اعلنت كريستالينا جورجييفا، المديرة التنفيذية لـ صندوق النقد الدولي، أن مصر سوف تستنزف احتياطياتها الثمينة من النقد الأجنبي ما لم تقم بتخفيض قيمة الجنيه مرة أخرى.
وأشادت جورجييفا، في مقابلة مع بلومبرج، بالخطوات الأخرى التي اتخذتها مصر، وهي ثاني أكبر مقترض من صندوق النقد بعد الأرجنتين، لتصحيح مسار اقتصادها المتأزم.
مديرة صندوق النقد: لا مفر من قيام مصر بتخفيض قيمة الجنيه مرة أخرى
وخفضت مصر قيمة عملتها 3 مرات منذ أوائل عام 2022، وخسر الجنيه ما يقرب من نصف قيمته أمام الدولار.
وقالت غورغييفا إن “مصر تؤخر أمرًا لا مفر منه عبر الامتناع عن القيام (خفض قيمة العملة) بذلك مرة أخرى، وكلما طال الانتظار، أصبح الأمر أسوأ”.
ووافق صندوق النقد في ديسمبر الماضي على قرض قيمته ثلاثة مليارات دولار في إطار “تسهيل الصندوق الممدد” لمصر التي تتعرض لضغوط مالية قوية منذ انكشاف مشكلات طويلة الأمد بسبب التداعيات الاقتصادية للحرب في أوكرانيا.
عدم رضا الصندوق عن التقدم الذي أحرزته مصر في الوفاء بشروط الاتفاق
ويخضع تقديم الدفعات ضمن البرنامج الذي تبلغ مدته 46 شهرا لثماني مراجعات. وكان من المقرر إجراء المراجعة الأولى في مارس لكنها لم تجر وسط تقارير تفيد بعدم رضا الصندوق عن التقدم الذي أحرزته مصر في الوفاء بشروط الاتفاق.
وتعهدت مصر باعتماد سعر صرف مرن عندما توصلت إلى اتفاق القرض مع صندوق النقد الدولي أواخر العام الماضي، لكن السعر الرسمي ظل دون تغيير تقريبا منذ حوالي ستة أشهر عند نحو 30.93 جنيه للدولار. ويجري تداول الجنيه عند نحو 40 أو41 جنيها للدولار في السوق السوداء.
وفي يونيو، بدا أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستبعد تخفيض قيمة العملة أكثر على المدى القريب، قائلا إن مثل هذه الخطوة قد تضر بالأمن القومي والمواطنين.
وقالت وزارة المالية المصرية الشهر الماضي، إن مصر اتفقت مع صندوق النقد الدولي على دمج المراجعتين الأولى والثانية في توقيت واحد من المتوقع تحديده قبل نهاية 2023.
يذكر أن احتياطي مصر من العملات الأجنبية يواصل الارتفاع بوتيرة محدودة منذ أكتوبر 2022، في ظل شح العملة الصعبة، ليصل إلى 34.970 مليار دولار في نهاية سبتمبر.