” حمدين صباحي” .. نااااوي علي إيه …!!!؟
كتب- أحمد إبراهيم
.. تاريخ الوطنية المصرية وعنقود حباته من رجلات تعشق الحرية، سيتمدد وتتمدد أغصانه إلي يوم الدين، فمنذ فجر التاريخ وشروق شمس هذا البلد المجيد، ومن الفلاح الفصيح وشكواه الخالدة، وحتي اليوم مروراً بمصطفي كامل وسعد زغلول في العصر الحديث إلي حمدين صباحي إبن الأمس القريب واليوم والغد البعيد، والمناضلين الباحثين عن الحرية يحصون علي أصابع اليد …
واضح الرؤية والهدف
ويبدو أن السياسي المخضرم والمنافس الرئاسي حمدين صباحي سيكون أحد درر عقد الوطنية بل وقد يكون زمرة تاج الوطنية الفريدة، فهو المعارض العنيد، الذي إختار الرؤوساء والفاسدين من ذي النفوذ والسلطة والأموال ليقف لهم معارضاً رافضاً فاضحاً كاشفاً لممارستهم وألاعيبهم ضد الفقراء والبسطاء من أبناء هذا الوطن النبيل ..
فحمدين صباحي الريفي النابه النبيل، إختار وهو الشاب الوسيم المثقف إبن كلية الإعلام، أن يكون معارضاً ونداً للرئيس السادات، في إشارة لبزوغ نجم سياسي وند شبابي جديد مختلف الإيمانات والأفكار والتوجهات، ففي يناير 1977 أحد أشهر الأعوام في تاريخ المعارضة والنضال الوطني .. تقدم في جرأة فريدة لشاب من قلب ضلوع الوطن وقرية بلطيم الساحلية، ليواجه عزيز مصر محرر الأرض من الإحتلال الصهيوني منذ شهور ليست ببعيدة، والذي يخوض معهم نزال قانوني ودبلوماسي شرس لإستراد كامل الأرض والتراب الوطني .. في جرأة ومواجهة قائمة علي رؤية وطنية عروبية صحيحة وفكر اشتراكي وممارسة جماهيرية سياسية حقيقية .. صُهرت ببوتقة واحدة جمعت حب الوطن وجماهيره وناصره الخالد عبد الناصر مكونة سبيكة من فولاز وألماظ شقت طريقها صانعة وطني معارض من طراز فريد في توقيت وظروف لم يشهدها بلد قريب أو بعيد منذ بدأت حركات التحرر الوطني بالخمسنيات والستنيات من القرن الماضي، جرأة رسائلها واضحة اللغة والفكر والمضمون هدفها وبُصلتها العدالة الاجتماعية ومناصرة القضايا الوطنية والعروبية ..
عصامية جماهيرية وسياسية
إن حمدين صباحي الطالب بكلية الإعلام، لم يكتفي بكونه صاحب فكر وأيدلوجية واضحة بل بجهد شريف وكد سياسي نبيل، أراد أن يكون بناءً وصانع مؤسسات وتنظيمات سياسية، فلقد بدأ حياته الفكرية والنضالية مؤسساً لأندية الفكر الناصري، والتي تعد الحاضنة ومصنع المناضلين من شباب المعارضين بالسبعنيات والثمانينيات، والتي سرعان ما إنتشرت بكل جامعات القطر المصري .. ومع غزو العراق تحرك المارد المعارض من جديد رافضاً تواطئ وخنوع الحكام العرب، معلناً كعادته موقفه بصارحة حادة ووضوح أشد من لهيب الشمس، ففي العام 2003 وبالرغم من كونه أحد نواب مجلس الشعب المصري وقتها، يسجن، حصانته البرلمانية لم تنفذة من الإعتقال .. فغلبة المبادئ وتمسكه بخطه ونهجه السياسي أودي به إلي السجن بعد أن قاد مظاهرات بقلب القاهرة رافضاً الغزو الأميريكي للعراق – مع أنه الصحفي الأشر والنائب البرلماني المشاكس- إلا أن قبضة حكم ورجال مبارك كانت أشد بطشاً وأكثر إحكاماً من أي قانون وأية حصانة .. ليعاند ويمارس هوياته المفضلة ويؤسس في العام 2004 أي بعد خروجه من السجن هو وأخرين بشهور حملة “كفاية – مبارك” .. لتكون الصوت الأجهر والأعلي معارضة بمصر والوطن العربي بل وبالعالم كله ضد أي وكل استبداد أو توريث أو تمديد .. لتنتهي حقبة مبارك وإبنه ورجاله، لنكون أمام فخ هائل ونفق مظلم، هو حكم الإخوان لمصر، ليكمل المارد مشواره النضالي دون خوف أو تردد بالرغم من علمه وإدراكه بدمويتهم فهم زملاء السبعنيات أول من أدخلو السلاح الأبيض والجنازير لحرم الجامعة .. فيؤسس مع آخرين جبهة الإنقاذ والتيار الشعبي ضد مرسي وجماعته، لتكون نهاية مرسي وجماعته سريعة بثورة شعبية جماهيرية نادرة الحدوث في تاريخ الإنسانية كلها ..
القضية الفلسطنية
كانت فلسطين ولازالت وستبقي حاضرة بقلب وعقل المناضل اليساري الفريد حمدين صباحي، فالتاريخ يذكر له مناقشته الناردة بحياة الشعوب العربية مع الرئيس الراحل محمد أنور السادات بجامعة القاهرة والتي كانت القضية الفلسطنية وإسترداد كامل الأرض العربية من المحتل الصهيوني أحد أهم محاورها .. ليسجن بعدها الطالب الوطني العروبي الشجاع .. ولا ينسي أبداً فلسطين وشعبها .. ليشارك بالعام 2006 في فك الحصار عن غزة .. وليبقي دائما داعماً أشراً للقضية الفلسطنية وشعبها البطل الصامد، فمنذ أن كان طالباً ورئيساً لإتحاد طلاب جامعة القاهرة، رفض السلام مع الكيان الصهيوني، ليس فقط في دروب وكواليس الحياة الطلبية ولكن أمام رأس الدولة وعلي مسمع ومرأي من مصر والعالم .. وفي العام 2016 يعاود المارد رفض وصف المقاومة العربية بالإرهابية مشاركاً بالمؤتمر العربي العام لدعم المقاومة العربية بفلسطين ولبنان وكل شبر عربي ضد المحتل الصهيوني ..
.. ناوي علي إيه ..!!
.. لم يكن حمدين صباحي مرشح الغلابة المحاصر بنفوذ وأموال زبانية السلطة ورجال الأعمال، سوي رجلاً أميناً صادقاً مناضلاً بحق من أجل أبناء طبقته من الصيادين والعمال والفلاحين بقرية بلطيم، فهو لم يخنهم أو حتي يتخلي عنهم أبداً، فبالرغم من صعوده النادر مكوناً عصامية جماهيرية وسياسية نافس بها رؤساء مصر في سلطتهم بل وفي رصيدهم الجماهيري والسياسي والتاريخي، فلازال هؤلاء البسطاء والفقراء بقلبه وعقله فلقد صك مبادئ ودساتير لأي مناضل متمسك بيساريته مجلاً مناصراً لأبناء وطنه من البسطاء، فهو القائل ..” إن الشعب هو الذى أنقذ نفسه وأنقذ جيشه” .. وحمدين هو دائماً الرافض للاستهانة بقدرت المصري وتحميله مسئولية تخلفه وكل من يروج لمثل هذه الأفكار الفاسدة مندداً بهذا السلوك وأصحابه .. “وبالمهام التي يؤديها ويتقنها «الشماشرجية» فى «طبلخانات» الإعلام وأدوات التأثير فى الرأى العام” ..
.. كما أن له رأي واضح في جماعات التأسلم السياسي والتي وصفها بأنها .. “جماعات احتكار وتسييس الدين – من الإخوان إلى داعش – مشروعها يسعى لإقامة الخلافة الإسلامية، ويتجاوز الدولة الوطنية بأرضها وشعبها وسيادتها” ..
إن حمدين صباحي سياسياً معارضاً حصيفاً يعرف قيمة شعبه، يحترم مؤسسات بلاده، يعرف ويقدر قيمتها ومسئولياتها، يمتلك حساً سياسياً فريدة وموهبة خاصة في التواصل الجماهيري وصنع المودة مع الناس، كما أنه صاحب حماسة لا تنظفئ ولا تهدأ فما أن يمر الوطن وناسه بنائبة أو أمر جلل ليتحرك المارد بحماسة شبابية تزهلك، وتجعلك تقف عاجزاً عن توقع تصرفات هذا السياسي والمعارض الفريد أو حتي التنبأ والوقوف علي ما يدور بعقله أو حتي أن تعرف .. حمدين صباحي .. ناوي علي إيه …!!!؟