أخبار عربية ودولية

غضب دولي من استهداف «الاحتلال» عمال إغاثة في غزة

توالت ردود الفعل الدولية الغاضبة من استهداف غارة إسرائيلية عمال إغاثة بمنظمة المطبخ المركزى العالمى الخيرية «وورلد سنترال كيتشن» فى قطاع غزة، والتى أسفرت عن مقتل 7 أشخاص من جنسيات مختلفة.

وأكدت مصر رفضها واستنكارها القاطع لاستمرار إسرائيل فى استهداف المنظمات العاملة فى المجال الإنسانى، والتى تقوم بدور حيوى ورئيسى فى مواجهة الأوضاع الإنسانية الكارثية فى قطاع غزة، دون محاسبة أو تحمل للمسئولية عن تلك الانتهاكات السافرة للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى.

وجددت مطالبتها بضرورة قيام إسرائيل بوضع قرارات مجلس الأمن الداعية إلى ضمان النفاذ الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية الى قطاع غزة موضع التنفيذ، مشددة على أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية المتعمدة لكل القوانين والأعراف الدولية، وعدم مبالاتها بالاعتبارات الإنسانية التى يتفق عليها الضمير العالمى، سيؤدى الى المزيد من تأزم الأوضاع الإنسانية الكارثية فى القطاع بشكل يمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولى الذى يقف عاجزًا أمام اتخاذ موقف حاسم ومؤثر تجاه تلك الانتهاكات.

وطالبت مصر بإجراء تحقيق عاجل وجدى يؤدى إلى محاسبة المسئولين عن تلك الانتهاكات الممنهجة والمتعمدة لحقوق الإنسان الفلسطينى، والامتثال التام لكل قرارات مجلس الأمن بشأن الوقف الفورى لإطلاق النار وضمان النفاذ الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية، وحماية كل العاملين فى مجال الإغاثة الإنسانية، لما يقومون به من جهود تخفف وطأة الأزمة الإنسانية التى يشهدها سكان القطاع على مدار الأشهر الماضية.

وأدان مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، جوزيب بوريل، أمس، مقتل 7 من عمال الإغاثة من منظمة المطبخ المركزى العالمى، وقال «بوريل» فى تدوينة عبر منصة «إكس»: «أدين الهجوم وأطالب بإجراء تحقيق».

وأضاف: «على الرغم من كل المطالب بحماية المدنيين والعاملين فى المجال الإنسانى نرى خسائر جديدة فى الأرواح، وهذا يدل على أنه يجب على الفور تنفيذ قرار مجلس الأمن الذى يطالب بوقف فورى لإطلاق النار، ووصول كامل للمساعدة الإنسانية وحماية معززة للمدنيين».

فيما عبرت الصين، أمس، عن صدمتها حيال الضربة الإسرائيلية التى أسفرت عن مقتل 7 من موظفى منظمة إغاثية أمريكية فى غزة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وين بين، إن بلاده «تعارض أى عمل يسىء إلى المدنيين ويدمر بنى تحتية مدنية أو ينتهك القانون الدولى»، مضيفًا: «إننا ندين هذا الهجوم».

فى غضون ذلك، عبر البيت الأبيض عن حزنه بسبب مقتل 7 موظفى إغاثة أجانب فى غزة بعد أن تعرضوا لقصف إسرائيلى.

وقالت المتحدثة باسم المجلس القومى الأمريكى، أدريان واتسون: «نشعر بالحزن والقلق العميق بسبب الغارة التى أودت بحياة عمال الإغاثة من منظمة المطبخ المركزى العالمى فى غزة».

ودعت «واتسون» إلى حماية عمال الإغاثة الإنسانية، وحثت إسرائيل على «التحقيق السريع فيما حدث».

من جهته، قال رئيس الوزراء الإسبانى، بيدرو سانشيز، خلال تواجده فى العاصمة الأردنية عمان، إنه يتعين على إسرائيل توضيح الملابسات المحيطة بمقتل 7 من العاملين لصالح المنظمة الخيرية التى أسسها الطاهى الإسبانى الشهير، خوسيه أندريس، فى غارة جوية إسرائيلية على وسط غزة.

بدوره، أكد رئيس الوزراء الأسترالى، أنتونى ألبانيز، أن هناك مواطنة أسترالية فى عداد عاملى الإغاثة الأجانب الذين قُتلوا فى الغارة وسط غزة.

وقال ألبانيز إن المتطوعة، زومى فرانكوم، كانت تقوم «بعمل قيم للغاية» فى توزيع الغذاء فى غزة، مؤكدًا أن بلاده «ستسعى إلى محاسبة كاملة ومناسبة» للمسئولين عن مقتلها.

كما عبرت وزارة الخارجية البولندية عن تعازيها لعائلة متطوع بولندى قُتل أثناء عمله لصالح المنظمة.

وكانت منظمة المطبخ المركزى العالمى أكدت مقتل 7 من موظفيها فى غارة إسرائيلية على دير البلح فى غزة.

وقالت المنظمة غير الحكومية إن 7 أشخاص يعملون لصالحها، بينهم مواطنون من أستراليا وبريطانيا وبولندا، لقوا حتفهم فى ضربة جوية إسرائيلية على قطاع غزة.

وأضافت المنظمة فى بيان أن العاملين، الذين كان من بينهم أيضًا فلسطينيون ومواطن يحمل الجنسيتين الأمريكية والكندية، كانوا يستقلون سيارتين مدرعتين تحملان شعارها إلى جانب مركبة أخرى.

وذكرت «وورلد سنترال كيتشن» أنه على الرغم من تنسيق التحركات مع جيش الاحتلال الإسرائيلى، فقد تعرضت القافلة للقصف أثناء مغادرتها مستودعًا فى دير البلح، بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات الغذائية الإنسانية التى جُلبت إلى غزة عن طريق البحر.

بدورها، قالت الرئيس التنفيذى للمنظمة، إيرين جور: «هذا ليس هجومًا على وورلد سنترال كيتشن فحسب، وإنما على المنظمات الإنسانية التى تظهر فى أسوأ المواقف حيث يستخدم الغذاء سلاح حرب»، مضيفة: «هذا لا يُغتفر».

من جهتها، قالت حركة حماس فى بيان إن الهجوم الذى شنته إسرائيل على موظفى «وورلد سنترال كيتشن» يهدف إلى إرهاب العاملين فى الوكالات الإنسانية الدولية لمنعهم من مواصلة مهامهم الإنسانية.

فى المقابل، عبر جيش الاحتلال الإسرائيلى عن «حزنه الشديد» لمقتل 7 من عمال الإغاثة فى غارة على غزة، لكنه لم يعلن مسئوليته عن الحادث.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانييل هاجارى، إن المسئولين ينظرون فى الحادث على أعلى المستويات، مضيفًا أنه سيتم فتح تحقيق مستقل «سيساعدنا على الحد من خطر وقوع مثل هذا الحادث مرة أخرى».

وقال جيش الاحتلال إنه يجرى مراجعة شاملة على أعلى المستويات للوقوف على ملابسات هذا الحادث «المأساوى»، حسب تعبيره.

وأعلن جيش الاحتلال أن «هيئة مستقلة واحترافية وتتمتع بالخبرة» ستتولى التحقيق فى الحادث الذى أدى لمقتل عاملين لصالح منظمة «وورلد سنترال كيتشن».

بدوره، عبر الطاهى الإسبانى الشهير، خوسيه أندريس، الذى أسس «وورلد سنترال كيتشن» عن شعوره بالحزن والأسى على عائلات وأصدقاء الذين لقوا حتفهم فى الهجوم.

وقال عبر وسائل التواصل الاجتماعى: «على الحكومة الإسرائيلية أن توقف هذا القتل العشوائى، يجب عليها التوقف عن تقييد المساعدات الإنسانية، والتوقف عن قتل المدنيين وعمال الإغاثة، والتوقف عن استخدام الغذاء سلاحًا. لا لفقدان المزيد من الأرواح البريئة. السلام يبدأ بإنسانيتنا المشتركة. ويجب أن يبدأ الآن».

إلى ذلك، ذكرت وزيرة الخارجية اليابانية، يوكو كاميكاوا، أن بلادها ستنهى تجميد مساهماتها المالية لـ«الأونروا»، مشيرة إلى أن قرابة 35 مليون دولار من التمويل المقرر أصلًا جاهزة للصرف.

الموقع الذى قُتل فيه عمال المطبخ المركزى العالمى فى دير البلح

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights