“أحمد إبراهيم” يكتب: “يحيي فهمي” .. خُد نورك ..!!
فكرة وتيمة التفاني والإصرار علي إتقان العمل، أصبحت من الأفكار والتيمات النادرة، فالكروته والطلسأة أصبحت عنوان الواقع والفعل المتداول مع كل جهد أو عمل يقوم به الإنسان اليوم ..
إلا أن مدير التصوير والفنان يحيي فهمي، نجي من هذا الفخ، بل ويعد واحداً من أهل الإتقان والإخلاص في العمل، فحماسته الدائمة ورغبته الأكيدة في إتقان ما يقدم، واضحة وضوح الشمس، وهذا ما لمسته بيدي وشاهدته بعيني مع أول لقاء ومعرفة به ..
ويمتلك مدير التصوير والفنان يحيي فهمي خبرة تقترب من الربع قرن في عالم صناعة السينما فهو خريج المعهد العالي للسينما دفعة 1999 قسم التصوير السينمائي، قدم خلالها العديد من الأعمال الدرامية الهامة سواء للسينما أو التلفزيون، ويعد فهمي واحداً من أبرز مصوري “الاستدي كام Steadicam ” وهي نوع وتكنيك سينمائي هام أحدث طفرة كبيرة في عالم الصورة المرئية، والذي يتطلب خبرة ومهارة سينمائية كبيرة، إضافة لقدر من اللياقة الذهنية والبدنية، والأهم من كل هذا كله حساسية عالية في التعامل مع هذه الآلة وتطويعها لخدمة المشهد المراد تصويره، لتحقيق الهدف الجمالي من استخدامها والذي يوفر استمرارية وتتابع سلسل للقطة السينمائية، مما يخلق حالة من التدفق العاطفي للمشاعر المراد التعبير عنها باللقطة أو المشهد السينمائي ..
.. خد نورك ..
ليس الجانب التقني وحده فقط هو ما يميز مدير التصوير والفنان يحيي فهمي، ففهمي لديه قدرة كبيرة علي رسم الحالة الدرامية بالنور، وبناء لوحات ضوئية متقنة حساسة ناجحة في نقل رسائل ومضامين الدراما.
وهذا ما أبدع به وحققه فهمي مع أول أفلامه السينمائية “قصر البارون – منطقة محظورة”، هذا العمل الدرامي الذي يعد تحدياً كبيراً بل وعائقاً سينمائياً أمام نجاح أي مدير تصوير، ذلك لأنه من نوع الأفلام المستقلة الـ”Low budget ” – قليلة التكلفة – والأصعب أنه فيلم رعب وإثارة والأكثر تحدياً أن غالبية أحداثه تتم ليلاً، وبمكان معتم تقريباً، هو قصر البارون إمبان ذو الطابع المعماري الفريد بجدرانه العالية وسقفه البعيد المرتفع ونوافذه الصغيرة ومقرنصاته الصغيرة المعقدة، وهو ما يجعل وصول ضوء القمر وأشتعه لداخله باهتاً هزيلاً، ولكن فهمي بحرفيته وموهبته العالية تمكن من صناعة نسيج بصري متقن حقق أهداف العمل، ليقدم فيلم هام لفريق عمل من الطاقات الفنية الجديدة سواء تمثيلياً أو إخرجياً أو إنتاجياً .. عملاً سينمائياً جيداً شارك بالعديد من المهرجانات السينمائية الهامة محلياً ودولياً ..
ليس هذا ما يستدعي الإنتباه والإلتفات والإشادة بموهبة فهمي السينمائية، ولكن بعيداً عن العمل السينمائي داخل مواقع التصوير، يمتلك فهمي قدرة عالية علي تدريس وتعليم ونقل علوم الصورة للأجيال الجديدة من راغبي تعلم فن بناء الصورة السينمائية، وهذا ما لمسته عن قرب، ففهمي يستخدم نموذجاً خاصاً يخلط فيه توهجه وحماسته الفنية مع لغة عامية بسيطة وحيل وأمثال متداولة قريبة من الذهن لنقل المعلومة السينمائية التي ورثنا جل علومها وأسرارها عن الخواجة، إلا أن فهمي ببساطته ولغته السهلة استطاع أن يقدمها للدراس في يسر وسلاسة ..
إن من أراد أن يتعلم فن نباء الصورة الدرامية أو أن يصنع كادراً فنياً مميزاً، لا أجد له أفضل من هذه النصيحة .. خد نورك من فهمي ..!!
.. أعمال متنوعة ..
.. إن قدرة مدير التصوير علي رسم الحدوته وسرد القصة الدرامية بالنور ونسج رؤية بصرية، تحقق أهداف العمل تقنياً وفكرياً وجمالياً، ليس بالأمر السهل، فهو عمل شاق يحتاج لموهبة خاصة وتفاني كبير وفوق كل هذاً حباً منقطعاً النظير للصنعة ولفن التصوير السينمائي بالتحديد، ولقد شارك مدير التصوير يحي فهمي في تقديم العديد من النماذج الفنية المتنوعة .. كالإعلانات والفيديو كليب والفيلم التسجيلي والسينمائي إضافة للعديد من الأعمال الدرامية الهامة والتي منها مسلسل ” أسرار، الياسمين الأخضر، السرايا، واحد مهم، ….” إضافة لمشاركته مصور استدي كام بالعديد من الأعمال الدرامية كمسلسل “نسل الأغراب” وأفلام “200 جنيه، بنات العم، ….”.