“نور أسامة” تكتب: لماذا اختار الزلزال سوريا وتركيا؟
في فاجعة إنسانية شهد يوم الاثنين الموافق 5/2/2023 الساعة 4,17 فجرا زلزال يضرب جنوب تركيا وشمال سوريا بقوة 7.8 درجه
وكان الزلازل مدمراً، خلف أعدادا هائلة من الضحايا وهو أحد أكثر الزلازل تسببا في وقوع ضحايا خال العشر سنوات
الماضية حيث تسبب صدعا يمتد طوله لما يزيد علي 100 كيلو متر بين الصفيحة الأناضولية والصفيحة العربية.
حيث كان الزلزال علي بعد 26 كيلومترا تقريباً شرقي مدينة نورتاي التركية وعلي عمق نحو 18 كيلو مترا عند فالق شرق الأناضول وأطلق الزلزال موجات باتجاه الشمال الشرقي مما تسبب في حدوث دمار في وسط تركيا وسوريا.
ووفقاً لهيئة المسح الجيولوجي الأميريكية لم تسجل المنطقة سوي 3 زلازل بقوة 6 درجات منذ عام 1970 لكن في عام 1822 تعرضت المنطقة لزلزال بلغت قوته 7 درجات وأدى إلى مقتل نحو 20 ألف شخص وخلف الزلزال علي خسائر قدرت تكلفتها بالمليارات، لا سيما مع متطلبات إعادة إعمار البنيه التحتية وتعويض الناجين.
كما ارتفعت حصيله قتلي الزلزال في تركيا وسوريا إلي أكثر من 11700 منهم 9075 شخصا في تركيا و 2662 في سوريا
وأصيب 50 ألف شخص بجروح في تركيا و 5000 في سوريا وأعلن الرئيس رجب طيب أردوغان اليوم أن عدد ضحايا الزلزال “حتي الآن بلغ للقتلي 9057 شخصا بينما أصيب 52 ألفا و 979 شخصا وتهدمت 6444 بناية.
كما أقر الرئيس التركي بوجود ثغرات في الاستجابة للزلزال الذي ضرب بلاده وسوريا
ولقد شاهدنا أن فرق الإغاثة مازالت تعمل حتي الآن. كما يُساعد الأحياء للخروج من تحت الأنقاض وإخراج الجثث دون
توقف عن العمل وتعمل المستشفيات علي سرعة إسعاف المصابين ولكن العدد كبير جداً وقد شاهدنا الكثير من المشاهد
الموجعة التي تدمع لها العين وهناك الكثير ممن فقد عائلته في هذا الزلزال ومن المعجزات أن أم ولدت طفلها تحت الأنقاض ثم ماتت وعاش الطفل وشاهدنا الطفلة التي تحمي رأس أخيها تحت الأنقاض وتريدهم أن ينقذونها، وراينا أصغر ضحايا الزلزال وبكاء والده عليه ويروي سوري أن اللحظات الأولي للزلزال ثمة من ركع علي الأرض وبدأ الصالة وثمة من
كان يبكي كما لو أنه يوم القيامة ورأينا الأطفال الذين تم إنقاذهم من تحت الأنقاض ولكن وجدوا أن أسرهم جميعا فارقوا
الحياة ورأينا الأب الذي يجلس يمسك يد أبنته المتوفاه ولا يستطيع إنقاذها والطفله التي تجلس علي آمل أن تجد أحد من
أفراد عائلتها والكثير الذين لا ل يعلمون شيئا عن أسرتهم ومنهم من ذهب ليدفن جزء من عائلته والا يعلم هل الجزء الآخر
حي تحت الأنقاض أو ميت الكثير من المشاهد التي وجعت قلوب الكثير والتي تتوقف فرق الإنقاذ عن العمل ويقولون أنه
ما زال هناك الكثير تحت الأنقاض ويحاولون إنقاذهم .
وأمام حجم الكارثة التي ضربت الدوليتين تسارعت عشرات الدول والجهات للمساعدة
وتناشد الخوذ البيضاء الدول لمساعده سوريا فقامت الإمارات بأمر رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم 100
مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في تركيا وسوريا. وتشمل المبادرة تقديم 50 مليون دولار
للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري الشقيق إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي الصديق.
كما وجه رئيس دولة الإمارات بإنشاء مستشفى ميداني وإرسال فريقي بحث وإنقاذ إضافة إلى إمدادات إغاثية عاجلة
إلى المتأثرين من الزلزال في تركيا وسوريا، لتستفيد منها الأسر في المناطق الأكثر تأثراً بتداعيات الزلزال.
إضافة لوصول طائرتي مساعدات إماراتية إلى سوريا ضمن الجسر الجوي الهادف لمساعدة المتضررين من الزلزال.
أما الهند فأعلنت نيودلهي إرسال 100 فرد من الوكالة الوطنية لمكافحة الكوارث الطبيعية وفرق كالب مدربة و
معدات إلي تركيا وذكرت وزاره الشئون الخارجية الهندية في بيان لها أن فرقا طبية تتضمن أطباء مدربين ومسعفين
جاهزين للسفر.
أما كوريا الجنوبية سترسل إلى تركيا فريق بحث وإنقاذ مكون من 60 فرداً بالإضافة إلي الإمدادت الطبية
أما الولايات المتحدة فأصدر الرئيس جو بايدن توجيهات لفريقي لمواصلة مراقبة الوضع عن كثب بالتنسيق
تركيا وتقديم كل ما هو مطلوب للمساعدة.
أما بريطانيا فوصل 76 متخصصا للبحث وإنقاذ وأربعة كالب ومعدات إنقاذ إلى تركيا
أما إسبانيا أرسلت طائرة عسكرية من طراز إيه 400 إلي تركيا علي متنها رجال إطفاء وطائرة إيرباص طراز
إيه 330 وبها أطقم الدفاع المدني
أما قطر فارسلت رحالت إغاثة إلي تركيا لنقل فرق البحث والانقاذ إلي المناطق المتضررة
أما باكستان فارسلت طائرتين من طراز سي 130 إلي تركيا وعلي متنها مواد إغاثة
أما العراق فأرسل أطقم الدفاع المدني إلي تركيا وروسيا ومعها إمدادات الطوارئ والإغاثة والأغذية والوقود
أما مصر فوصل فريق فتضامنوا مع الشعبيين السوري والتركي وارسال 5 طائرات مساعدات عسكرية.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن وزير الخارجية سامح شكري، نقل إلى نظيره السوري قرار
الحكومة المصرية بإرسال مساعدات إغاثية عاجلة تضامنا مع سوريا في مواجهة تداعيات تلك الكارثة.
كما أعرب وزير الخارجية عن خالص التمنيات بنجاح جهود الإنقاذ الجارية، والشفاء العاجل للمصابين.
وقد أعرب وزير خارجية سوريا عن خالص الشكر والتقدير للدعم المصري لسوريا في مواجهة تلك الكارثة
ومبادرة السيد سامح شكري بالاتصال.
ولكن مازال البحث تحت الأنقاض وما زال هناك جثث مفقودة .
والخاتمة يبدو أن الكوراث الطبيعية لا ينجوا منها أحد والأهم هي التكاتف والتآخي الإنساني بغض النظر عن الدين أو المعتقد السياسي أو حتي الخلافات السياسية والاقتصادية والثقافية