أخبار عربية وعالمية

بايدن يشيد بمساهمات ملايين العرب الأميركيين

حملة بايدن جمعت «تبرعات تاريخية» في سهرة انتخابية بنيويورك

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، جميع مواطنيه إلى الاحتفال بـ«شهر التراث العربي الأميركي»، غداة تنظيم حفل تبرعات في نيويورك شهد احتجاجات واسعة على خلفية دعمه حرب إسرائيل في غزة.

وفي مذكرة خاصة بمناسبة إعلانه شهر التراث العربي الأميركي، أشاد الرئيس الأميركي بأكثر من 3.5 مليون من العرب الأميركيين الذين «ساعدوا في كتابة القصة الأميركية، ودفع أمتنا إلى الأمام»، مذكراً بأن الأشخاص من ذوي التراث العربي من المهاجرين الذين جاءوا إلى شواطئ الولايات المتحدة «ساعدوا في بناء أميركا – بدءاً من القتال في الجيش القاري من أجل استقلالنا، إلى خدمة قضية الحرية خلال الحرب العالمية الثانية، إلى المساعدة في بناء المدن والمجتمعات في كل أنحاء بلادنا». وأكد أن «هذا الإرث من الشجاعة والمرونة والخدمة لا يزال حياً اليوم لدى العرب الأميركيين في كل أنحاء بلادنا»، مشيراً إلى عناصر الخدمة العسكرية الأميركية والموظفين العموميين الشجعان الذين «يواصلون الدفاع عن أمن أمتنا»، بالإضافة إلى «المهندسين والعلماء والمهنيين الطبيين العرب الأميركيين الذين يقودون اختراقات جديدة، ويرسمون مستقبلًا أفضل للجميع»، وكذلك «أصحاب الأعمال ورواد الأعمال من العرب الأميركيين، الذين يخلقون فرص العمل، وينهضون بالمجتمعات في كل أنحاء البلاد»، فضلاً عن «المعلمين العرب الأميركيين وقادة المجتمع (…) والذين يخدمون في كل أنحاء إدارتي، والذين يساعدوننا في بناء أمة أقوى وأكثر عدلاً».

«دمرتني المعاناة»

واعترف بايدن بـ«الألم الذي يشعر به كثير من أفراد المجتمع العربي الأميركي بسبب الحرب في غزة»، مضيفاً أن «الصدمة والموت والدمار في إسرائيل وغزة أودت، ولا تزال تودي، بحياة عدد كبير جداً من الأبرياء». وقال: «دمرتني معاناة كثيرين، وأنا أحزن على الأرواح التي أُزهقت، وأصلي من أجل الأحباء الذين تركوا وراءهم ومن أجل جميع الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين يعيشون في ظروف صعبة»، مؤكداً أن إدارته «تعمل مع الشركاء في كل أنحاء المنطقة للاستجابة للأزمة الإنسانية العاجلة، وتقديم المساعدات التي تمس الحاجة إليها في غزة، وإطلاق الرهائن الذين احتجزوا خلال الهجوم الإرهابي الوحشي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وإقرار وقف فوري لإطلاق النار يستمر مدة 6 أسابيع على الأقل، والذي سنعمل على بنائه ليصير أكثر ديمومة». وقال: «نحن نركز أيضاً على ضمان الحفاظ على الهدوء واستعادته في الدول المجاورة، بما في ذلك لبنان»، مضيفاً أنه «علينا أن نحافظ على المساحة المتاحة للسلام – لحل الدولتين مع توفير تدابير متساوية من الأمن والكرامة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين». وأعلن التزام العمل مع الجالية العربية الأميركية «التي تظل مدافعة حاسمة عن الشعب الفلسطيني والعربي والسلام العادل والدائم».

مكافحة الإسلاموفوبيا

وأقر بايدن بأن «الأميركيين العرب لا يزالون هدفاً للتحيز والتمييز، بما في ذلك المضايقات وجرائم الكراهية والخطاب العنصري والهجمات العنيفة»، مشيراً إلى مقتل طفل فلسطيني في منزله الشهر الماضي، وطعن شاب قرب حرم جامعي، وإطلاق النار على مجموعة من الطلاب بينما كانوا يسيرون في الشارع في «تذكيرات مأساوية بأن الكراهية لا تختفي أبداً». وأكد أنه «يكافح ضد صعود كل أشكال الكراهية، بما في ذلك ضد العرب الأميركيين»، مذكراً بإلغاء حظر السفر على المسلمين من دول في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب. وأضاف أنه يعمل على «تطوير أول استراتيجية وطنية على الإطلاق لبلادنا لمكافحة الإسلاموفوبيا وأشكال التحيز والتمييز ذات الصلة في الولايات المتحدة».

تبرعات «تاريخية»

جاء خطاب بايدن غداة تنظيم أمسية لجمع تبرعات لتمويل حملته الرئاسية للانتخابات الأميركية، في نيويورك، شارك فيها الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون. وأعلن فريق بايدن جمع «مبلغ قياسي» يزيد على 25 مليون دولار، مشيراً إلى أن هذا المبلغ أكبر مما جمعته حملة المرشح الجمهوري دونالد ترمب خلال شهر (شباط) فبراير كاملاً.

وبينما كان بايدن يحشد الدعم المالي قبل انتخابات نوفمبر، احتج متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين أمام القاعة، في حين أطلق أشخاص داخلها صرخات استهجان قبل أن يُبْعَدوا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وشارك في إحياء الأمسية عدد من المشاهير، بينهم المغنيتان كوين لطيفة وليزو، قبل أن يجلس رؤساء الولايات المتحدة الـ42 والـ44 والـ46 لجلسة أسئلة وأجوبة أدارها الكوميدي ستيفن كولبير. وحضرت أيضاً رئيسة تحرير مجلة «فوغ»، آنا وينتور. وتضمّنت المناقشة مواضيع جادة وبعض النكات، وانتهت مع انضمام أوباما وكلينتون إلى بايدن في وضع نظارات شمسية من طراز «أفييتور»، وهي الإكسسوار المفضَّل للرئيس الديمقراطي. وأبرز هذا الحدث قدرة الحزب الديمقراطي على جمع الأموال. وذكرت محطة «إن بي سي نيوز» أن تكلفة التقاط صورة مع الرئيس الحالي وسلفَيه قد تصل إلى 100 ألف دولار. وقال جيفري كاتزنبرغ، الممول الكبير للحملة الديمقراطية، في بيان إن «الأرقام لا تكذب: حدث اليوم هو عرض قوة ضخم، وانعكاس حقيقي للزخم لإعادة انتخاب بايدن – هاريس»، في إشارة إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس. ويحظى الرئيس الديمقراطي بمصادر تبرعات أفضل من تلك التي يحظى بها منافسه الجمهوري، الذي يستخدم جزئياً الأموال التي جُمعت من أنصاره لتغطية النفقات المرتبطة بالإجراءات القانونية المتعددة التي يخضع لها.

وفي المقابل، انتقد ستيفن تشيونغ، الناطق باسم دونالد ترمب، عبر منصة «إكس»، «الأمسية البرّاقة» للديمقراطيين الثلاثة «مع متبرّعيهم النخبويين والمنفصلين عن الواقع».

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights