لايف إستيل

الملابس المناسبة في موجات الحر الشديدة

مع تزايد حدة موجات الحر الشديدة، أصبحت الملابس الصيفية تلعب دورا مهمًا في إبقاء الجسم هادئا ومنتعشا، إذ تتطلب موجات الحر اختيار الملابس بدقة، من حيث الأقمشة والتصاميم والألوان، للحفاظ على رطوبة الجسم وتقليل الشعور بالحرارة.

كيفية اختيار الملابس لشعور الجسم بالراحة والانتعاش

اللون والتصميم

في فصل الصيف، يميل معظم الناس إلى ارتداء اللون الأبيض، لأنه يعكس أشعة الشمس بدلًا من امتصاص الضوء، وبرغم صحة هذه النظرية إلا أنها تصبح أكثر تعقيدًا عند الحديث عن سمك الملابس وملاءمتها، لأن الحرارة لا تأتي من الشمس فقط، بل تأتي من أجسادنا أيضًا، فعندما تضرب الحرارة المنبعثة من أجسادنا الملابس البيضاء، فإنها تنعكس علينا مرة أخرى.

وفي عام 1980، أجريت دراسة حول سبب ارتداء البدو في شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط وشمال أفريقيا ملابس سوداء في الصحراء، واكتشفت الدراسة أن التعرض للحرارة كان هو نفسه سواء ارتدى أفراد القبائل اللون الأسود أو الجلباب الأبيض.

ملابسك المثالية لموجة الحر.. كيف تحافظ على انتعاشك في الطقس الحار؟

والمثير للدهشة أن الخبراء اكتشفوا أن الأقمشة ذات اللون الأسود تعتبر بمثابة مشعاع أفضل للحرارة، بمعنى أنها تمتص الحرارة المنبعثة من الجسم، ويمكن أن يلعب هذا دورًا في تبريد الجسم. والسر في لبس البدو الملابس السوداء الفضفاضة، هو أن هذه الملابس تعمل على تسخين المسافة بين القماش والجلد، مما يعزز تيار الهواء التصاعدي ويوفر راحة التبريد، وتساعد الأقمشة ذات الملمس مثل النسيج القطني أو البيكيه، وهو قماش يستخدم غالبًا في قمصان البولو الرياضية على رفع الملابس عن الجسم، بدلًا من أن تظل مريحة ومشدودة.

خامات الملابس

ويعد اختيار النسيج أمرا بالغ الأهمية، إذ ينصح المصممون باختيار الخامات التي تسمح بمرور بخار الماء من خلالها، حتى لا تمنع تبخر العرق، وبعض المواد الحديثة المعتمدة على الرياضة تفعل ذلك. وجميع المنسوجات تحبس الأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الجسم إلى حد ما، مما يساعد على إبقائنا دافئين في الطقس البارد، ولكنها ليست مثالية في يوم حار، لذا فإن ارتداء ملابس قابلة للتنفس أمر مهم.

وبرغم أنه يتم تصنيف كلا من القطن والكتان والنايلون والبوليستر غير المطلي على أنها أقمشة قابلة للتنفس إلى حد ما، مما يعني أنها تسمح بمرور العرق والحرارة، إلا أنها مختلفة عن الأقمشة الماصة التي تسحب الماء من الجسم بشكل فعال.

ويمتص القطن والبوليستر ويعكسان غالبية الأشعة تحت الحمراء التي تصل إليهما بما يقرب من 99% مما يعني أنهما غالبًا ما يظهران باللون الأبيض في صور الأشعة تحت الحمراء. لكن هذه المواد تسمح أيضًا بمرور 30-40% من الضوء المرئي، ويمكن أن يؤدي هذا المزيج إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل أسرع، وذلك لأن الضوء المرئي الوارد يمكن أن يولد حرارة لا يمكن بعد ذلك الهروب منها كأشعة تحت الحمراء يولدها الجسم.

ولكن آلية التبريد الأخرى في الجسم، مثل التعرق، تلعب دورًا أيضًا على سبيل المثال، يمتص القطن الرطوبة ولكنه لا يجف بسرعة، لذا إذا كنت تتعرق كثيرًا، فستظل ملابسك مبللة، مما يجعلها أقل راحة. والكتان أيضا يتمتع بتهوية ممتازة بسبب أليافه الكبيرة، ولكنه مثل القطن بطيء الجفاف، ويعتبر صوف ميرينو خيارًا شائعًا لعشاق الهواء الطلق لأنه مسامي ويمتص الرطوبة دون الاحتفاظ بالرائحة، ويُستخدم النايلون والبوليستر في معظم الملابس الرياضية حيث يمتصان الرطوبة ويجففان بسرعة، لكنهما للأسف يحتفظان بالرائحة، لذا اقترحت إحدى الدراسات ارتداء ملابس مصنوعة من الخيزران، وهو موصل منخفض للحرارة، ولا يؤثر على الراحة.

أقمشة تحفظ البرودة

وتستثمر الشركات الرياضية مثل «نايكي» و«أديداس» الملايين في تصميم الأقمشة الذكية، كما يبذل العلماء قصارى جهدهم للبحث عن الأقمشة التي تحافظ على برودة الجسم. ووجد العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن التوازن الرئيسي للسماح للحرارة بالإشعاع بعيدًا عن الجسم بشكل أكثر فعالية هو مادة غير شفافة للضوء المرئي، تعكس هذه المادة ضوء الشمس ولا تمتصه، وفي نفس الوقت تظهر شفافة في الأشعة تحت الحمراء، مما يسمح للجسم بالتخلص من الحرارة بدلًا من حبسها بين المادة والجلد. وأيضا اكتشفوا أنه من خلال جعل ألياف النايلون والبوليستر أرق، حوالي ميكرومتر واحد في القطر، ونسجها في خيوط بسمك 30 ميكرومترًا، قد يساعد مرتديها في الحفاظ على درجة حرارة أكثر راحة.

واستطاع علماء في جامعة ميريلاند في الولايات المتحدة تطوير أليافًا صناعية ذات طبقات تغير هيكلها استجابةً للظروف الخارجية، مما يؤدي إلى إطلاق المزيد من الحرارة مع ارتفاع درجة الحرارة، حيث يتمدد الخيط المتكيف وينكمش، مما يغير المسافة بين الألياف، وتسمح المسافات الأوسع للنسيج بالتنفس، مما يسمح للحرارة بالإشعاع حتى يشعر مرتديها بالبرودة.

لإضافة إلى ذلك، حاولت مجموعة أخرى تجربة الملابس المزينة بشرائط تتسطح وتنحني للمساعدة في تبريد الجسم بأكثر من درجتين مئويتين. في الطقس الحار، تنحني الشرائط باتجاه الهواء، مما يبدد الحرارة من الجسم. وفي نفس الوقت، تعمل مجموعات أخرى على استكشاف مواد متغيرة الطور تتضمن كبسولات أو أليافًا من المواد التي تذوب أثناء تسخينها، مما يساعد على امتصاص الحرارة الزائدة.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights