مقالات وأراء

’من هنا وهناك’ بقلم د سامح توفيق: ماذا بعد اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول؟

د. سامح توفيق

بعد أن أكد “مايك بنس” نائب ترامب أنه يجب تحويل كل من تسبب في أعمال العنف أمام الكونجرس الأمريكي، وكتب بنس على حسابه بموقع تويتر: «الاحتجاج السلمي هو حق لكل أمريكي، لكن هذا الهجوم على مبنى الكابيتول لن يتم التسامح معه، وسيتم محاكمة المتورطين فيه إلى أقصى حد يسمح به القانون». وأضاف: «يجب أن يتوقف العنف والدمار الذي يحدث في مبنى الكابيتول الأمريكي ويجب أن يتوقف الآن. يجب على أي شخص معني احترام ضباط إنفاذ القانون ومغادرة المبنى على الفور». وكانت قوات الخدمة السرية الأمريكية، قد أخلت نائب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته مايك بنس، من مبنى الكونجرس الأمريكي، عقب اقتحامه من قبل أنصار ترامب، واحتلالهم منصة تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.

مايك بنس

وذكر النائب دان كيلدي من داخل المجلس إن: “أمن المجلس وشرطة الكابيتول أشهروا مسدساتهم بينما راح متظاهرون يطرقون على الباب الخارجي للقاعة، وصدرت لنا تعليمات بأن نستلقي على الأرض ونضع الأقنعة الواقية من الغاز”.

بينما قال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب في خطاب بفيديو مسجل إن “الانتخابات كانت مزورة ولكننا نريد السلام، أشعر بألمكم ولكن عليكم الذهاب إلى منازلكم”.

ويبدو أن الأمر قد خرج عن نطاق سيطرة ترامب وجنح مؤيدوه إلى العنف مما أدي إلى تراجعه، وأصداره أمر بإرسال الحرس الوطني وقوات الحماية الفيدرالية الخاصة إلى مقر الكونجرس، على الرغم من أنه الذي دعا إلى تلك المظاهرات من أجل رفض التصديق على فوز جو بايدن بالانتخابات الأمريكية. واتهم مشرعون أمريكيون، أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بمحاولة «انقلاب»، وذلك بعد ان اقتحم المحتجون مبنى الكونجرس أثناء جلسة المصادقة على فوز الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.

وقد سارع نائبه “مايك بنس” بالتنصل من أفعال أنصارهم وطال محاكمة كل من تسبب في أعمال الفوضى.

وقال زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، في مقابلة مع «فوكس نيوز» إن الاحتجاجات في مبنى الكونجرس «لا تمت لأميركا بصلة ويجب أن تتوقف فورا». وأضاف أنه سمع خلال وجوده مع شرطة الكونجرس عبر جهاز لاسلكي صوت إطلاق نار. وقال إنه تحدث إلى الرئيس دونالد ترمب وحثه على إصدار بيان لتهدئة المحتجين. كما اعتبر السيناتور الجمهوري ميت رومني أن «ترمب هو سبب هذه الفوضى». وكذلك فعلت بيلوسي وزعيم الأقلية الديمقراطية حبث طالبا ترامب بأن يأمر المتظاهرين بمغادرة الكونجرس. وقالت أنه قد تم إغلاق مبنى الكونغرس مع تجمع أنصار ترامب خارجه أثناء جلسة بحث التصديق على فوز بايدن، وأضافت بأن مجلس الشيوخ علق مناقشة نتائج المجمع الانتخابي.

وقد الهبت شرارة المقتحمين أعمال العنف، فقد أعلن مراسل نيويورك تايمز على تويتر عن العثور على عبوة ناسفة في مقر الحزب الجمهوري، وقد تم تفجيرها بشكل آمن. كما أفادت الداخلية الأمريكية بأنها أرسلت تعزيزات إضافية إلى مبنى الكابيتول للسيطرة على العنف.

(كل حلفائك خانوك يا ريتشارد)، قال زعيم الجمهوريين بمجلس الشيوخ “ميتش ماكونيل”، في مقابلة مع «فوكس نيوز» Fox News إن الاحتجاجات في مبنى الكونجرس «لا تمت لأميركا بصلة ويجب أن تتوقف فورا».

وأضاف بايدن، في خطاب له: «أشعر بالصدمة أن بلدنا الذي هو رمز للديمقراطية وصل إلى هذه المرحلة، وما حدث لا يمت للاحتجاج بصلة وأنا مصدوم بشكل كبير لوصول أمريكا إلى هذا الوضع». وأضاف جو بايدن إنه على دونالد ترامب التحلي بالمسؤولية والخروج لإيقاف الفوضى. وأكد أن “التصديق على نتائج المجمع الانتخابي يجب أن يكون مقدسا للديمقراطية الأمريكية، وعمل الكونجرس توقف الآن بسبب ما نشاهده من فوضى”.

جاستن ترودو

وقد أعرب رئيس الوزراء الكندي عن قلقه لمشاهد العنف في واشنطن وقال جاستن ترودو في تصريح للإذاعة: «من الواضح أننا قلقون، ونحن نتابع الموقف دقيقة بدقيقة»ـ وأضاف: «أعتقد أن المؤسسات الديمقراطية الأمريكية قوية، وآمل أن يعود كل شيء إلى طبيعته قريبا».

هايكو ماس

كما علق وزير الخارجي الألماني “هايكو ماس” على الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة الأمريكية واشنطن، قائلا: “على الرئيس دونالد ترامب وأنصاره أن يتقبلوا قرار الشعب الأمريكي”.

وقال المحلل السياسي “هشام كريم”، عضو اللجنة العليا للحزب الجمهوري، إن الكونجرس سيصوت على فوز جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، رغم تظاهرات مؤيدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: «تظاهرات مؤيدي ترامب أمام الكونجرس غريبة، وكأنه يحدث في دول العالم الثالث، سواء اعترف ترامب أم لا، سيؤدي جو بايدن اليمين الدستورية، وسيخرج الرئيس الأمريكي من البيت الأبيض». وتوقع كريم تنازل ترامب عن الرئاسة الأمريكية لنائبه مايك بنس، بذريعة الاعتراض على نتائج الانتخابات، كي يتمكن بنس الذي سيتولى منصب الرئيس مؤقتا من إصدار عفو شامل عن ترامب في بعض القضايا التي تنظر ضده. وتابع: «من حق الرئيس الأمريكي العفو عن أي شخص يراه دون أن تراجعه أي مؤسسة في الولايات المتحدة الأمريكية». وأشار إلى أن الأمر حدث في وقت سابق خلال تواجد الرئيس الأمريكي السابق نيكسون؛ الذي استقال وقام نائبه بإصدار قرار للعفو عنه. هذا العفو الرئاسي يشمل القضايا الفيدرالية الفقط، ولكنه لا يشمل القضايا الأخرى الخاصة بالولايات مثل قضايا الضرائب ضد ترامب في نيويورك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights