«تحية الذئب» تتسبب في أزمة دبلوماسية بين ألمانيا وتركيا

أثارت تحية الذئب التي رفعها المدافع التركي، ميريح ديميرال، بعد تسجيله هدفا في مباراة تركيا في دور الـ16 ضد النمسا في بطولة أوروبا 2024، ضجة واسعة في ألمانيا، أسفرت عن استدعاء وزارة الخارجية الألمانية، السفير التركي في برلين، معتبرًة أن تحية الذئب تمثل اليمين المتطرف، حيث أصبحت طريقة احتفال ديميرال بتسجيل هدفه في بطولة أوروبا موضوع خلاف دبلوماسي، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.

تحية الذئب للاعب التركي ميريح ديميرال

تعرض ديميرال لهجوم من صحيفة «بيلد» الألمانية، حيث وضعت صورته على صفحتها الأولى تحت عنوان «تحية الذئب الفاشية»، واصفًة احتفال ديميرال بأنه «احتفال يميني متطرف»، كما تعرض اللاعب لانتقادات واسعة في تركيا أيضا بسبب احتفاله بهذه الطريقة، واعتبر مغردون على منصة «إكس»، أنه لم يكن من الضروري رفع علامة «الذئاب الرمادية»، وقال آخرون، إن الفرحة بالفوز على النمسا والتأهل لربع النهائي كانت 100%، لكن الاحتفال بهذه الطريقة خفضها إلى 5%.

المدافع التركي ميريح ديميرال

ما هي حركة الذئاب الرمادية؟

حركة الذئاب الرمادية هي جماعة قومية يمينية تركية تأسست في نهاية الستينات من القرن الماضي على يد الضابط السابق بالجيش التركي، ألب أرسلان توركش، الذي أسس حزب «الحركة القومية»، وتجمع شبابا يؤمنون بنظرية «تفوق العرق التركي»، ويطمحون إلى توحيد المنتمين إلى القومية التركية حول العالم في بلد واحد.

ويعود اسم الذئاب الرمادية إلى أسطورة قديمة تتحدث عن حرب إبادة تعرض لها الأتراك، ونجا منها طفل واحد فقط، اضطر إلى الزواج بذئبة وأنجب منها 12 شخصًا أعادوا بناء القبائل التركية.

ويميز أعضاء الحركة رفعهم إيماءة مميزة باليد، ترفع خلالها السبابة والخنصر بينما تضم بقية الأصابع إلى بعضها مشكلة ما يشبه «رأس ذئب».

ونفذت الحركة نحو 694 هجومًا بين عامي 1974 و1980، راح ضحيتها الآلاف، كما يعتقد أن المنظمة قاتلت في أذربيجان ضد أرمينيا، قبل أن تشارك في محاولة انقلاب انتهت بحظرها هناك، كما حظرت في كازاخستان في عام 2005.

وشاركت الحركة، التي حظرتها كثير من الدول الأوروبية، في الصراع بين القبارصة الأتراك واليونانيين في قبرص، ودعمت الأويغور في إقليم شينجيانغ الصيني، وقاتلت في حربي الشيشان الأولى والثانية ضد الروس، وفي السنوات الأخيرة ظهرت تقارير تتحدث عن تنسيقها مع تتار شبه جزيرة القرم وتركمان سوريا.

ووفقًا للجارديان، يقول خبراء في التطرف إن نظرة الذئاب الرمادية للعالم هي نظرة متشددة، تظهر الكراهية للأكراد واليهود والمسيحيين والأرمن واليونانيين والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وألقي باللوم على هذه الجماعة، التي لها تاريخ طويل من الإرهاب يعود إلى سبعينيات القرن العشرين.

وقال مؤسسها ألب أرسلان توركش عن التحية: «يرمز الإصبع الصغير إلى الأتراك، ويرمز السبابة إلى الإسلام، ويرمز الخاتم إلى العالم، أما النقطة التي تلتقي فيها الأصابع الثلاثة المتبقية فهي عبارة عن ختم، وهذا يعني أننا سنضع الختم التركي الإسلامي على العالم».

وزيرة الداخلية الألمانية تدين استخدام تحية الذئب

أدانت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فايسر، هذه البادرة، وكتبت على موقع X: «إن استخدام بطولة كرة القدم كمنصة للعنصرية أمر غير مقبول على الإطلاق»، مطالبة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بالتحقيق في الأمر والتفكير في فرض عقوبات على الفريق التركي.

وقال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إنه فتح تحقيقا ضد مدافع المنتخب التركي ميريح ديميرال لقيامه بالتلويح بإشارة «بوزكورت» شعار حركة «الذئاب الرمادية» القومية التركية المحظورة في كثير من الدول الأوروبية ومن بينها النمسا.

وجاء في بيان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: «تم فتح تحقيق وفقًا للمادة 31 (4) من لوائح الانضباط التابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم فيما يتعلق بالسلوك غير اللائق المزعوم للاعب الاتحاد التركي لكرة القدم، ميريح ديميرال».

جدل الاعب التركي ميريح ديميرال

في حديث ديميرال بعد المباراة، دافع عن استخدام هذه الإشارة، حيث جعل كلتا يديه تشبهان ذئابًا بأنوف وآذان مدببة، قائلًا: «كان لدي احتفال محدد في ذهني، شيء مرتبط بهويتي التركية، وأنا فخور للغاية بكوني تركيًا، وشعرت بهذا الفخر بعمق بعد التسجيل فأردت التعبير عن ذلك، وأنا سعيد جدًا».

وأشار إلى أنه رأى المشجعين يقومون بهذه الإشارة في المدرجات وأراد الانضمام إليهم، متابعًا: «أتمنى أن تتاح لي المزيد من الفرص للقيام بهذه البادرة ولا توجد رسالة خفية في ذلك، أردت فقط أن أظهر مدى سعادتي وفرحتي».

المدافع التركي ميريح ديميرال يرفع تحية الذئب