الذكاء الاصطناعي سبل دعم جهود الحكومات في تهيئة البيئة الحاضنة والممكنة لابتكار الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي، واستخدامها بشكل فعال، ما يترجم أهداف اللجنة وسعيها المستمر لتصميم أطر عمل جديدة، وتوسيع دائرة الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص، في وضع ضوابط تسهم في تحقيق أهداف اللجنة بتمكين الحكومات والأفراد والمؤسسات حول العالم من الوصول إلى حلول الذكاء الاصطناعي والاستفادة منها في مختلف المجالات، بحضور باولا إنجابير، عمر سلطان العلماء، وباسكال بوشاهين، بول دوجيرتي.
فوائد الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية - صورة أرشيفيةفوائد الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الحكومية

جاء ذلك، خلال اجتماع اللجنة الذي عقد ضمن أعمال الدورة الـ 54 لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي، التي تستضيفها مدينة دافوس بسويسرا خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير، وتشهد مشاركة إماراتية كبيرة بأكثر من 100 شخصية من رؤساء الشركات والقطاع الخاص والمسئولين الحكوميين.

وتمثل لجنة حوكمة الذكاء الاصطناعي مبادرة من المنتدى الاقتصادي العالمي، تضم 10 من القيادات العالمية البارزة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وتجمع الحكومات والشركات والخبراء، في جهد عالمي مشترك لتطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقه وإدارته بشكل مسئول، وضمان الوصول الشامل إلى هذه التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، وتحسين جودة البيانات وتوافرها.

وأكد عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، عضو لجنة حوكمة الذكاء الاصطناعي، أن حكومة دولة الإمارات تركز على استشراف المستقبل الرقمي ورسم توجهاته والبناء على إمكاناته الكبيرة بما ينعكس إيجابًا على الأجيال القادمة، ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة بالتركيز على تطوير تكنولوجيا المستقبل والتحول الرقمي الشامل، لتعزيز ريادة الدولة وتنافسيتها.

وقال إن التعاون الدولي ومشاركة الخبرات والمعارف عاملان أساسيان في دعم جهود تطوير المشهد التكنولوجي العالمي وبناء مستقبل رقمي واعد، وتمكين المجتمعات من الاستفادة من حلوله المبتكرة، مع ضمان تطوير الأطر التنظيمية المعززة للاستخدام المسئول لهذه الحلول، وترسيخ البيئة المحفزة لابتكار المزيد منها على أسس استباقية.

من جانبها قالت خبيرة تكنولوجيا المعلومات، باسكال بوشاهين، إنه يمكن لسويسرا، الاضطلاع بدور محوري نشط في بلورة النقاش، بشأن الإدارة العالمية للذكاء الاصطناعي، وجعله أكثر شمولية للجميع. وأنه يمكن لسويسرا، باعتبارها ديمقراطية مباشرة، ودولة معروفة كوسيط دبلوماسي ومحايد، إسماع صوت المواطنين.ات في جميع أنحاء العالم. لكن، لم تحظ حوكمة الذكاء الاصطناعي بعد بالقدر الكافي من الأهمية على جدول أعمالها.

وذكرت باسكال بوشاهين أن تحالف حوكمة الذكاء الاصطناعي يهدف إلى لعب دور حاسم في تعزيز الوصول بشكل أكبر للموارد المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وبالتالي المساهمة في نظام بيئي أكثر إنصافًا ومسئولية على مستوى العالم، مؤكدة على ضرورة التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية لضمان أن يفيد مستقبل الذكاء الاصطناعي جميع البشرية.

وقالت باسكال بوشاهين إنه «شهد الربع الأخير من عام 2023 أيضًا، سلسلة من المبادرات المتعلقة بالحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي. وقد جرى تحويل محور المناقشة بشكل أكبر نحو التنظيم القانوني الملزم. وكانت نقطة التحول إصدار الأمر التنفيذي بشأن تطوير الولايات المتحدة الذكاء الاصطناعي واستخدامه بطريقة آمنة ومأمونة وموثوقةرابط خارجي، ويشكّل ذلك خطوة لم أتوقع رؤيتها بهذه السرعة. ففي الماضي، كانت الولايات المتحدة حذرةً إلى حد ما بشأن التنظيم الشامل الذي يمس عمالقة التكنولوجيا لديها».

ووذكرت أنه مع تسارع السباق العالمي لتنظيم الذكاء الاصطناعي، هناك مجال واسع في المنتدى الاقتصادي العالمي لمناقشة كيفية تشابك أنظمة الحوكمة المختلفة، وإمكانية تنسيقها صوب إطار عالمي

من جانبها قالت باولا إنجابير، وزيرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والابتكار في رواندا “ تهدف مشاركة رواندا في لجنة حوكمة الذكاء الاصطناعي إلى ضمان أن رواندا شريك أساسي في تشكيل مستقبل حوكمة الذكاء الاصطناعي وتعزيز الوصول الرقمي وتماشيًا مع هذه الجهود، سيستضيف مركز رواندا للثورة الصناعية الرابعة، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، قمة رفيعة المستوى حول الذكاء الاصطناعي في إفريقيا في نهاية عام 2024، ما يخلق منصة معرفية تهدف إلى خلق حوار هادف حول دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل إفريقيا وتوحيد الدول الأفريقية في مواجهة التحديات وتحديد الفرص المشتركة ووضع استراتيجية موحدة للذكاء الاصطناعي في إفريقيا”.

من جانبها، قالت كاثي لي رئيس قسم الذكاء الاصطناعي والبيانات والميتافيرس بمؤسسة المنتدى الاقتصادي العالمي.. إن لجنة حوكمة الذكاء الاصطناعي تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الوصول إلى الموارد المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، والمساهمة في ترسيخ نظام بيئي أكثر شمولًا ومسؤولية للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، لذلك علينا تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمعات لضمان أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في أيدي الجميع.

من جانبها قالت غاري كوهن نائب رئيس شركة «آي بي إم».. «في حين أننا نواصل في تطوير قطاع الذكاء الاصطناعي في شركة آي بي إم، يجب علينا الأخذ بعين الاعتبار الاستخدامات المسئولة لهذه التكنولوجيا والتعاون مع الحكومات والشركات والمجتمعات على مستوى العالم لإنشاء أطر أخلاقية وسياسية تحدد كيفية تصميم الذكاء.

فيما قالت الخبيرة سالومي إيجلر، إنه «لدى سويسرا العديد من الأوراق الرابحة في جعبتها. وبما أن الذكاء الاصطناعي هو تكنولوجيا لا مثيل لها، فإن مناهج الحوكمة التقليدية تعجز عن معالجة التحديات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي. وهناك بالتالي، حاجة إلى تفكير ابتكاري. ويتعين علينا أن نحدّد إطارًا تنظيميًا يعالج المخاطر الملموسة للذكاء الاصطناعي، يتسم بالمرونة الكافية، لتطبيقه على تكنولوجيا متطورة بها العديد من الأشياء المجهولة. وهذا ليس مسعى سهلا. لكن سويسرا تعدّ نظاما غنيا بالابتكار، والأفكار الجديدة، كما أنه لدى دبلوماسيتها الوسائل اللازمة للسير في مسارات جديدة«.

وتابعت سالومي إيجلر: «ويمكن لسويسرا على سبيل المثال، بناء على صورتها المعروفة، كدولة ديمقراطية مباشرة، أن تجعل مناقشة الحوكمة العالمية حول الذكاء الاصطناعي أكثر تشاركية، وتعطي المواطنين.ات صوتا لإبداء الرأي في كيفية استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، ومن يقوم بذلك، ولأي غرض. لأنه على الرغم من أن المواطنين.ات، باعتبارهم.ن المستخدمين.ات النهائيين.ات، هم وهن، الأكثر تأثرًا بالتكنولوجيا، إلا أن صوتهم، ظل غير مسموع إلى حد كبير».

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights