سينما ومسرح

حفل الأوسكار منح «أوبنهايمر» ومخرجه 7 أوسكارات

القول إن حفل الأوسكار الـ96 الذي أقيم مساء يوم الأحد، لم يحمل جديداً. الأفلام والشخصيات المتوقع فوزها فازت، وتوقع فوزها رهطٌ كبير من الإعلاميين الأجانب، هي التي تسلمت جوائزها فعلاً. أولئك الذين لم يصعدوا المنصّة لتسلم التمثال المذهّب، لم يُتوقع لهم الفوز أساساً إلا بنسبة محدودة.

استقبال الصحافة والإعلام للحفل حصل بدوره ككل عام. النتائج موجودة في مقالات وكتابات لمن فاته مشاهدة الحفل على الشاشة الصغيرة، عن مقدّم الحفل وما قام به، وعن مفاجآت ومواقف، ومن ثمّ عن المرشحين الذين تم تجاهلهم فسقطوا في أخدود ما بين مقاعد المتفرجين ومنصّة الفائزين.

معظم الكتابات انصبّت على الحفل نفسه وليس على بضع مئات من المتظاهرين ضد الاعتداءات الإسرائيلية على غزة. هذه كانت رسالة قويّة لكنها طاشت إعلامياً وانتهت بعد قليل من انتهاء الحفل.


سيليان مورفي يحصد جائزة أفضل ممثل عن دوره في «أوبنهايمر» لكريستوفر نولان

فوز وحيد

فاز فيلم «أوبنهايمر» لكريستوفر نولان بـ7 أوسكارات، وهذا كان في قمّة التوقعات. فمنذ انطلاقه للعروض التجارية في 3 سبتمبر العام الفائت، دخل عرين المنافسات بقوّة وارتفعت إثر ذلك التوقعات المحيطة به. وهو لم يُخب أمل أحد عندما التقط 7 من الجوائز الـ11 التي رُشح لها بما فيها جائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل «سيليان مورفي» وأفضل ممثل مساند «روبرت داوني جونيور» وأفضل تصوير «هويت ڤان هويتيما» وأفضل توليف «جينيفر لامي».

الفيلم التالي حسب عدد الجوائز التي فاز بها هو «أشياء مسكينة»، الذي خرج بـ4 جوائز هي: أفضل تصميم ملابس وأفضل تصميم إنتاجي وأفضل تجميل (Make Up) وأفضل ممثلة في دور أول «إيما ستون»، التي كان فوزها من تلك النتائج غير المتوقعة بقوة. وكنا أعربنا هنا عن بعض الريبة من أن يكون دور الممثلة ليلي غلادستون المهمّش إلى حد في فيلم «كيلرز أوف ذَ فلاور مون» كافياً لمنحها الأصوات المطلوبة لفوزها بالفعل؛ رغم ذلك، توقع فوزها كان سائداً بين الجميع إلى أن جاءت النتيجة على عكس ذلك.

الممثلة الأفرو – أميركية داڤين جوي راندولف، نالت بالفعل ما توقعه الجميع لها وهو جائزة أفضل ممثلة مساندة عن فيلم «المستمرون»، وهو الفوز الوحيد للفيلم الذي ترشّح بوصفه أفضل فيلم وأفضل ممثل أول «بول جياماتي»، وأفضل سيناريو أصلي (نالها فيلم «تشريح سقوط») وأفضل توليف (التي خطفها «أوبنهايمر» أيضاً).

شتيمة عارية

خروج روبرت داوني جونيور بأوسكار مستحق بوصفه أفضل ممثل مساند (عن «أوبنهايمر») دفع بمنافسيه، وهم مارك روفالو وسترلينغ براون وروبرت دي نيرو ورايان غوزلينغ، للخروج من المولد بلا حمص. لكن من باب التعويض غنّى غوزلينغ مبرهناً على بعض الموهبة في ذلك المجال.

المناسبة كانت احتفاء استعراضياً بفيلم «باربي» الذي ظهرت فيه مارغوت روبي التي لم تُرشّح أساساً، وصفّق الحاضرون سعداء في حين علّق مقدّم الحفل جيمي كيمل موجهاً حديثه للحاضرين: «تصفقون الآن لكنكم أنتم من حرم (المخرجة) غريتا غرويغ الجائزة».


مقدّم الحفل جيمي كيمل

تعليق كيمل هو واحد من تلك التعليقات الجافّة التي تجاوب الحاضرون لها ضاحكين أو صامتين، وهناك العديد من مثل هذه المواقف التي تذكّرنا، عاماً بعد عام، بأن الأوسكار صار أشبه باستعراض مسرحي توزّع فيه الجوائز.

من بعض ما ادخرته الأكاديمية من «مفاجآت» تقديم ممثل مغمور، اسمه جون سينا، جائزة «مصممي الإنتاج»، وهو عار تماماً باستثناء الورقة التي كُتب عليها أسماء المرشّحين. هذا يذكّر بواقعة حصلت سنة 1974 خلال المناسبة الـ46 من حفل الأوسكار عندما شوهد رجل عار يركض من يمين المسرح إلى يساره خلف الممثل البريطاني ديڤيد نيفن الذي عهد إليه تقديم الحفل.


أرنولد شوارتزنيغر جنباً إلى جنب مع الممثل داني ديڤيتو 

العام الحالي، ظهر كل من أرنولد شوارتزنيغر جنباً إلى جنب مع الممثل داني ديڤيتو (أحد أقصر ممثلي السينما) معاً لتقديم إحدى الجوائز. كانا اشتركا في بطولة فيلم «توأم» (أحد أسوأ كوميديات 1988). كذلك مثّل كلٌ منهما، منفصلاً عن الآخر، دور الشرير في «باتمان يعود» (1992).

حضور أجنبي

لم تكن كل لحظات الحفل على هذا النحو الدعائي الساخر بل كانت هناك بضع لحظات جمد فيها الجميع متعجبين. إحداها كانت عندما تقدّم الممثل آل باتشينو إلى المنصّة لتقديم الفائز بأفضل فيلم (تلك التي ذهبت كما تقدّم لـ«أوبنهايمر»). فتح باتشينو المغلّف الذي يحتوي على عناوين كل الأفلام المتنافسة هذا العام (عشرة) وتجاهل ذكرها جميعاً (كما جرت العادة) وقفز إلى الفيلم الرابح وحده. التصفيق كان للفيلم وليس لاختصاره الذي بدا مقصوداً.


فوز إيما ستون كان لحظة عاطفية في مكانها

فوز إيما ستون كان لحظة عاطفية في مكانها أيضاً. كما مرّ آنفاً توجهت جائزة أفضل ممثلة لإيما ستون بدل ليلي غلادستون. اللقطة التي تركّزت على وجه إيما ستون لفوزها عن «أشياء مسكينة» عبّرت أكثر من مائة كلمة عن دهشتها.

بالعودة سريعاً إلى «باربي»، لم يكن الفيلم الوحيد الذي لم يحظ بجائزة رئيسية ما، بل صاحبه بذلك فيلم مارتن سكورسيزي «كيليرز أوف ذَ فلاور مون» الذي سجل صفر جوائز. وكان الفيلم رُشح لـ10 جوائز.

في لفتة تقدير واضحة للإنتاجات الأوروبية فاز «منطقة الاهتمام» بأوسكار أفضل فيلم عالمي وبأوسكار أفضل صوت، في حين خسر سباق أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل سيناريو مقتبس.

كذلك فاز «تشريح سقوط» بأوسكار واحد (من أصل 5 ترشيحات) أفضل سيناريو أصلي. بدوره كان مرشّحاً لأوسكار أفضل فيلم وأفضل إخراج لكن «أوبنهايمر» ومخرجه كريستوفر نولان كانا الجوكر الذي حصد كل شيء.


جونا هيث تحصد جائزة الأوسكار لأفضل تصميم إنتاج عن فيلمها «أشياء مسكينة»

لكن الفوز الأكثر تعدداً لفيلم غير أميركي كان من نصيب «أشياء مسكينة» الذي خرج بـ4 جوائز أهمّها تلك التي نالتها إيما ستون عن بطولتها لذلك الفيلم.كار

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights