أخبار عربية ودولية

إسرائيل تحاول إخراج ميناء اللاذقية من الخدمة

 

أهداف اقتصادية خطيرة وراء محاولة إسرائيل إخراج ميناء اللاذقية من الخدمة

أجمع خبراء ومحللون سوريون أن عدوان إسرائيل الجوي المتكرر على ميناء اللاذقية يهدف لإخراجه من الخدمة عبر تنفيذ حصتها من استكمال حلقة الحصار الاقتصادي على الشعب السوري، وتعزيز سياسة الخنق الاقتصادي التي تعتمدها الولايات المتحدة الأمريكية، كما يهدف إلى دق إسفين بين الشارع السوري وبين الحضور الروسي والإيراني في البلاد.
في هذا المنحى أوضح الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء المتقاعد محمد عباس أن “العدوان الإسرائيلي على مرفأ اللاذقية يمثل امتداداً للعدوان الصهيوني – الأمريكي- التركي ضد سوريا بأشكال عديدة ومركبة، وفي إطار متابعة العقوبات القسرية أحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة على سوريا لمحاصرة لقمة عيش المواطن السوري”.

يستهدفون لقمة عيش السوريين وحليب أطفالهم

وحول المماطلة الأمريكية بالسماح بنقل الغاز المصري إلى لبنان قال عباس: “الأمريكيون يمارسون لعبة العصا والجزرة فيما يخص نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سوريا، ويحاولون العبث بالقرار السيادي السوري أملاً في الحصول على مكاسب سياسية، لكن الدولة السورية رفضت أي مساومة ما دفع الأمريكيين نحو التهديد الاقتصادي باستهداف ميناء اللاذقية الذي يشكل شرياناً حيوياً رئيسياً يوفر فرصة الثبات والدفاع والمقاومة الوطنية من خلال تحصين الشارع السوري، وتوفير الحد الأدنى من ضرورات الحياة، وعندما ننظر إلى طبيعة الاستهداف نجد أن هناك استهدافاً لحليب الأطفال المجفف ولمواد الأرز والقمح وزيت الذرة والحاجات الأساسية التي يتم استيرادها من أجل أن يتم توفير وتأمين واستمرارية الحياة في سوريا، ويمكن أن نربط هذا العدوان الاقتصادي مع سرقة النفط والغاز من قبل الاحتلال الأمريكي وعملائه ومنع استيرادهما من قبل الدولة السورية، مع محاولة واشنطن إعاقة ومنع وعرقلة انفتاح الدول العربية على سوريا لإبطاء هذا المسار كونه يسهم في ثبات الدولة السورية”.
وأضاف عباس: “العدوان المركب لا يختلف ببعده الاقتصادي في المنطقة الساحلية عن البعد العسكري في منطقة إدلب حيث الأهالي رازحون تحت نير المجموعات الإرهابية المسلحة فيما يمارس الاحتلال التركي عمليات التتريك وسرقة النفط والغاز والثروة الوطنية وقطع الأشجار والعدوان على الحياة اليومية للمواطن السوري بالتوازي مع عمليات التكريد من قبل “قسد” و”مسد” في منطقة الجزيرة السورية عبر استبدال اللغة العربية باللغة الكردية في تلك المنطقة، علماً أنها في الأساس والجذور منطقة عربية وليست منطقة كردية، إذ لا يوجد في سوريا منطقة كردية فالأكراد موجودون في كل النسيج الوطني السوري”.
ولفت عباس إلى أن “دعم المجموعات الإرهابية المسلحة يشكل أحد حوامل وروافع وأسباب العدوان لإطالة أمد الحرب على سوريا وإنهاك وإفشال الدولة السورية واستنزاف القدرات القتالية للجيش العربي السوري وخاصة منظومات الدفاع الجوي، وهذا الاستنزاف والإنهاك يراد له أن يصل إلى المواطن وإلى الجندي والشعب السوري إلى حالة من الإحباط واليأس والهزيمة وصولاً إلى مرحلة الاستسلام، لكن كل ذلك لم يفت من عضد المواطن السوري الذي يعرف تماماً أنه يواجه عمليات عض أصابع من يصرخ فيها أولاً هو المستسلم، لكن الشعب السوري وعلى مدى نحو 11 عاماً استمر في صموده وثباته وولائه للدولة السورية ولتجذره الحضاري وامتداده الإنساني”.

محاولة لتأليب الشارع السوري على الحلفاء الروسي؟

وأردف: “هذا الاستهداف يحاول أيضا تحريض المواطن السوري ضد الحضور الروسي في سوريا، فالشارع السوري يتساءل أين هي الدفاعات الجوية الروسية؟ ولماذا لا تتصدى لهذه الاعتداءات خاصة وأن وسائط الدفاع الروسية “إس 400″ موجودة على بعد كيلومترات قليلة من مكان الاستهداف؟ والمواطن السوري لديه أمل ورغبة وتطلع لأن تقوم الدفاعات الجوية الروسية بمنع إسرائيل من استهداف لقمة عيش المواطن السوري، وهي تحاول أن تصنع تحريضاً للشارع السوري ضد الحضور الروسي من خلال الاستهداف المباشر القريب من القواعد الروسية في مطار حميميم أو في ميناء طرطوس، وهذا التحريض في الواقع يراد له أن يصل المواطن السوري إلى مرحلة يقف فيها في طرف عداء لأصدقائه وحلفائه الروس، لاسيما وهو ينظر إلى لقمة عيشه كيف تُدمّر بفعل الصواريخ الإسرائيلية والصمت الروسي خلال هذه الضربات، وبالتالي تسعى إسرائيل إلى إحراج روسيا في علاقتها مع الشارع السوري الذي ينتظر موقفاً أكثر صرامة” .
وتابع عباس قائلاً: “الكيان الصهيوني يقول في وسائل إعلامه إنه يستهدف مواقع إيرانية أو مواقع ترتبط بحزب الله اللبناني وبالتالي يقول للشارع السوري نحن لا نستهدفكم نحن نريد فقط أن نضرب الإيرانيين أو من يرتبط بالمقاومة، وبالتالي هي عملية تحريض للشارع السوري ضد المقاومة الوطنية وضد الحضور الإيراني لدق الأسافين بين المواطن السوري والأصدقاء الإيرانيين”.

الإسرائيليون والأمريكيون يطبقون سياسة الخنق الاقتصادي

في ذات السياق أوضح المحلل السياسي مهند الحاج العلي عضو مجلس الشعب السوري السابق، أن تكرار العدوان على ميناء اللاذقية يأتي ضمن تحول استراتيجي في الخطة العسكرية الإسرائيلية وقال: “يبدو أن الإسرائيليين يطبقون سياسة الخنق الاقتصادي التي تعتمدها الولايات المتحدة ضد سوريا من خلال استهداف ميناء اللاذقية، أولاً لإخراجه من الخدمة على غرار ما حصل لميناء بيروت إضافة إلى نشر حالة الفزع والرعب في نفوس التجار والمستثمرين والمستوردين والمصدرين السوريين في الداخل والخارج لدفعهم إلى إيقاف أعمالهم وبالتالي تستكمل حلقة الحصار الاقتصادي على سوريا”.

اجتماع الحكومة الإسرائيلية في الجولان تحد للشرعية الدولية

وقال الحاج علي: “أعتقد أنه بهذا التحول الاستراتيجي في الخطة العسكرية للكيان الإسرائيلي سوف يكون هناك رد مؤلم للإسرائيليين وخاصة مع الاستفزازات الإسرائيلية المتكررة المتعلقة بالجولان المحتل، حيث يشكل عقد الحكومة الإسرائيلية أمس الأول اجتماعها في الجولان العربي السوري المحتل تحدياً واضحاً وصارخاً للشرعية الدولية ولإرادة السوريين في تحرير أراضيهم ولكن كل هذا لن يثنيهم عن تحرير ما تبقى من أراضيهم مهما كلف الثمن وبشتى الوسائل المتاحة”.
وكانت ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري فجر يوم الثلاثاء “هدفاً لعدوان جوي إسرائيلي برشقات صواريخ من عمق البحر المتوسط غرب مدينة اللاذقية أسفر عن وقوع أضرار مادية فادحة في الميناء والممتلكات العامة والخاصة وأدى إلى تحطم زجاج ستة منازل في حي الكورنيش الغربي المحاذي للميناء ومشفى الندى ونادي صف الضباط وواجهات المحال التجارية والسيارات الخاصة”.

 

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights