مصر30/6
لماذا استثنت إدارة ترامب مصر وإسرائيل من تجميد المساعدات الأمريكية؟
الأهمية الاستراتيجية لمصر تُؤمّن استمرار المساعدات الأمريكية رغم قرار التجميد
دور مصر المحوري في أمن الشرق الأوسط ومعاهدة السلام وراء استثنائها من تجميد المساعدات الأمريكية
كتب: سامح توفيق
أثار قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتجميد المساعدات الخارجية الأمريكية تقريبًا في جميع أنحاء العالم، باستثناء المساعدات العسكرية لإسرائيل ومصر والمساعدات الغذائية الإنسانية، تساؤلات حول أسباب هذا الاستثناء. وقد اتفق خبراء أمريكيون ومصريون على أن هذا القرار يرتبط بشكل وثيق بالدور المحوري الذي تلعبه مصر في حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى التزامها بمعاهدة السلام مع إسرائيل.
وأن هذا الاستثناء يُعد تقديرًا كبيرًا من جانب الولايات المتحدة للدور المصري في المنطقة، وسيُساهم في تعزيز التعاون بين البلدين في معالجة القضايا الإقليمية. وأشار توم حرب، عضو الحزب الجمهوري ومدير التحالف الأمريكي الشرق أوسطي للديمقراطية في واشنطن، إلى أن اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية التي ترعاها الولايات المتحدة تُعد عاملاً حاسمًا في هذا الاستثناء، بالإضافة إلى الأوضاع الأمنية المُتغيرة في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في غزة والتهديدات التي يُشكلها الحوثيون على الملاحة في البحر الأحمر. وأضاف حرب أن الإدارة الأمريكية أخذت بعين الاعتبار أيضًا الوضع الاقتصادي في مصر وحاجتها إلى هذه المساعدات، خاصةً في ظل الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها نتيجة للاضطرابات الإقليمية وتأثيرها على حركة الملاحة في قناة السويس.
تفاصيل قرار تجميد المساعدات:
أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية قرارًا بتجميد التمويل الجديد لجميع برامج المساعدات الأمريكية تقريبًا حول العالم، باستثناء المساعدات الغذائية الإنسانية والمساعدات العسكرية لإسرائيل ومصر. ويقضي القرار، الذي تم إرساله في برقية إلى السفارات الأمريكية حول العالم، بوقف الإنفاق الحكومي الجديد، ما يعني استمرار تشغيل البرامج التي لديها بالفعل أموال مُتاحة. وستقوم الوزارة بمراجعة شاملة لتحديد البرامج التي يُمكن أن تستمر.
حجم المساعدات الأمريكية لمصر وأهميتها:
تُعد المعونة الأمريكية لمصر مبلغًا ثابتًا سنويًا بدأ تقديمه في أعقاب توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، حيث أعلن الرئيس الأمريكي آنذاك، جيمي كارتر، عن تقديم معونة اقتصادية وعسكرية سنوية لكلا البلدين. ومنذ عام 1982، تحولت هذه المعونة إلى منح لا تُرد، بقيمة 3 مليارات دولار لإسرائيل و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية (التي تقلصت بشكل كبير في السنوات الأخيرة) و1.3 مليار دولار معونة عسكرية. ويُقدر إجمالي ما حصلت عليه مصر من مساعدات أمريكية منذ توقيع اتفاق السلام بنحو 80 مليار دولار.
وتُمثل المعونات الأمريكية لمصر 57% من إجمالي المعونات والمنح الدولية التي تتلقاها من مصادر أخرى، مثل الاتحاد الأوروبي واليابان، في حين لا يتجاوز مبلغ المعونة 2% من إجمالي الدخل القومي المصري.
-
تُعد مصر من أكبر المُتلقين للمساعدات العسكرية الأمريكية.
-
تُساعد المساعدات الأمريكية مصر في الحفاظ على أمنها واستقرارها الإقليمي.
-
يُعد الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل من الأولويات الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة.
-
يُمكن أن يُؤثر تجميد المساعدات على بعض البرامج التنموية والاقتصادية في الدول المُتلقية.