«نعم أنا خارج فلسطين.. لكنى مع غزة بقلبى ومشاعرى»، تصريح منسوب لأبوعبيدة، الناطق الرسمى باسم كتائب «القسام»، الجناح العسكرى لحركة حماس، إذ نشرَ أحد الحسابات العربية الموثقة على منصة «إكس»- تويتر سابقًا- خبرًا منسوبًا لقناة الجزيرة، يؤكد خروج «أبوعبيدة» خارج حدود فلسطين، وكأنه «يُناضل خارج البلاد، تاركًا ضحايا غزة يعانون منذ بداية العدوان الإسرائيلي».
ما صحة التصريح؟
بالرجوع إلى حساب قناة الجزيرة على جميع منصاتها، لم نجد التصريح المذكور سابقًا على لسان أبوعبيدة، المعروف أيضًا بـ«المُلثم»، وذلك مع اختلاف خط الكتابة الذى تستخدمه القناة للكتابة على منصاتها عن الموجود فى التصريح المُزيف المتداول على «إكس».
نشرَ أحد الحسابات العربية الموثّقة، خبر سفر أبوعبيدة خارج فلسطين للمرة الأولى فى 11 ديسمبر، وكتب «مقاومة عن بُعد.. قيادات حركة حماس يعيشون وسط عائلاتهم وفى القصور الفاخرة خارج البلاد، الضحايا هم أهل غزة».
تفاعل مع المنشور أكثر من ألف شخص، ووصلت نسبة المشاهدة 350 ألف شخص، فيما أعاد نشره مرة أخرى ما يُقارب ألف شخص.
أين اختفى أبوعبيدة لمدة أسبوعين؟
يظهر أبوعبيدة بمعدل مرة أسبوعيًا، عبر قناته على تطبيق «تلجرام» التى يقال إنها انطلقت عام 2020، ولا توجد لديه أى منصات تواصل اجتماعى أخرى معروفة، ليتحدث عن آخر تطورات الاشتباكات فى الحرب على غزة، ما جعل اختفاءه لمدة أسبوعين لغزًا، وفتح المجال لكثير من التكهنّات، إذ أعلنت القناة الـ13 الإسرائيلية نبأ مقتله، دون أن تذكر تفاصيل العملية العسكرية التى انتهت بتصفيته.
وبعد مرور أسبوعين على اختفائه، ظهر أبوعبيدة 10 ديسمبر، فى تسجيل صوتى له، معلنًا أن الكتائب تمكنت من تدمير 180 آلية عسكرية إسرائيلية، منذ نهاية الهدنة المؤقتة قبل 10 أيام.
ظهور أبوعبيدة صوتيًا، جعل الكثيرين يتكهنّون بإصابته أو مقتله خلال الحرب، وجعل وسائل الإعلام الإسرائيلية تتراجع عن أنباء «مقتله»، إذ استبدلوا تلك الرواية بأخرى تقول إن «غياب الناطق الرسمى باسم القسام ربما يعود إلى إصابته أو مقتله خلال الحرب الدائرة فى غزة»، ما يعنى أنه لم يخرج من فلسطين، ولا يزال موجودا داخلها.
من جانبها، أشارت تقارير فلسطينية أن أبوعبيدة أُصيب بجراح خطيرة فى هجوم للجيش الإسرائيلى فى الشجاعية، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أنه أصيب بجروح خطيرة نتيجة قنبلة إسرائيلية فى مخبأه بخانيونس، بالإضافة إلى 6 عناصر آخرين من التنظيم كانوا يقيمون معه هناك.
كما لمّحت تقارير فلسطينية أنه يرقد فى مستشفى ناصر بخانيونس وأن حركة حماس تمنع الناس من الوصول إلى المكان الذى يرقد فيه.
صرح مصدر فى قطاع غزة، صباح اليوم، أن «أبوعبيدة، والناطق الرسمى لكتائب القدس أبوحمزة، بصحة جيدة ويعملان، إذ أن غيابهم بناء على أوامر من القيادة العليا وذلك على خلفية وصول طائرات تجسس بريطانية مزودة بتقنية دقيقة تحدد موقع الشخص باستخدام بصمة الإصبع بالموجات فوق الصوتية. ولذلك فإنهم لن يصدروا أى بيان سليم حتى يتم إيجاد حل لهذه المشكلة فى أسرع وقت ممكن».
ماذا قال أبوعبيدة فى آخر ظهور له؟
قال أبوعبيدة فى التسجيل الأخير إن مقاتلى القسام تمكنوا من تدمير 180 آلية عسكرية إسرائيلية، كليا أو جزئيا، خلال 10 أيام وتنوعت تلك الآليات بين الدبابات وناقلات الجند والجرافات.
وقصفت الكتائب مناطق فى محيط غزة وعسقلان وأسدود وحتى تل أبيب بعشرات الصواريخ ومديات مختلفة.
هاجم مقاتلو القسام الآليات الإسرائيلية بالقذائف المضادة للدروع من طراز «الياسين 105»، وقذائف «التاندوم»، وعبوات «شواظ»، و«العمل الفدائى».
ونفذ مقاتلو القسام عشرات عمليات القنص وتفجير حقول الألغام وتفخيخ فوهات الألغام وإيقاعها فى مصائد معدة مسبقًا، وأسفرت هذه العمليات عن عدد كبير من القتلى والجرحى من القوات الإسرائيلية.
فشلت إسرائيل فى شمال قطاع غزة وجنوبه، وستفشل أكثر وأكثر كلما استمرت حربها فى القطاع.
أثبتت الهدنة المؤقتة صدق ما كنا نعلن عنه فى البداية، وفى المقابل كذب قيادة العدو ومتحدثيه، فأسراه لن يخرجوا إلا بالإفراج المشروط الذى أعلناه فى بداية المعركة.
لن تستطيع إسرائيل أخذ أسراها أحياء، بدون تفاوض، كما أثبتت تلك العملية التى نفذتها إسرائيل قبل أيام لتحرير أحد أسراها (أدت العملية إلى مقتله).
يُذكر أنه فى 25 أكتوبر الماضى، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، أفيخاى أدرعي، مقطع فيديو على (×) تويتر يظهر صورة لرجل يقول إنه أبوعبيدة.
وقال أدرعى إن الاسم الحقيقى للرجل هو «حذيفة سمير عبدالله الكحلوت»، ولم تعلق حماس ولا القسام على هذه الادعاءات.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن أبوعبيدة حصل على درجة الماجستير من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بغزة عام 2013، وأضافت أنه كتب أطروحة بعنوان: «الأرض المقدسة بين اليهودية والمسيحية والإسلام»، وأنه كان يستعد للحصول على درجة الدكتوراه.
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن أبوعبيدة ينحدر فى الأصل من قرية نعليا فى غزة، التى احتلتها إسرائيل عام 1948. ويعيش الآن، بحسب التقارير، فى جباليا شمال شرق غزة.