أخبار عربية وعالمية

لماذا تكثف إسرائيل قصف رفح رغم التحذيرات الدولية؟

وسط تحذيرات دولية وعربية، تكثف إسرائيل من هجماتها على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فيما تستعد تل أبيب لشن عملية عسكرية ضدها.
الفلسطينيين النازحين الذين فروا من خان يونس وهم يقيمون مخيما في رفح جنوبا بالقرب من حدود قطاع غزة مع مصر، في 7 ديسمبر 2023، - سبوتنيك عربي, 1920, 09.02.2024
وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، أن رئيس الوزراء أمر الجيش ووزارة الدفاع بإعداد خطة لإجلاء المدنيين من مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث يقدر الجيش الإسرائيلي أن هناك أربع كتائب أخرى تابعة لحركة “حماس” لا تزال موجودة هناك.
وأشار المكتب إلى أنه من المستحيل تحقيق أهداف الحرب في قطاع غزة دون القضاء على ما تبقى من “حماس”.
وأضاف مكتب نتنياهو أيضًا أن “العملية الواسعة النطاق في رفح تتطلب إجلاء المدنيين من منطقة القتال، ولهذا السبب أصدر رئيس الوزراء تعليماته إلى جيش الدفاع الإسرائيلي والهياكل الدفاعية بأن يقدموا إلى مجلس الوزراء خطة مزدوجة لإجلاء السكان والقضاء على الكتائب”.
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي، جو بايدن - سبوتنيك عربي, 1920, 07.02.2024

بايدن قلق من وجود 1.2 مليون فلسطيني في مدينة رفح وحدها
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، إن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح الفلسطينية ستكون كارثية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تدعم تنفيذ إسرائيل لأي عملية في رفح، جنوب قطاع غزة.

إرضاء اليمين

اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، أن تكثيف نتنياهو من القصف الإجرامي على مدينة رفح، وخان يونس وقطاع غزة بشكل عام، يأتي من أجل إرضاء اليمين الفاشي المتطرف في إسرائيل.
وهذا التصعيد يأتي في ظل المفاوضات القائمة بشأن وقف الحرب، ومع تزايد حدة الخلافات ما بين نتنياهو ومجلس الحرب، وكذلك مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال إن ما يهم نتنياهو فقط هو الحفاظ على كرسي رئاسة الحكومة في ظل الأوضاع القائمة، وكذلك مع محاكمته بتهم الفساد والرشوة، معتبرًا أن تكثيف القصف واستمرار الحرب في مجملها تهدف إلى إلهاء الرأي العام الإسرائيلي من ملاحقة نتنياهو القضائية، وكذلك تأجيلها بدعوى الظروف الراهنة والانشغال في الحرب، ما يدفعه لطلب التأجيل المستمر للمحاكمة.
رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو - سبوتنيك عربي, 1920, 09.02.2024

نتنياهو يأمر الجيش الإسرائيلي بإعداد خطة لإخراج سكان رفح
وطالب كنعان بضرورة استغلال القاهرة مكانتها في العالم العربي والإسلامي، والضغط على إسرائيل من أجل وقف الحرب، خاصة أنها تدور على حدودها مع قطاع غزة، ما يمثل خطرًا على مصر.
وأوضح أن تكثيف الغزو الإجرامي على مدينة رفح يأتي محاولة للضغط، وكذلك لتحقيق مكاسب شخصية لنتنياهو، الذي يريد استكمال هذه الحرب العدوانية، وإبادة الشعب الفلسطيني وتهجيره.

شروط التفاوض

قال المحلل السياسي الفلسطيني فادي أبو بكر، إنه بالرغم من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الرافضة لمقترح حركة حماس بشأن اتفاق الهدنة وصفقة تبادل، إلا أن إسرائيل لم توقف المفاوضات المستمرة.
و هذا ما يدل على أن تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح هو من باب تحسين الشروط التفاوضية تحت النار، في ظل جولة المفاوضات القائمة في القاهرة.
وأكد أن هذا ينجم أيضا عن استهداف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أو استخدام ورقة اشتراط خروج السنوار وقادة حركة حماس من قطاع غزة.
مخيم النازحين الفلسطينيين على الحدود مع مصر - سبوتنيك عربي, 1920, 09.02.2024

الرئاسة الفلسطينية: خطة نتنياهو لإخراج سكان رفح مقدمة خطيرة لتنفيذ سياسة تهجير شعبنا
ويرى أن هذه الخطوات وتكثيف القصف من شأنه إحداث حالة من الارتباك والضغط الداخلي الفلسطيني بهدف فرض الصفقة التي بات اقتراب تنفيذها مفروضًا على الطرفين لعوامل داخلية وخارجية، بما يحقق الشروط الإسرائيلية قدر الإمكان.
وقالت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الجمعة، إنها ترفض وتستنكر وتدين بشدة تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بشأن خطط مواصلة العدوان الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة، وإخلاء المواطنين الفلسطينيين منها.
واعتبرت في بيان لها، أن “تصريحات نتنياهو تشكل تهديدًا حقيقيًا، ومقدمة خطيرة لتنفيذ السياسة الإسرائيلية المرفوضة، التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه”، وفقا لوكالة أنباء “وفا” الفلسطينية.
وتابعت الرئاسة الفلسطينية أنها “تحمّل حكومة الاحتلال المسئولية الكاملة عن تداعيات ذلك، كما تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية خاصة، مشددة على خطورة مثل هذه السياسة التدميرية”.
وشددت الرئاسة الفلسطينية في بيانها، على أن “الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن أرضه، ولن يقبل أن يتم تهجيره من وطنه”.
ودعت الرئاسة الفلسطينية مجلس الأمن الدولي لتحمل مسئولياته، “لأن إقدام الاحتلال على هذه الخطوة يهدد الأمن والسلم في المنطقة والعالم، وأن ذلك تجاوز لكل الخطوط الحمراء”، بحسب بيانها.
وواصلت: “لقد آن الأوان لتحمل الجميع مسؤوليته في مواجهة خلق نكبة أخرى ستدفع المنطقة بأسرها إلى حروب لا تنتهي”.
عناصر من كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس - سبوتنيك عربي, 1920, 09.02.2024

“حماس” تعلن أنها قادرة على الاستمرار في مواجهة إسرائيل في غزة
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، قد قال الاثنين الماضي، إن “الكتيبة الأخيرة لخان يونس سيتم القضاء عليها قريبًا”، مضيفا أن “الهدف القادم في الحرب هو رفح”، زاعما أن “قيادة حماس والسنوار في حالة فرار”.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حينما أعلنت حركة “حماس” الفلسطينية، التي تسيطر على القطاع بدء عملية “طوفان الأقصى”، حيث أطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
وتخللت المعارك هدنة دامت 7 أيام جرى التوصل إليها بوساطة مصرية قطرية أمريكية، تم خلالها تبادل أسرى من النساء والأطفال وإدخال كميات متفق عليها من المساعدات إلى قطاع غزة، قبل أن تتجدد العمليات العسكرية في الأول من ديسمبر الماضي.
وردت إسرائيل بإعلان الحرب رسميا على قطاع غزة، بدأتها بقصف مدمر، ثم عمليات عسكرية برية داخل القطاع، أسفرت عن وقوع أكثر من 27 ألف قتيل ونحو 67 ألف مصاب بين سكان القطاع.
زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights