’من هنا وهناك’ بقلم د سامح توفيق … قصة لن يرويها بطلها الحقيقي
مسرحية من تأليف إسلام طه وإخراج أحمد السيد لفرقة التمثيل بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي – جامعة القاهرة
قدمت فرقة مسرح كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي – جامعة القاهرة مسرحية “قصة لا يرويها بطل” ضمن فعاليات مهرجان جامعة القاهرة للعروض المسرحية الطويلة للعام الجامعي 2021/2022م ، والذي يرعاه ويشرف عليه رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ محمد الخشت، ونائبه الدكتور/ جمال الشاذلي، وقد تم العرض يوم الخميس 10 من مارس 2022.
وقد ساهمت إدارة الكلية تحت إشراف الأستاذ الدكتور/ رضا الخريبي عميد الكلية، ووكيل الكلية لشؤون الطلاب الأستاذ الدكتور/ إيهاب الخضري، وبمعاونة أعضاء إدارة رعاية الشباب برئاسة أ./ علي الشاذلي للمساهمة الفعالة في تقديم العرض المسرحي المنوه عنه في أفضل صورة، لينافس عروض كليات الجامعة السبعة عشرالتي شاركت في المهرجان.
استمرت عروض المسرحيات لفرق الجامعة لمدة أسبوعين وحتي يوم 29 من مارس الجاري، بمسرح المدينة الجامعية، تحت رعاية الدكتور تحت رعاية وإشراف الأستاذ الدكتور جمال الشاذلي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، نظرًا لدوره الكبير فى اكتشاف المواهب الشابة واحتضانها ودعم قدراتها، والارتقاء بمستواها الثقافي والفكري.
وحسنا فعلت جامعة القاهرة فهي تقوم حاليًا على إنشاء مسرح بالمدينة الجامعية، يحمل اسم «دولت أبيض»، وفقًا لأحدث التقنيات العالمية، من حيث التجهيزات الفنية والتكنولوجية، ليكون منارة جديدة لاكتشاف المواهب واحتضانها، تدعيمًا لرسالة الفن الراقي ودور المسرح في الارتقاء بالإنسان وجدانيًا وفكريًا.
وقد قدمت مجموعة فريق التمثيل بالكلية عرضا جادا يليق بهم ويليق بالفن المسرحي الذي أقيمت من أجله مسابقة العروض المسرحية الطويلة، وتبارت كليات الجامعة في تقديم عروض مسرحية لتثري الفن المسرحي، وليشاهد طلاب الجامعة وأسرهم تلك العروض في زمن شح فيه عروض المسرحي المصري الحقيقي من السرحيات الهادفة والمتميزة التي تساهم في الارتقاء بأفكار الطلاب وأذواقهم ليصبحوا أكثر قدرة على المساهمة بقوة في التنوي، وترتقي بمستواهم الثقافي والفكري وتقضي على الأفكار المتطرفة.
دارت موضوع مسرحية “قصة لا يرويها بطل”، حول القرارات المصيرية التي يتم اتخاذها في اشد المواقف صعوبة. تدور القصة في بداية الحرب العالمية الثانية حيث ضرب هتلر دولة بولندا وكان بها جاسوس الماني يعيش هناك مع اسرته فيحتدم الموقف وتذهب كتيبة من الجيش البولندي للاختباء بهذا بالمنزل دون علمهم بوجود تلك العائلة الألمانية، فيقتل الاب والأم، ثم يزداد الموقف حدة حين يأتي دور الطفلة الصغيرة. تنقسم الكتيبة لمجموعتين، مجموعة ترفض قتل الطفلة، متمسكة بمبادئها عدم التعرض للأطفال مهما كانت جنسياتهم، ومجموعة تري ان العدل يكمن في قتلها، وقد تبنى هذا الرأى، قائد تلك الكتيبة، ولكن تنتصر المبادىء الإنسانية، ويضطر أفراد الكتيبة إلى التخلص من القائد ونائبه وقتلهما، ثم تنتهي المسرحية بمقتل كل أفراد الكتيبة بواسطة القذائف الألمانية، ولا يتبقي سوى تلك البنت الصغيرة.
كتب المسرحية: إسلام طه، وقد شارك في العرض: يوسف الحداد، رئيس فريق التمثيل، ومروان محمد، نائب رئيس الفريق، والمخرج المنفذ/ أحمد عوض، وأعد الموسيقى، أسامة تايسون، وصمم ونفذ الإضاءة، بيبو فيكتور، والديكور المسرحي، رضوى طارق، إدارة مسرحية، عادل عبدالمنعم والعرض من إخراج/ أحمد السيد
وقد شارك مجموعة كبيرة من طلاب الكلية في التمثيل:
محمود كمال / محمد مدحت / آية جمال / آلاء سعيد / فيرونيا عاطف / محمد عثمان / عمر الألفي / عبدالله عيسى / سارة عادل / عبدالله رجب / يوسف الشيمي / صالح تراببي/ ندي أشرف / شروق بسيوني.
لاشك ان النقد لمثل هذه العروض يتسامح مع كثير من الأسس الموضوعية والفنيية لعروض المسرح ولكن يتركز النظر في مدى المساحة الحرة الممنوحة للشباب لإظهار مواهبهم وممارسة إبداعاتهم، وذلك من خلال ما يتيحه العرض من دعم و تبني وتشجيع للعناصر المتميزة، التي يذخر بها فريق التمثيل بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، مما يدعم النشاط المسرحي والفني داخل الجامعة باعتبارها من القوة الناعمة، التي تسهم في ترسيخ القيم الثقافية وغرس مشاعر الانتماء في نفوس الشباب. وقد حرص أحمد السيد مخرج العرض على منح مساحة للممثلين للارتجال والتعبير عن أنفسهم، دون أن يسمح بحدوث خلل في العرض، مما جعله متماسك، وجدير بالمشاهدة.
وتضمن العرض مشاهد من حياة الإنسان بكل ما تحمل من صراعات نفسية وطموحات وانكسارات ومحاولة كل فرد فى تخطى الحواجز والعقبات التي يتصدى لها، لتحقيق اهدافه، وقد بذل الطلاب جهداً بدنياً فائقاً وهو ما تطلبه الاداء التعبيري والبدنى للعرض.
وقد سعدت باستقبال جمهور المشاهدين للعرض، بعد أن تأكد لي مع انتهاء العرض أن الرسالة وصلت للجمهور، واحدث فيه تأثيرا قد يغير من أفكاره وأختيارته في المستقبل.
وقد أعلنت لجنة التحكيم اليوم نتيجة مسابقة المهرجان وفازت مسرحية “قصة لا يرويها بطل”، بالمركز السابع، كما فاز خمس طلاب من فرقة التمثيل بالكلية بجوائز التمثيل والتي منحتها لجنة التحكيم لكل من: يوسف الحداد، ومروان عبد المنعم، محمود كمال، ومحمد مدحت، وشروق بسيوني.
الصور: بعدسة الفنانة مريم هشام