تعليم و تكنولوجيا
“الدروس الأونلاين” تهزم مراكز الدروس في مصر
شهدت ظاهرة “الدروس الأونلاين” على الشبكة العنكبوتية إقبالا كثيفا بين المصريين، بل وخطفت الأضواء من مراكز الدروس التقليدية، وتحديدا منذ انتشار جائحة فيروس “كورونا” المستجد قبل عامين، التي أجبرت العالم على الجلوس في المنزل، فما هي فوائدها والسر وراء رواجها.
و”الدروس الأونلاين” هي فيديوهات مصورة، يعرضها المعلمون عبر منصات خاصة بالمعلمين وتكون مدفوعة الأجر، أو على موقع “يوتيوب” وتكون مجانية.
ويدرك غالبية المعلمون جيدا أن رفع الفيديوهات على مواقع مجانية سيدفع الطلاب لعدم الحضور إلى مراكز الدروس، لذلك يقومون برفع فيديوهات شرح الدروس على منصات مدفوعة، ويرفعون فيديوهات خاصة بحل مسائل الفروض المنزلية عبر مواقع مجانية.
3 فوائد لـ”الدروس الأونلاين”
وعن كيفية الدفع المادي لمنصات دروس الفيديو، يقول محمد أحمد الصيني، في تصريحات لـ”سبوتنيك”، أن “الطلاب يتوجهون إلى مراكز الدروس ويشترون “كود”، يساعدهم على فتح منصة المدرس على الإنترنت، ومشاهدة الدرس الخاص بكل كود، بينما يجمع مركز الدروس أرباح تلك الأكواد ويرسلها إلى المدرس”.
وعن فوائد “الدروس الأونلاين”، يؤكد الصيني أن لها عديدة للغاية: هي إمكانية الدراسة عن بعد، دون الحاجة إلى تحمل الأعداد الكبيرة التي تكتظ بها مراكز الدروس، كما أن الطالب سيركز بشكل أفضل لأنه وحده أمام شاشة الهاتف الذكي أو الكومبيوتر”.
كذلك هناك استفاة أخرى من “الدروس الأونلاين”، بحسب الصيني، وهي “عملية الأمان لأولياء الأمور، لأن أبناءهم يتلقون الدروس أمامهم دون الحاجة لركوب مواصلات أو البعد عن المنزل”.
أما بالنسبة للمدرس، فيوضح محمد أحمد الصيني، أن
“المدرسين قد يتمكنون من تسجيل المنهج كاملا خلال شهر واحد، ثم يبدأون في عملية بيع أكواد الدروس طوال العام، دون الحاجة إلى التوجه إلى المراكز أو المنازل لتقديم الدروس، والشرط الوحيد لنجاح ذلك هو أن يكون المدرس مشهورا”.
“فيلم سينمائي لا تفاعل فيه”
وعلى النقيض، أبدى، مجدي السيد بشير، وهو معلم أول لغة عربية، اعتراضه على “الدروس الأونلاين” قائلا: “هذه الفكرة لن تنجح ولن تؤتي بنتائج جيدة مع الطلاب، لأنها تفتقد التفاعل بين المعلم والطالب، كما أن المعلم لن يتمكن من متابعة الطلاب بشكل جيد وكيف كانت إجابات فروضهم المنزلية، فـ”الدروس الأونلاين” أشبه بمشاهدة فيلم سينمائي معلب لا تفاعل فيه، أما الدور الخاصة بالمنزل فهو أشبه بالمسرحية، بها تفاعل واضح بين الملقي والمتلقي”.
أما عن مراكز الدروس، فيرى بشير أنها
“أصبحت بديلة للمدرسة، لكن إذا فكر أولياء الأمور بشكل منطقي، فسيجدون أنها لا زالت تحمل سلبيات المدرسة لكن بتكلفة أكبر؛ فأولياء الأمر يشتكون أن الفصول المدرسية مكتظة بـ50 أو 60 طالبا، والأمر أكثر اكتظاظا بمراكز الدروس، كما أن المدرسين يتعمّدون توزيع المقرر والمنهج الدراسي على أكبر عدد حصص ممكنة بمراكز الدروس حتى يحصلوا على مقابل مادي أكبر”.
سلبية وحيدة في “الدروس الأونلاين”
ويتفق مع مجدي السيد بشير في الرأي، حسن محمد، وهو طالب بالمرحلة الإعدادية، الذي أكد أنه “يفضّل مراكز الدروس، لأن مساحتها أوسع، ومكيفة، ولا تعرّض الطالب للحرج أمام أهله إذا أخطأ”.
بينما يقول، محمود رمضان، وهو طالب بالمرحلة الإعدادية، إن “العوامل الإيجابية في مراكز الدروس لا تتعدى كونه مكيف ومساحته أوسع، لكنه يفضّل تلقي الدروس الخاصة في المنزل، لأنها تساعده على التركيز بشكل أكبر، وتعفيه من زحام مراكز الدروس”.
أما عن رأيه في “الدروس الأونلاين”، فيقول رمضان إنها فكرة جيدة، وأنه شخصيا يراجع الدروس عليها عن طريق هاتفه الذكي، لكن سلبيتها الوحيدة هي أنه “لا يستطيع من خلالها سؤال المدرس عن أي شيء لم يتفهمه في الدروس الموجودة على منصات أونلاين”.
وختم المدرس، مجدي بشير، تصريحاته لـ”سبوتنيك” بتوجيهه رسالة إلى المدرسين، هي: “الأمر ليس تجارة، يجب على كل المدرسين أن يستوعبوا أن أولياء الأمور يعانون من أجل تحمّل تكلفة هذه الدروس، وعلى المدرسين التعامل مع أولياء الأمور والطلاب وكأنهم إخوتهم وأبناءهم، إذ لا يستغلون حاجتهم للتعليم بتلقي أكبر قدر من المال، دون وقوع منفعة عائدة على ولي الأمر والطالب”.